استضافت دبي، الأسبوع الماضي، أعمال الدورة السابعة لمؤتمر ومعرض الأمن الصناعي في الشرق الأوسط، الذي نظمته الجمعية الدولية للأمن الصناعي، وقدَّمت فيه أرامكو السعودية رعايتها الماسية.
وحضر المؤتمر اختصاصيون من المنطقة والعالم في إدارة الأمن الصناعي، وخبراء في حماية الإنترنت وإدارة منظومة الإمداد، وموظفون في إنفاذ القانون، ومخططون استراتيجيون، ومسؤولو استخبارات وعسكريون، ومسؤولون حكوميون، من مختلف بلدان الشرق الأوسط. وركَّز محور المؤتمر على أن الأمن الصناعي أصبح صناعة رئيسة متنامية على مستوى العالم.
وشهد المؤتمر حضورًا بارزًا من المملكة العربية السعودية، حيث ألقى الكلمة الرئيسة خلال حفل الافتتاح كلٌ من المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، وأمين عام الهيئة العليا للأمن الصناعي في المملكة، الدكتور خالد العقيل، والمدير التنفيذي للسلامة والأمن الصناعي في أرامكو السعودية، الأستاذ بدر القدران.
تحدي التقنية
وأشار القدران في كلمته إلى أعمال المؤتمر الدولي للجمعية الدولية للأمن الصناعي، الذي عُقِدَ، مؤخرًا، في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان بعنوان "نتطور لنمضي قُدُمًا"، وقال إنه كان وثيق الصلة بما هو حاصل اليوم.
ولتوضيح التزايد السريع في التهديدات في هذا المجال، ذكر القدران بأنه منذ 15 عامًا، كان أمن الفضاء الإلكتروني، وحماية البنية التحتية الحساسة، والجريمة الاقتصادية، تخصصات أمنية لم توجد بعد. ولكن التحدي العالمي اليوم لهذا المجال في جميع القطاعات هو أن يجاري التقنيات الناشئة والتي يمكن أن تشكل خطرًا بل وحتى يسبقها.
وقال القدران: "تتمثل أهمية الأمن اليوم في أن معظم الشركات والوكالات ذات الأهداف الاستراتيجية ترحب به وتدعوه كشريك كامل. لذا، فإن الأمن يُعد مجالًا ليس له حدود".
وأشار القدران إلى الدراسة التي أعدَّتها، مؤخرًا، الجمعية الدولية للأمن الصناعي، التي لديها أعضاء اختصاصيون في الأمن مما يزيد على 125 دولة، ومعهد المالية والإدارة. وذكرت الدراسة أن صناعة الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تساوي 350 بليون دولار أمريكي.
ومع نسبة النمو السريع لهذه الصناعة، التي تصل إلى ٪8 سنويًا، ذكر القدران بأنها ستعاني من مجاراة الطلب على تطوير الاختصاصيين، وأنه بحلول عام 2019م، سيُقدَّر عدد وظائف أمن الفضاء الإلكتروني الشاغرة بحوالي 1.5 مليون وظيفة.
ويتجلى هذا الوضع بصورة أكبر في الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية، ويذكر القدران بأن الحل يقع على "العائد الديموغرافي" الذي توفره النسبة الناشئة من الشباب. وأضاف: "بالتأكيد، نسبة السكان الشباب يمكن أن تكون ذات فائدة اقتصادية واجتماعية كبيرة، مع مستوى جيد من التعليم والتدريب وضمان استمرارية الوظائف".
مهد الازدهار والنماء
أشار القدران في كلمته إلى برنامج أرامكو السعودية لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء)، الذي يسعى بحلول عام 2021م إلى توطين النفقات بنسبة ٪70، وتوفير 500,000 فرصة عمل. وقال بأنه لا يوجد سبب ألَّا يكون التطور المستمر لاختصاصي الأمن الصناعي جانبًا مهمًا لمبادرة برنامج (اكتفاء)، وفي الواقع في الشرق الأوسط بأكمله.
ووصف القدران الأمن بأنه المهد الذي ينمو ويتطور فيه الازدهار بأمان، كما أن اقتصادات العالم تعتمد على قوة أمن تتسم بالقدرة الفاعلة. وأضاف: "الأمن أمر مهم للغاية، وستزداد أهميته في المستقبل. وقوة الأمن المدرَّبة جيدًا والمؤهَّلة ليست مجرد شيء نتوق إليه، فتحوُّل صناعة الأمن المدني والوظائف إلى مسارات وظيفية أصبح ضرورة ملحة".
استباقي واستراتيجي
ومع وجود صفٍّ من التقنيات الناشئة التي لا تنتهي، سواء في أنظمة الكمبيوتر، أو الذكاء الصناعي، أو علم الروبوت أو حتى شيء آخر جديد حولنا، التي تشكِّل تهديدًا خطيرًا، أوضح القدران بأنه واثق من أن هذه الصناعة سوف تستمر في التطور والاستجابة كما ينبغي، وقال: "لقد تحول قطاعنا بسرعة من وظيفة وقائية وتفاعلية تقليدية إلى استباقية واستراتيجية، وفي وسط هذا التغيُّر الفريد من نوعه وفي ظل الخطر الغادر، ارتقى الأمن فعلًا إلى مستوى التحديات".
نظرة على الحماية والخطأ البشري
إلى جانب ذلك، جرى في المؤتمر تنظيم ما يزيد على 40 دورة تثقيفية عالية المستوى على مدى ثلاثة أيام، أشرف على اثنتين منها خبراء اختصاصيون من أرامكو السعودية.
وقد أدار رئيس قسم أعمال الأمن الصناعي في المنطقة المغمورة في منطقة الأعمال الشمالية، تركي الثنيان، جلسة نقاش حول أهمية حماية المنشآت البحرية، وحاجة صانعي القرار الرئيسِين في الأمن الصناعي البحري وفي الحكومة إلى فهم أنواع التهديدات التي تنطوي عليها تلك التجهيزات الأساسية المعينة من أجل توفير الحماية المناسبة. وتطرق الثنيان إلى نظرة على التدابير والحلول الناجحة التي اتُّبِعَت في المملكة وخارجها لكبح هذه التهديدات.
وفي جلسة أخرى، تحدثت نورة عبدالله الهاشم، وهي محللة أساليب أعمال في إدارة الاستشارات التنظيمية، عن "الجدار الناري البشري". واستشهدت بدراسة أُعِدَّت، مؤخرًا، بيَّنت أن %95 من اختراقات البيانات سببها خطأ بشري، وهو، على حد قولها، مؤشرٌ قوي في الوقت الذي لا يدرك كثير من المؤسسات بأن العنصر البشري هو خط دفاع حسَّاس ضد الهجمات الإلكترونية. وقالت في هذا الصدد: "لحماية مؤسساتنا من هذه الهجمات، ينبغي علينا تغيير سلوكنا بالشكل الذي يضمن تحديث معلومات موظفينا حول أساليب الهجمات الجديدة التي يَجري استخدامها".
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية