تأكيدًا على أهمية تبادل المعرفة ونقل الخبرات مع المشاريع المشتركة، عقدت إدارة الاستشارات التنظيمية في أرامكو السعودية، الاجتماع التعاوني الرابع لإدارة مساندة المشاريع المشتركة والشركات التابعة للموارد البشرية تحت عنوان "فاعلية المؤسسات"، حيث تبادل خبراء أرامكو السعودية وممثلو المشاريع المشتركة معارفهم وخبراتهم للتوصل إلى حلول "لتحديات رأس المال البشري المتعددة" الناشئة في سوق الأعمال العالمية.
وشارك في هذا الاجتماع، الذي عقد على مدار يوم واحد في مركز التبادل التقني في أرامكو السعودية، ما يزيد على 125 مشاركًا من 20 مشروعًا من مشاريع أرامكو السعودية المشتركة وشركاتها المنتسبة والتابعة في المملكة، فضلاً عن خبراء أرامكو السعودية الذين استعرضوا أفضل الممارسات في إدارة الموارد البشرية.
استراتيجية توجيه رأس المال البشري
وقالت المدير التنفيذي للموارد البشرية في أرامكو السعودية الأستاذة هدى الغصن، في كلمتها الافتتاحية إنه "لطالما كان لرأس المال البشري أثرٌ كبيرٌ على نجاح أي مؤسسة، إلا أنه أصبح الآن محور الاستراتيجيات المستقبلية في القطاعين العام والخاص على حدٍ سواء، فالكوادر المتمرسة تضطلع بدور رئيس في تنفيذ مهمات ورؤى مؤسساتها، ولا شك أن العنصر البشري ومهاراته المتميزة يمكن أن يرتقي بالمؤسسات وأدائها إلى آفاق جديدة في نهاية المطاف".
استشهدت الغصن بثلاثة عوامل رئيسة، هي التقنية والاقتصاد الاجتماعي والعامل الديموغرافي، باعتبارها عوامل أساس في واقع التوظيف المتغير في يومنا هذا، وقالت إن "عوامل التغيير" هذه ستؤدي إلى تحول جذري في بنية سوق العمل وسيكون لها أثر كبير على توفير فرص العمل والتنقل الوظيفي والتعليم ومتطلبات المهارات. وقالت الغصن إن المتغيرات الأخرى ذات العلاقة تشتمل على العوامل الجيوسياسية التي لا يمكن التنبؤ بها والقضايا البيئية الحساسة وتوقعات المجتمع المتباينة، وأكدت الغصن أن "التغيير يحدث بوتيرة تفوق قدرة الحلول على مواكبته".
وقد أشارت، لتوضيح هذه النقطة بمزيد من الاستفاضة، إلى دراسة عُرضت في دورة المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس مؤخرًا، حيث أكدت هذه الدراسة أن %35 من مهارات العمل حاليًا ستختلف اختلافًا كبيرًا بحلول عام 2020م. وأشارت الدراسة إلى أن %65 من الطلاب الذين يلتحقون الآن بالمدارس الابتدائية سيعملون في نهاية المطاف في وظائف غير موجودة أصلاً في يومنا الحاضر.
وقالت إن كل هذه العوامل "يمكن أن تسبب مشكلات كبيرة لقادة وخبراء الموارد البشرية إذا لم يستعدوا لهذه المشكلات، وإذا لم يتخذوا خطوات فاعلة للتصدي لها".
الجهود المبذولة للتوصل إلى الحلول
ومن هذا المنطلق شجّعت الغصن المشاركين على تحقيق الاستفادة القصوى من الاجتماع التعاوني لإدارة مساندة المشاريع المشتركة والشركات التابعة للموارد البشرية من أجل التواصل والاطلاع على الاتجاهات السائدة، وبذل الجهود للتوصل إلى حلول ليس للوقت الحاضر فحسب، وإنما لفترة طويلة مستقبلًا. وسألت الغصن الحاضرين عدة أسئلة منها: "كيف يمكنكم تحضير الجيل المقبل من الكوادر والموظفين؟ وكيف نُعدُّ بيئة مشجعة ومحفزة للكوادر الشابة؟ وأي نوع من العروض القيمة يمكن أن نقدمها لاستقطاب أفضل وأذكى الكفاءات في السوق؟ وبعد استقطابها كيف يمكننا تحفيزها وإشراكها والاحتفاظ بها والاستفادة من مهاراتها بفاعلية وكفاءة، علمًا بأن البيئة التي نعمل فيها تتسم بتعقيدات العمل وتكتنفها جوانب الغموض من الناحية الاقتصادية".
وأمضى المشاركون أغلب الوقت في محاولة الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها من خلال سلسلة من المحاضرات وحلقات النقاش.
تقييم طريقة عملنا وإعادة رسم ملامحها
وقال مدير إدارة الاستشارات التنظيمية الأستاذ زكي المشرف، إن أحد الأهداف المأمولة من هذا الاجتماع يتمثل في "إثارة النقاش" حول عديد من المسائل التي يمكن أن تواجه إدارات مشاريع أرامكو السعودية المشتركة.
وقال المشرف إن إدارة الاستشارات التنظيمية تضطلع بدور رئيس في مساندة هذه الدوائر عبر مجموعة من الخدمات الإدارية والاستشارية التي تشتمل على تصميم البنية الوظيفية والدوائر وتقييم الوظائف وتخطيط وتحليل القوى العاملة والارتقاء بها وإعداد نماذج لها، بالإضافة إلى تبسيط إجراءات العمل وإدارة التغيير وغيرها الكثير.
وسلّطت فاطمة الحبوبي، التي تعمل في منصب محلل في إدارة مساندة المشاريع المشتركة والشركات التابعة للموارد البشرية، الضوءَ على الخبرات المتنوعة المشاركة في الاجتماع قائلةً: "يُعد هذا الاجتماع منبرًا متميزًا للتواصل مع بعضنا بعضًا بصفتنا خبراء في الموارد البشرية للاستفادة من الخبرات وفتح آفاق التعاون بين أرامكو السعودية والمشاريع المشتركة والشركات المنتسبة والتابعة".
وتحدث فواز رضوان، من بترورابغ، باستفاضة عن تنفيذ خارطة طريق بترورابغ لتحقيق التميز في الأداء، التي ستساعد بترورابغ على تحقيق أفضل أداء من هذا النوع والمحافظة عليه.
وقدّم عبود باقيس، من سامرف، شرحًا حول "تخطيط التعاقب الوظيفي الفاعل للاحتفاظ بالكوادر المستهدفة"، استعرض فيه نظام تخطيط التعاقب الوظيفي المطور في سامرف الذي يوفّر بيانات مباشرة من نظام ساب، ويشتمل على عديد من ميزات تقديم المعلومات التي تساعد على تأمين قادة للمناصب الحساسة. وتلى ذلك شرح قدمه جارود بيبر من مكتب أخلاقيات العمل في أرامكو السعودية.
انطباعات المشاركين
سجّل المشاركون في الاجتماع حضورًا لافتًا، وقال نائب الرئيس للعلاقات الصناعية في مصفاة ياسرف الأستاذ غسان السويد:" شكّل الاجتماع فرصة جيدة لبناء العلاقات وتبادل الأفكار والخبرات وقصص النجاح في مجال الموارد البشرية، وقد سهّلت اللقاءات التي عقدناها سُبل التعاون المستقبلية في المصالح المشتركة".
وقال مدير عام الموارد البشرية في ساسرف، الأستاذ خالد الغامدي:" أعطانا الاجتماع دفعة قوية لتعزيز التعاون ورفع معايير تميز أداء الموارد البشرية في أعمالنا".
وقال بدر العتيبي، من مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية:" لقد استمتعت ببناء العلاقات والتفاعل مع جميع ممثلي المشاريع المشتركة، فهذه فرصة ممتازة للاطلاع على نجاحات الزملاء في المشاريع المختلفة، وما يستجد في السوق". واختتمت أمينة الغامدي، التي تعمل في منصب محلل في إدارة مساندة المشاريع المشتركة والشركات التابعة للموارد البشرية، الاجتماع بشكر جميع المشاركين على إسهاماتهم الفاعلة في تبادل الخبرات وأفضل الممارسات في مجال الموارد البشرية، الأمر الذي أسهم في نجاح هذا الاجتماع.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية
