مع الزيادة التي يشهدها الطلب العالمي على الطاقة، نحن ملتزمون بضمان مستقبل مستدام للطاقة. نحن نؤمن بأن استخلاص الكربون وتخزينه هو جزء أساس من الجهود الرامية إلى التخلص من الانبعاثات، مع ضمان استمرار تقدم العالم وازدهاره.
مع الزيادة التي يشهدها الطلب العالمي على الطاقة، نحن ملتزمون بضمان مستقبل مستدام للطاقة. نحن نؤمن بأن استخلاص الكربون وتخزينه هو جزء أساس من الجهود الرامية إلى التخلص من الانبعاثات، مع ضمان استمرار تقدم العالم وازدهاره.
يعتمد استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه على مجموعة من التقنيات التي تستخلص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إما من المصدر، لتحول دون دخول ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، أو من الهواء مباشرة. ثم يتم نقل تلك الانبعاثات وتخزينها في باطن الأرض، أو تحويلها إلى منتجات مفيدة.
يُستخدم استخلاص الكربون منذ عقود كوسيلة للإسهام في تحسين جودة الغاز الطبيعي، ولكن بتطوير تقنيات جديدة ورائدة يمكننا الآن إزالة ثاني أكسيد الكربون واحتجازه إلى أجل غير مسمى. وإلى جانب ذلك، يمكننا الآن إضافة قيمة إلى ما كان يعتبر دوماً مخلفات عديمة القيمة، وذلك من خلال تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى منتجات صناعية وتجارية مطلوبة في السوق.
انطلاقاً من موقعنا كأكبر شركة متكاملة للنفط والغاز في العالم، نثق بأننا نمتلك مقومات متميزة تمكننا من دفع عجلة التقنية والتعاون لمجابهة تحديات الانبعاثات العالمية. تنتهج الشركة ممارسات وتقنيات مبتكرة تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية، جعلتها في مصاف الشركات الأقل إنتاجًا للكربون على مستوى قطاع الطاقة، وتواصل كوادرنا المتميزة عملها الرائد في مجال استخلاص الكربون واحتجازه.
تُستخدم في معمل الغاز في الحوية تقنية استخلاص الكربون لاستخلاص 30 مليون قدم مكعبة قياسية من ثاني أكسيد الكربون في اليوم. ثم يُنقَل الكربون عبر خط أنابيب يبلغ طوله 85 كيلومترًا إلى حقل النفط في العثمانية ويُحقَن في مكمن النفط. تستخدم هذه العملية لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون، بالإضافة إلى الإسهام في المحافظة على مستوى الضغط في المكمن وتحسين استخلاص النفط.
اعتمد تصميم مشروع تحسين استخلاص النفط بحقن ثاني أكسيد الكربون، على تقنيات "الثورة الصناعية الرابعة" مثل دراسات تحفيز المكامن، وبرنامج "الحقل الذكي"، وبرنامج المراقبة الشاملة، التي مكنتنا من إزالة ثاني أكسيد الكربون، وزيادة الإنتاج على نحو مستدام، وخفض التكاليف التشغيلية.
باستخدام تقنية احتجاز الكربون في العربات، تتعاون أرامكو السعودية مع عدد من الشركاء لتطوير تقنيات استخلاص وتخزين الكربون لتطبيقها في السيارات والشاحنات، والتي سيتسنى من خلالها تفريغ ثاني أكسيد الكربون في محطات تعبئة الوقود لاحتجازه أو إعادة تدويره إلى شكل آخر من أشكال أو مواد الطاقة .
يمكن لأحدث أشكال هذه التقنية احتجاز ما يصل إلى 25% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عادم السيارة ليتم تخزينه على متن السيارة. وبمجرد تفريغه يمكن استخدامه بتحويله إلى مجموعة متنوعة من التطبيقات الصناعية والتجارية.
في عام 2016، استحوذت أرامكو السعودية على خط إنتاج بوليولات كربونات البولي بروبيلين بتقنية كونفيرج المملوكة لشركة نوفومر. وبفضل الاستحواذ على هذه التقنية، تستطيع الشركة تحويل غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من أعمالها الصناعية إلى مواد أكثر نقاءً، وأعلى قيمة، وأفضل أداء، وأرشد تكلفة وأقل إطلاقًا للانبعاثات الكربونية.
ليس ذلك فحسب، بل تُستخدم بوليولات كونفيرج عالية الأداء في التطبيقات اليومية مثل: المواد اللاصقة في القطاعين الاستهلاكي والصناعي، ومواد العزل، ومواد تغليف الأغذية ومانعات التسرب، والمطاط الصناعي (الإيلاستومر). إذ تستطيع هذه البوليولات تخزين ثاني أكسيد الكربون طوال فترة حياة المنتج، وإنقاذ البيئة من هذا الغاز الذي يفاقم ظاهرة الاحتباس
ولا شك أن التحول إلى مستقبل يتسم بانخفاض مستوى الانبعاثات الكربونية عملية صعبة ومعقدة، وستستغرق البدائل وقتًا طويلًا، ولا يمكن لمصادر الطاقة المتجددة - رغم كونها جزءًا من الحل - أن تفعل ذلك بمفردها. نحن نلعب دورًا رائدًا في تطوير عملية استخلاص الكربون واستغلاله وتخزينه، وسيكون التعاون بين جميع أصحاب المصلحة أمرًا بالغ الأهمية.
كعضو مؤسس في مبادرة شركات النفط والغاز بشان المناخ فإننا نتعاون مع العديد من الشركات الرائدة والعالمية في قطاع الطاقة لتسريع عملية تطوير تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه وغيرها من حلول الحد من غازات الاحتباس الحراري. ولقد تضافرت جهودنا مع المؤسسات العامة والخاصة في جميع أنحاء العالم لإيجاد طرق جديدة لاستخلاص واستخدام النفط والغاز، حتى نتمكن من الاستمرار في تمكين ودعم الأفراد والاقتصادات مع التقليل من الانبعاثات الصادرة من هذا الغاز بشكل كبير.
إن تقنيات استخلاص الكربون واستغلاله وتخزينه لها دور فعال في تمكين الاقتصاد القائم على تدوير الكربون، وهو إطار عمل يتم فيه معالجة انبعاثات الكربون والغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من خلال 4 مراحل: الحد من انبعاثات الكربون وإعادة استخدامه وإعادة تدويره وعزله. هذه الدورة الدائرية هي ما تفعله الأرض منذ مليارات السنين، ومن خلال محاكاة هذا النهج، قد نساعد على استعادة توازن دورة الكربون وتحقيق أكبر تأثير ممكن للمساعدة في خفض الانبعاثات الكربونية التي يواجهها العالم بدرجة كبيرة.
4 مراحل لمعالجة انبعاثات الكربون
الطاقة مقوم أساسي من مقومات النهضة البشرية، فتعزيز هذه النهضة البشرية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية والتصدي لتحدي تغير المناخ عالميًا هي أبرز تحديات هذا العصر الراهن.
إن أفضل أثر يتركه المرء أحياناً، هو أن يحد من آثاره، وذلك بالنسبة لنا يعني توسيع حدود المعرفة والتقنية لتقديم حلول هندسية إبداعية ومبتكرة