لا يزال مسلسل الحوادث المرورية المؤلم مستمرًا، بل إنه أصبح هاجسًا يؤرق الجميع بسبب أرقامه المفزعة، وإحصاءاته المرعبة من إصابات بالغة وإعاقات مؤلمة، وحالات وفاة مفجعة نسمع بها ونقرأ عنها كل يوم. فالعالم كله يعاني بسبب أن بعض قائدي المركبات حوّلوا سيارتهم من وسيلة نقل إلى وسيلة قتل، وذلك عندما خالفوا أنظمة السلامة المرورية بالسرعة المتهورة والانشغال بملهيات أثناء القيادة التي من ضمنها استخدام الهاتف الجوَّال..
إحصاءات مخيفة
وفي المملكة العربية السعودية، تزداد نسبة وقوع الحوادث المرورية بصورة مضطردة، ولا يزال نزيف الدم يسيل على الطرقات رغم كل الجهود المبذولة لوقفه. ففي عام 2016م، تشير الإحصاءات إلى وقوع أكثر من 550000 حادث مروري، نتج عنها أكثر من 8500 حالة وفاة، وأكثر من 39000 مصاب، وقرابة 3000 معاق، بالإضافة إلى آثار اجتماعية متعددة تتمثل في اليتم والترمل، بينما تُقدَّر الخسائر المالية بما يقرب من 21 بليون ريال سعودي.
ومع الأسف الشديد أن هذه الإحصاءات المؤلمة قد شملت عددًا من موظفي أرامكو السعودية، حيث فقدت الشركة 33 موظفًا بسبب الحوادث في عام 2016م، يُشكِّل الشباب ممن هم دون سن الثلاثين %39 منهم. والمفارقة فيما يخص هذا العدد من الوفيات أنه على الرغم من خطورة بيئة العمل في المناطق الصناعية التابعة للشركة، ما بين معامل غاز ومصافي تكرير وغيرها من الأعمال ذات الخطورة في استخراج النفط وتكريره وإنتاجه، ولما عرف عن خطورة المناطق (الهيدروكربونية)، إلا أنه، وبحمد الله، ثم بما توليه الشركة من اهتمام بالغ بإجراءت السلامة، لا نجد ذلك العدد من الوفيات على رأس العمل، بل إن أغلبها كان نتيجة لحوادث مرورية خارج نطاق الشركة.
البحث عن الأفكار المميزة
استشعارًا من برنامج لجنة السلامة المرورية في الشركة للواجب المنوط بها تجاه الشركة وموظفيها، فقد عملت اللجنة بكل جهد ممكن، وبتوجيه من رئيس أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر، وبالتعاون مع إدارات الشركة على نشر الوعي المستمر بالسلامة المرورية بطريقة تفاعلية جذابة، وذلك لما توليه الشركة من اهتمام بالسلامة المرورية.
وعليه فقد شكَّلت اللجنة فريقًا متخصصًا مهمته إيجاد الأفكار المتميزة، التي يمكنها مخاطبة الشباب والتأثير فيهم. وقد بدأ فريق العمل برئاسة مدير لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، سلطان الزهراني، بعقد الاجتماعات المكثفة مع الدوائر الحكومية والجمعيات ذات الاختصاص، بالإضافة إلى تنظيم الورش مع المختصين الاجتماعيين.
وكان في مقدمة الشركاء البارزين إدارة التعليم بالمنطقة الشرقية، وذلك لما للمدارس من الأثر البالغ في صناعة الثقافات المجتمعية، وتم عقد عدة جلسات لنقاش فكرة الحقيبة التدريبية المدرسية للسلامة المرورية، التي توزع على الطلاب والطالبات من جميع المراحل الدراسية، وتهدف لبناء جيل السلامة المرورية المقبل. كما تم الاتفاق على تقديم دورات تدريبية للمشرفين ورواد النشاط في المدارس.
عقدت اللجنة لقاءات دورية مع خطباء الجمعة لنشر الوعي عبر المنابر وإيضاح محاور السلامة المرورية وكيفية نقلها للمجتمع. بل وتجاوزت تلك الاجتماعات والزيارات الميدانية المواطن لتشمل المقيمين في المملكة بالتعاون مع مكاتب دعوة الجاليات. كما حرص الفريق على القيام بزيارة القطاعات المدنية والعسكرية، حيث تم إجراء عدة لقاءات في مدينة التدريب بالظهران والتنسيق مع القوات المسلحة.
جولات مكوكية لمقهى السلامة المرورية
عقد مقهى السلامة المرورية في أكثر من 32 مرة في عدة مناطق داخل مرافق الشركة خلال الربع الأخير من عام 2016م. وقد لاقى المقهى إقبالًا واستحسانًا من الحاضرين، حيث يجري خلاله استعراض الأرقام والإحصاءات المرورية عن الحوادث. كما تُعرض فيه الأسباب الرئيسة للحوادث المرورية، ومن ضمنها استخدام الجوال والسرعة المتهورة وقطع الإشارة، وكذلك الانحراف المفاجئ أثناء القيادة. ويتم إيجاد الحلول بالتعاون مع الحضور من خلال نقاشات حوارية تُعزز فيها القيم المحفزة على الانضباط والتسامح والاحترام والصبر لقائدي السيارات، وكذلك توضيح مسؤوليات الرُّكاب.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية