الفرصة سانحة لإنطلاق حقبة جديدة من النهضة الصناعية، من أبرز ملامحها تحقيق التكامل بين صناعة التكرير والببتروكيميائيات، والتوجه نحو الاستثمار في الكيميائيات المتخصصة، والتركيز على الاستثمارات البتروكيميائية التي تستهلك اللقيم السائل، وزيادة المعرفة والإبتكار لتطوير تقنيات تحويل الزيت الخام مباشرة إلى كيميائيات، والتوسع في القيمة المضافة عبر العديد من استثمارات المشاريع الصغيرة والمتوسطة للعمل في الصناعات التحويلية التي تتغذى من المجمعات الكبيرة للصناعات الأساسية، وتنتج سلعا نهائية أو شبه نهائية عالية القيمة نستخدمها في حياتنا اليومية وتولد أعدادا كبيرة من الوظائف النوعية للمواطنين.
المهندس أمين بن حسن الناصر، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين
خلال كلمته في منتدى الصناعات التحويلية السعودية الرابع في الجبيل أمين الناصر: نعمل على تحقيق المزيد من القيمة المضافة للزيت الخام والمنتجات الهيدروكربونية، وتمكين زيادة حصة المملكة من إجمالي المنتجات البتروكيميائية في العالم.
أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، أن قطاع التكرير والبتروكيميائيات، والصناعات التحويلية المرتبطة بصناعة الزيت والغاز، حقق تقدُّمًا ملموسًا في دعم اقتصاد المملكة، مشيراً إلى أن هذا القطاع لا يزال يحمل في طياته الكثير من الفرص الواعدة للنمو وتعزيز التنوع في النشاط الاقتصادي من خلال الاستثمار والدخول في شراكات فاعلة، وتوفير فرصٍ وظيفيةٍ كثيرة.
وقال الناصر في كلمته خلال منتدى الصناعات التحويلية السعودية الرابع، الذي انطلق في الجبيل أمس الثلاثاء: "تقوم رؤية أرامكو السعودية لتطوير قطاع عالمي رائد لصناعة التكرير والصناعات الكيميائية والتحويلية، على أربعة محاور رئيسة، وهي: ضمان منافذ لتسويق الزيت الخام الذي تنتجه المملكة، وتحقيق التكامل بالدخول في جميع مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية، والريادة في الإبتكار وتوطين التكنولوجيا، ودعم مسيرة التنمية المستدامة في مناطق المملكة وتنويع مصادر الدخل الوطني."
وتشارك أرامكو السعودية في منتدى الصناعات التحويلية السعودية الرابع، المقام حالياً في مركز الملك عبدالله الثقافي في الجبيل خلال الفترة بين 8 و 10 من شهر مارس الجاري، كراعٍ بلاتيني، إضافة إلى مشاركتها بمعرضٍ متخصصٍ عن أعمالها في التكرير والمعالجة والتسويق.
وإلى جانب مشاركة المهندس أمين الناصر، يشارك مهندسون ومتحدثون بارزون من الشركة، منهم نائب الرئيس للكيميائيات في أرامكو السعودية، المهندس وارن ويلدر.
وقال الناصر: "إن أرامكو السعودية تعمل على تنفيذ استراتيجية تتيح لها تحقيق قدر أفضل من التوازن بين الطاقة الإجمالية لقطاع التنقيب والإنتاج، والطاقة التكريرية التي تمتلكها أو تشارك فيها سواء داخل المملكة أو خارجها."
وأوضح أن ذلك سيعزز من وجود منافذ مضمونة لتسويق النفط الخام، الذي تنتجه الشركة، وتحقيق المزيد من القيمة المضافة، حيث تسعى الشركة إلى زيادة استثمار ها في قطاع التكرير لرفع طاقته الإجمالية كي تصبح ما بين 8 إلى 10 ملايين برميل في اليوم.
وحول تحقيق التكامل بالدخول في جميع مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية؛ أوضح الناصر أن أرامكو السعودية تعمل على ذلك، عن طريق تطوير مشاريع كبيرة وتمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة لتفعيل التكامل بشقيه الجغرافي والتشغيلي.
وبين الناصر أن هناك أهمية قصوى لتحقيق هذا التكامل المنشود تتمثل في إضافة القيمة، وفي إسهامه في استقرار دخل الشركة، وبالتالي الدخل الوطني، والحد من الآثار التي يمكن أن تترتب على التقلبات في أسعار الزيت الخام العالمية.
وقال: "إن المملكة تقوم حاليًا بتصدير الجزء الأكبر من إنتاجها من البتروكيميائيات على شكل منتجات أولية." لافتاً إلى أن الفرص مواتية لإضافة القيمة إلى هذه المنتجات، وتحويلها إلى منتجات شبه نهائية ونهائية. وفي هذا الصدد قدر الناصر أن تترجم القيم المضافة للطن الواحد من المواد الكيميائية المتخصصة إلى مساهمة أعلى لقطاع الصناعات الكيميائية في الناتج المحلي الإجمالي، حيث تشير التوقعات إلى أن التنويع في المواد الكيميائية المتخصصة وتنمية الصناعات التحويلية بشكل كبير سوف يعزز العوائد من مستوياتها الحالية التي تبلغ 500 دولاراً للطن تقريباً، إلى حوالي 2000 دولاراً للطن بحلول عام 2040، وأن ذلك يتطلب تظافر الجهود لإحداث نقلة نوعية في نموذج العمل الحالي، نحو منتجات متخصصة ومتكاملة مع الصناعات التحويلية كما هو متبع في دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة.
ودعا الناصر في كلمته إلى تطوير تقنيات محلية في مجال يمكن للمملكة أن تحقق فيه تطورًا هائلاً، وخاصة فيما يتعلق بالتقنيات الإستراتيجية لتحويل الزيت الخام بشكل مباشر إلى مواد كيميائية. كاشفاً في الوقت نفسه عن أن أرامكو السعودية تعكف بالفعل على تطوير تقنية متطورة فيما يتعلق بتحويل الزيت الخام إلى مواد كيميائية بصورة اقتصادية، وتخضع هذه التقنية في الوقت الراهن للتجارب اللازمة.
وحول استدامة مسيرة التنمية الإقتصادية في مناطق المملكة، وتنويع مصادر الدخل الوطني؛ رأى الناصر أن أهم مقومات هذه الاستدامة تدريب وتوظيف الشباب السعودي وبناء القوى البشرية المؤهلة، وتحفيز الإستثمار في الصناعات التحويلية. وقال: "تعمل أرامكو السعودية في هذا الإطار بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية والهيئة الملكية للجبيل وينبع والهيئة العامة للإستثمار في بناء مجمعات كبرى للصناعات التحويلية واستقطاب مقدمي الخدمات بالقرب من المرافق البتروكيميائية، كمجمع رابغ لتقنيات البلاستيك التابع لشركة (بترورابغ)، ومجمع الصناعات البلاستيكية والكيميائية (بلاس كيم) بالقرب من شركة صدارة.
وعبر عن أمله الكبير في المرحلة القادمة التي ستزداد فيها بإذن الله حصة المملكة في السوق العالمية إلى أكبر قدرٍ ممكن، من خلال التركيز على الاستثمارات التي تستهلك اللقيم السائل، وزيادة المعرفة والإبتكار لتطوير تقنيات التحويل المباشر للزيت الخام إلى كيميائيات، والتوجه نحو الاستثمار في الكيميائيات المتخصصة، والتوسع في استثمارات الصناعات التحويلية الصغيرة والمتوسطة، التي تنتج سلعا نهائية أو شبه نهائية.
من جانبه، دعا نائب الرئيس للكيميائيات في أرامكو السعودية، المهندس وارن وايلدر، مجتمع الصناعة البتروكيميائية المحلي والإقليمي إلى بذل جهود أكبر لتوسيع نطاق دورها الصناعي والاستثماري، بالرغم مما تشهده صناعة النفط والغاز من أوقاتاً صعبة وقال: "نحتاج الآن، في المنطقة وغيرها، إلى توظيف التعاون والشراكات اللازمة لتحقيق التنوع في القطاعات التصنيعية العالية القيمة التي ستشكل ركيزة لنجاحنا".
وأكد خلال عرضٍ ألقاه اليوم خلال المنتدى، أن هذا التكامل والتعاون جزء لا يتجزأ من نمو أرامكو السعودية في صناعة المواد الكيميائية، وقال: "لقد تطورت أعمالنا في صناعة المواد الكيميائية من خلال التكامل مع أعمال معامل التكرير لدينا، ومن خلال الشراكات مع رواد الصناعة والبحث العلمي التي قدمت لنا تقنيات متطورة ومنافذ إلى الأسواق وقدرة على تحويل الموارد الهيدروكربونية في المملكة إلى عوامل للتغيير في هذه الصناعة."
واعتبر نائب الرئيس للكيميائيات في ارامكو السعودية أن هذه الشراكات وأوجه التعاون التي كانت أساسًا لأعمال الشركة في مجال البتروكيمائيات تؤكد التزامها بالحصول على أكبر قيمة من الموارد الهيدروكربونية في المملكة وزيادة فرص التنوع الاقتصادي والتصنيع وإيجاد فرص العمل التي تعتبر أمراً حيوياً لازدهار المملكة في المستقبل.
وقال في ختام كلمته: "ما زلنا نرى آفاق النمو الكبير في قطاع المعالجة والتكرير والتسويق في المملكة العربية السعودية، وأرامكو السعودية ملتزمة بتنمية أعمالها في مجال المعالجة والتكرير والتسويق وأن تصبح شركة عالمية رائدة ومتكاملة للطاقة والكيميائيات".
وفي الوقت الذي أكد فيه وجود العديد من الفرص للمشاركة الفعالة مع الآخرين لتمكين التنمية في مجال المعالجة والتكرير والتسويق في جميع أنحاء المملكة؛ عبر عن قناعته وإيمانه بأن العمل المشترك سينشىىء صناعة أقوى وأكثر حيوية وغداً أكثر إشراقاً لنا ولأطفالنا.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية