الانتقال إلى المحتوى
aramco logo

التنقيب

يستخدم برنامج أرامكو للتنقيب عن النفط والغاز أحدث الأدوات التقنية لإجراء مسح دقيق للتكوينات الجيولوجية في المملكة واستكشاف احتياطيات كبرى جديدة.

يمثل تاريخ أرامكو مصدر إلهام لروحها الاستكشافية، فقد بدأت جهودها في استكشاف الخصائص الجيولوجية الفريدة للمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية في عام 1933م، حين انطلق الجيولوجيون آنذاك في تضاريسها بحثًا عن مؤشرات تشير إلى وجود النفط مثل التكوينات المحدبة، والهياكل الصخرية المقوسة الظاهرة للعيان، والتكوينات الصخرية المكشوفة التي تُعرف بالنتوءات الصخرية.

قد تم حظر هذا المحتوى

الرجاء إعطاء الموافقة

يُعد التراث الجيولوجي الغني للمملكة العربية السعودية جزءًا لا يتجزأ من مناظرها الطبيعية وتنوعها الحيوي. وتسعى أرامكو للحفاظ على النتوءات الجيولوجية في المملكة سواءً كانت في هيئة الصخور المكشوفة، أو "المقطوعة" الظاهرة على سطح الأرض، والتي تقدّم دلالات على ما هو مخفي تحت أعماقها.

وقد تشكّلت النتوءات في البحار والبحيرات والأنهار القديمة بفعل الرياح والمياه على مدى 60 مليون سنة، وهي تخبرنا عن الهياكل الجيولوجية وأنواع الصخور وما مرّت به من عمليات سابقة. وقد مكّنت هذه النتوءات الجيولوجيين الأوائل في أرامكو من رسم خرائط للطبقات الصخرية تحت السطح في ثلاثينيات القرن الميلادي الماضي، إذ استطاعوا من خلالها مقارنة التكوينات الصخرية بمكامن النفط المجاورة التي تُنتج النفط في البحرين، مما ساعدهم في العثور على موارد المملكة الثمينة من النفط والغاز. ولا يزال العلماء الجيولوجيون في أرامكو يستدلون بالنتوءات حتى اليوم لمساعدة الشركة في السعي لتحقيق اكتشافات جديدة وتشغيل الموارد بشكل أكثر استدامة.

وتهدف أرامكو حاليًا إلى حماية وحفظ أكثر من 139 نتوءًا جيولوجيًا في مناطق أعمالها، و268 موقعًا آخر لها في جميع أنحاء المملكة، من خلال الحملات الإعلامية واللوحات التوعوية والتعليم. كما صنفت الشركة النتوءات كمناطقَ لحماية التنوع الحيوي، سعيًا منها لدعم مواطن الحيوانات المحلية مثل الثعالب الحمراء العربية.

قد تُعطي التكوينات الصخرية الظاهرة للعيان دلالات قيّمة لما يوجد على عُمق أميال تحت سطح الأرض

وبالاستعانة بهذه الخصائص الجيولوجية، اهتدت فرق الاستكشاف أخيرًا إلى حفر بئر الدمام رقم 7 "بئر الخير" في عام 1938م. فكلما تعمق الفريق في الحفر، ظهرت له مكامن النفط المختبئة تحت الصخور الرسوبية بوضوح أكبر.

عقود من التنقيب

تحت رمال الصحراء في المملكة وفي مياه البحر المحيطة بشبه الجزيرة العربية يقع اثنان من أكبر حقول النفط في العالم هما: حقل الغوار البري وحقل السفانية البحري. بدأت أعمال التنقيب عن هذين الحقلين في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. أما في التسعينيات، فقد شرعت الشركة في التنقيب عن حقول تابعة في وسط المملكة، ثم انطلقت في البحث عن ترسبات غازية في منطقة الربع الخالي النائية منذ عام 2010م. وبحلول عام 2020م، نما إنتاج الشركة من حقول الغاز غير المصاحب، التي تنتج الغاز بصورة طبيعية دون وجود نفط، ليمثل نحو نصف إجمالي إنتاجها من الغاز.

هكذا تستمر رحلة الشركة في التنقيب لتصل إلى آفاق جديدة، حيث نواصل في الوقت الراهن البحثعن مصادر غير تقليدية مثل الغاز الصخري. وسيؤدي ذلك إلى تعزيز الوصول إلى مصادر محلية للطاقة منخفضة الكربون، مما يدعم الجهود الرامية إلى التحول نحو عالم خال من الانبعاثات الكربونية.

الاستعانة بالتقنية

تستخدم أرامكو اليوم أحدث الأدوات والتقنيات لتمنحها فهمًا أعمق لطبقات الأرض التي تحوي احتياطيات المواد الهيدروكربونية. وعندما اكتُشف النفط في بئر الدمام رقم 7، كان التنقيب يعتمد كليًا على الجهد البدني، الذي كان يقتصر غالبًا على دراسة الخصائص الجيولوجية الظاهرة للعيان. وكانت الخصائص الجيولوجية تُقيَّم إلى حد كبير من خلال النظر وحفر الآبار الاستكشافية للبحث عن الاحتياطيات. وقد استخدمنا الحفر الهيكلي، وهو أسلوب حفر يعتمد على حفر آبار سطحية، لفحص البنية الجيولوجية تحت سطح الأرض، وهو ما أرشدنا إلى تحديد المواقع المحتملة لوجود مكامن النفط.

وقد قطعنا شوطًا طويلًا منذ ذلك الحين، والآن نعمل على دمج نتائج الحفر مع بيانات التصوير الجيوفيزيائي الشاملة لإنشاء نماذج جيولوجية ثلاثية الأبعاد لما في باطن أرض المملكة وتحت بحارها.

تعزيز أعمال التنقيب

يعود الفضل في العديد من الإنجازات التي حققتها الشركة في مجال التنقيب اليوم إلى استخدام خوارزميات متطورة وتقنيات متقدمة. وقد طورنا برامج لمحاكاة إنشاء مكامن المواد الهيدروكربونية، الأمر الذي مكننا من التنبؤ بمواقع مكامن النفط، وهي المناطق التي تجتمع فيها احتياطيات النفط داخل التكوينات الصخرية والطبقات الجوفية. وتمنحنا تقنيات التصوير والنمذجة، التي تستفيد من بيانات التصوير الجيوفيزيائي، بالإضافة إلى خوارزميات التصوير المتقدمة، صورًا أكثر دقة لما يوجد تحت سطح الأرض.

هذه التقنيات تعمل مجتمعة كبوصلة لتحديد مواقع الاحتياطيات النفطية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية والبحار المحيطة بها.

تطوير الأجهزة

لا تزال أرامكو تعمل على تطوير أجهزة مبتكرة من شأنها أن تُحدث نقلة في أعمال التنقيب عن المواد الهيدروكربونية، مما يجعل أنشطتنا أسرع وأكثر أمانًا، بالإضافة إلى رفع الكفاءة وخفض التكلفة.. وتشمل تقنيات الطائرات المسيرة الجديدة: المركبات الجوية غير المأهولة (AUVs) التي تتيح الحصول على البيانات السيزمية على اليابسة بصورة آلية، وتقنية الطائرات المسيرة التي ترسل الاهتزازات عبر الأرض لإنشاء نموذج للطبقات تحت سطحها.

تمكّننا تقنيات الطائرات المسيّرة من الاستكشاف بشكلٍ أوسع وأسرع من أي وقت مضى

أما في مياه البحر، فبمقدرة المئات من غواصاتنا ذاتية التشغيل الجديدة إجراء أعمال مسح سيزمية ضخمة لقاع البحر، مما يقلل من الوقت والتكلفة اللازمين لجمع البيانات.

أرامكو تهدف إلى تطوير أعمال التنقيب وريادة جهود الابتكار في قطاع النفط والغاز. وتمثل الاستعانة بالتقنية والخبرات التي تتمتع بها فرق الجيولوجيين والمهندسين ومديري المشاريع عنصرًا رئيسًا في جميع مبادرات التنقيب التي نقوم بها. كما يُتيح التفكير المرن والخيال الجماعي اكتشاف موارد جديدة بطرق مبتكرة.

قطار علوم الأرض

يندفع بقوة نحو المستقبل

اقرأ المزيد