منتدى أسبار الدولي 2019
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، والدكتور فهد الحارثي خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى.
انطلقت يوم الإثنين الماضي 7 ربيع الأول 1441هـ (4 نوفمبر 2019م) فعاليات الدورة الرابعة من منتدى أسبار الدولي 2019 تحت شعار «السعودية المُلهِمة»، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ابن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، وبرعاية من أرامكو السعودية.
ويهدف المنتدى إلى التعريف بالاقتصاد المعرفي، وتوفير فهم عالي المستوى للاقتصاد القائم على المعرفة، والإسهام في عملية تحول المجتمع من خلال تفعيل المعرفة ورأس المال البشري، والاستفادة من فرص العمل الجديدة، إلى جانب استشراف المستقبل في المجال التنموي.
وفي تصريحات صحفية على هامش افتتاح المنتدى، قال الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، إننا نعيش في عصر العلم والتقنية بأسلوبه الصحيح ونحن ننظر للمستقبل ونسير في الاتجاه السليم برعاية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده.
أهمية الإعلام وتطوره
وأكد أهمية الإعلام وتطوره واستمراره، مشيرًا إلى أن الإعلام لا يتوقف ومسيرته مستمرة وعجلته لن تتوقف ومن أبدع في الإعلان واستطاع أن يؤثر في الإنسان هو الذي سيكسب. وأضاف قائلًا: «في النهاية، إعلامنا سيستمر على قاعدة ثابتة وسليمة. ولقد عاصرت المنتدى من دورته الأولى وتوقعت أن يستمر المنتدى قويًا وينتج ويعطي بشكل جيد والنتائج أمامكم الآن كما سيصل للمستقبل بخطى سليمة وواضحة وركيزة مستمرة».
وقال معالي وزير الإعلام، الأستاذ تركي الشبانة: «لا شك أن هذا الحدث العلمي التنموي المهم يأتي متوائمًا مع ما تشهده المملكة من تحولات كبرى متمثلة في معطيات رؤية المملكة 2030 وتجلياتها المهمة التي أضحت اليوم مصدر إلهام للشباب ولجميع القائمين على الإنجاز والإنتاج في مختلف القطاعات، ما يبشر بازدهار في العيش الكريم ونمو في الاقتصاد القائم على الابتكار والإبداع والريادة».
وأكد الشبانة أن المملكة تسعى دائمًا نحو التغيير والتحول والإسراع باتجاه المستقبل. وقال: «مما يدعو اليوم للاعتزاز هو أن رؤية المملكة 2030 قد جاءت من هذا الفكر الطموح الذي يصنع المستقبل الذي نريده لبلادنا ولأجيالنا القادمة».
منصة فاعلة لتبادل الأفكار
وقال المدير التنفيذي للموارد البشرية في أرامكو السعودية، الأستاذ نبيل الدبل أن أرامكو السعودية تعتز بكونها جزءًا من هذا الحدث المتميز بأهدافه وأطروحاته، وما يتيحه من منصة فاعلة لتبادل الآراء والأفكار، وتدارس الحلول العملية للتحديات التي تفرضها التغيرات المتلاحقة في عالمنا اليوم.
وقال الدبل: «إن جهود الشركة لا تقتصر على تطويع التقنيات والمعارف الحديثة في دعم أعمال الشركة والقيام بدورها في إدارة الموارد الطبيعية للمملكة، ودعم الاقتصاد الوطني فحسب، بل تمتد إلى الاستثمارِ في أغلى الموارد لدينا، وهم شباب هذا الوطن الغالي. ففي إطار جهودنا المستمرة لتطوير ثروتنا البشرية من الموظفين والموظفات وإعدادهم للمستقبل، تعاقدت الشركة مع معهد جورجيا للتقنية، والذي يُعدُّ من أهم المعاهد على مستوى العالم، لمنح درجات متقدّمة، واستضافة برامج تعليمية في مجال برمجيات التحليل المتقدمة، وللإسهام في إحداث نقلة نوعية في تأهيل وإعداد شباب الوطن عمومًا، وضمان توفر كوادر وطنية تدعم أعمال الشركة وترفدها باحتياجاتها من الموارد البشرية، وقد أسهمت الشركة حتى يومنا هذا في تأسيس 19 أكاديمية تدريب وطنية، وهناك نحو 11 مؤسسة أكاديمية أخرى، من المتوقع إنشاؤها بحلول العام 2030، وقد تخرج من تلك المؤسسات الأكاديمية أكثر من 16 ألف مواطن يتمتعون بمهارات متميزة وفق المعايير العالمية في أكثر من 30 تخصصًا».
وأكد الدبل أن أرامكو السعودية كانت ولا تزال سباقة ليس فقط في الأخذ بأحدث التقنيات، ولكن في تطويرها أيضًا من خلال مراكزها البحثية المتقدّمة سواء في داخل المملكة، أو المنتشرة في الخارج، وقد نجحت دائرة التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية في الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق أهدافها في مجالي اكتشاف الموارد الهيدروكربونية وإنتاجها، بل إن الشركة قامت هذا العام بتدشين «مركز للثورة الصناعية الرابعة» لديها في الظهران، لتسرَّع بذلك من جهودها لتطوير التقنية الرقمية الحديثة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والبيانات الضخمة التي تنطوي على ميْزة تنافسية كبرى، وكان لذلك أيضًا انعكاساته على مكانتها الرائدة في قطاع النفط والغاز، حيث حصلت على 7.75 درجة مقابل متوسط لا يتجاوز 5 درجات في القطاع بحسب مقياس التطور الخاص بالثورة الصناعية الرابعة.
جهات محلية ودولية مهمة
من جانبه، أوضح الدكتور فهد الحارثي، رئيس مجلس إدارة منتدى أسبار الدولي، أن دورة المنتدى الحالية تنعقد بمشاركة جهات محلية ودولية كبيرة بما يسهم في تعزيز جهود المنتدى في التصدي لأسئلة التنمية والمستقبل من خلال عدة محاور رئيسة: الصناعة، والخدمات ، والإعلام، والبحث العلمي والتطوير والابتكار، والأمن، والطاقة والمياه، والذكاء الاصطناعي، والمدن، والاقتصاد، ورأس المال البشري، والاستثمار الجرئ.
وجاءتْ مبادرة هاكاثون الإعلام بالشراكة مع منتدى أسبار الدولي بهدف استقطاب المواهب الشابة من العقول الرائدة في مجال البرمجة لإيجاد أحدث الحلول التقنية التي سوف تعمل على إثراء وتحسين قطاع الإعلام الرقمي، وكذلك تحفيز نطاق الابتكار في هذا المجال من أجل الوصول إلى الريادة الإقليمية والدولية في المجالات التقنية لدعم الطاقات الشابة وتوفير الفرص المتنوّعة لهذه الطاقات.
١00 متحدث و14 جلسة نقاش
شارك في المنتدى أكثر من 100 متحدث وخبير محلي ودولي من أكثر من 15 دولة حول العالم، وتضمن على مدى ثلاثة أيام 14 جلسة نقاش علمية، وثماني مداخلات رئيسة (محاضرات)، وست ورش عمل، شارك فيها عدد من القيادات المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى عديد من الندوات والمبادرات واللقاءات والنقاشات التي عُقدت على هامش المؤتمر.
يُشار إلى أن منتدى أسبار الدولي هو مؤتمر اقتصادي تنموي يهدف إلى توضيح ضرورة التحول الشامل والسريع نحو مجتمع المعرفة واقتصاد قائم على المعرفة في المملكة، وبيان العلاقة المتلازمة بين مجتمع المعرفة والتنمية المستدامة واستبصار دور المعرفة في رفع كفاءة القطاعات الإنتاجية والخدمية وقدرتها الاستيعابية لتحويل المعرفة إلى اقتصاد، واستلهام التجارب العالمية الناجحة في التحول إلى اقتصاد المعرفة لترسيخه في المملكة.