اختتمت الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية - أشرم - مؤتمرها الرابع عشر الذي عُقد في مدينة دبي بالإمارات العربية المتحدة تحت شعار "مستقبل العمل" بشراكة استراتيجية من أرامكو السعودية، ورعاية سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم.
وقد ناقش المؤتمر سبل الاستثمار وتنمية الكوادر البشرية السعودية والعربية وتمكينهم للاستفادة من الفرص ومواجهة التحديات المتوقعة في سوق العمل خلال الأعوام الخمسة والعشرين القادمة. شارك في المؤتمر نخبة من المتحدثين من دول الخليج العربية، وآخرين من مؤسسات وشركات عالمية، وأكثر من 600 مختص بالموارد البشرية من مختلف دول العالم، إضافة إلى ما يقرب من 40 طالبًا وطالبة من الجامعات السعودية، وعشرين طالبًا من جامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة، كجزء من تدريبهم للتعرف على الأساليب الناجحة في تنمية الموارد البشرية.
التغيير جزء من الحياة
مناقشة مستقبل العمل من قِبل المشاركين في هذا المؤتمر مهمة ليست سهلة، هذا ما قالته السيدة ملاك فارس الخبيرة في الاقتصاد والأعمال البنكية والمالية، ومقدمة المؤتمر ومديرة جلسات النقاش، التي أشارت إلى أن فهم الحاضر وما يريد الناس أن يعرفوه خلال العشر والخمس عشرة والثلاثين سنة القادمة أمر في غاية الصعوبة، فالتغيرات تحدث على نحو متسارع، وبالكاد بالإمكان متابعتها، فنحن الآن نتمتع بخدمات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، ونقود سيارات تعمل على الكهرباء ونستطيع أن نجري معاملات تجارية مع أي سوق في العالم بمجرد عدد قليل من اللمسات على لوحة المفاتيح في أجهزتنا الذكية. فمن يعرف ماذا سيحدث بعد عشر سنوات من الآن؟ وما هي الوظائف الجديدة التي سوف تُستحدث؟ في هذه المنطقة من العالم أصبح التغيير جزءًا من الحياة فكل شيء يتغير اجتماعيًا واقتصاديًا وماليًا. ولكي نكون مستعدين للتغيير في مواقع العمل المحاطة بكل تلك التغيرات هو في حدِّ ذاته تحدٍّ كبير علينا مواجهته. ففي هذا العام يجتمع هنا متخصصون في مواقع عملية ومهنية مختلفة جاؤوا من بلدان عديدة لكي يستمعوا للمتحدثين من خلفيات عملية وأكاديمية وعلمية لمناقشة مستقبل العمل واحتياجات الموارد البشرية لمواجهة هذه التغيرات المستقبلية في مجالات العمل والاقتصاد والمجتم
بناء من أجل المستقبل
شارك المتحدثون بأفكارهم ونظرياتهم وتجاربهم المحفزة على الابتكار والإبداع في بيئة الأعمال المختلفة، ليكون مؤتمر أشرم منصة انطلاق للجيل الحالي والأجيال القادمة نحو أداء متميز ورائع وفاعل بشكل حقيقي، ومؤثر إيجابيًا على الناتج النهائي للشركات التي يعملون بها.
وكان من بين المتحدثين رئيس معهد تطوير العنصر البشري، أدريان جيلبين، وهو مؤلف كتاب UNSTOPPABLE الذي كان من بين الكتب الأكثر مبيعًا حين نُشر. وكذلك مجموعة أكسفورد الذين تحدثوا في موضوع تمكين القادة من خلال خمس محادثات رئيسة، إذ شارك كل من مدير مجموعة أكسفورد، نيك كولي، ومؤسس المجموعة نايجل بورس، والمستشار الرئيس، إليزابيث مكانوس، في الحديث عن أهمية وفاعلية المحادثات الخمس الرئيسة وكيف لها أن تساعد قادة الأعمال وتجعل الموظفين أكثر تفهمًا وتفاعلًا، والدور الذي يجب أن يؤديه المديرون. وتتضمن المحادثات الخمس عددًا من العناصر التي تطرَّق لها المتحدثون والتي شملت: تأسيس علاقات مبنية على الثقة، والاتفاق على أهداف متبادلة، وتقديم التقدير الصادق، وتحدي السلوك غير المفيد، وبناء من أجل المستقبل.
أهمية الثقة بالنفس في العمل
تحدثت السيدة ليبي جيل، التي تقلدت سابقًا منصب رئيس الاتصال والعلاقات العامة في شركة سوني، عن مقاومة بعض الموظفين للتغيير، وهي مقاومة نابعة من عدم الثقة بالنفس. وقد حثهم على أن يكونوا جزءًا من التغيير وأن يتعلموا المهارات التي سوف تؤهلهم لكي يكونوا ضمن عملية التغيير من أجل المستقبل. وتُحفز ليبي الموظفين على مواجهة المستقبل بدون خوف أو قلق، فكل ما عليهم فعله هو التحلي بالمرونة والثقة بالنفس والشجاعة وقابلية التعلم.
الموظفات السعوديات موهوبات
كان من بين المتحدثين في المؤتمر نائب رئيس الموارد البشرية في شركة الاتصالات السعودية، الأستاذ أحمد الغامدي، الذي أكد أن عدد العاملين في الشركة بلغ 16000 موظف بدوام كامل، أما عدد الموظفين في كل الفروع والمقاولين فيبلغ 40 ألف موظف. أكد الغامدي خلال كلمته أن الشركة بصدد توظيف الآف الموظفين على مدار السنوات الثلاث القادمة لكن يجب أن يكونوا من الشباب المؤهلين من الناحية التقنية خاصة في الوظائف ذات العلاقة بالحوسبة السحابية، والاتصالات، والهدف هو ضم أكبر عدد ممكن من المواهب المستقبلية في سوق تنافسية. وقال الغامدي إن وظيفة الموارد البشرية هي أهم وظيفة بعد منصب المدير التنفيذي وإن معظم الشركات ترغب في الانتقال من الموارد البشرية التقليدية إلى تكوين شركة متقدمة برأس مال بشري كما أكد أهمية الموظفات السعوديات وقدراتهن على القيادة والإدارة والمهارات التي يتمتعن بها خاصة في تقنية المعلومات والحسابات والتسويق.
المرأة %50 من الرأسمال البشري
حثّت المدير التنفيذي للموارد البشرية في الشركة الأستاذة هدى الغصن، إن الدفع باتجاه مشاركة أكبر للمرأة في سوق العمل، يحتم عليها حضور مثل هذه المؤتمرات لتستفيد وتُفيد من تجارب وخبرات المشاركين. مضيفةً: "المؤتمر يتناول الرأسمال البشري بشكل عام، وبما أن المرأة تمثل %50 من الرأسمال البشري، سواء في المملكة العربية السعودية أو خارجها، أو في سوق العمل الدولية، أعتقد أنها يجب أن تحصل على الانتباه الذي تستحقه للوصول إلى الفرص المتاحة للرجل، لأنها أثبتت قدرتها على العمل والعطاء والأداء والتنفيذ، وإنجازاتها واضحة للجميع ولا تحتاج لإثبات". نحن نريد توفير الفرصة لمناقشة مشاركة المرأة في سوق العمل، لأن هذا الموضوع مهمل، فكما ترى أن مشاركة المرأة وتمثيلها في المؤتمرات محدود جدًا سواء أكان في القطاع الخاص أم العام. فمؤتمرنا هذا لا يركز على المرأة وإنما الرأسمال البشري بشكل عام ونحاول أن نغطي الجوانب والمجالات المهملة ونلفت لها الانتباه.
وحول تطور المرأة في أرامكو السعودية، قالت هدى الغصن: "بذلنا جهودًا كبيرة خلال العشر إلى الخمس عشرة سنة الماضية لوضع قوانين وأنظمة وبرامج وسياسات للمساواة بين الرجل والمرأة في مواقع العمل، ولمنح المرأة الفرصة للدخول في تخصصات مثل الهندسة وأعمال الشركة الأساس خاصة الأعمال الحساسة مثل هندسة البترول والجيولوجيا والجيوفيزياء وغيرها، ولاحظنا أن هناك تقدمًا، وإن كان بطيئًا، ولكني أتوقع أنه بمجرد تخرج الفتيات اللاتي يدرسن في برامج الابتعاث وينخرطن في العمل ويبدأن ببناء خبراتهن وثقتهن بأنفسهن ويحسن من مهاراتهن العملية، عندما نصل إلى هذه المرحلة فإن وجود نساء في القيادة سيكون طبيعيًا وليس استثناءً".
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية