«إكسبك» يرعى الماراثون التقني الأول لمركز الأبحاث في موسكو
إحدى الفرق المشاركة بتقديم حلول مبتكرة وخارجة عن المألوف للتحديات التقنية التي تواجه قطاع التنقيب والإنتاج، في الماراثون التقني الأول لمركز الأبحاث في موسكو.
رعى مركز الأبحاث المتقدِّمة في إكسبك، التابع لأرامكو السعودية أول ماراثون تقني يقيمه مركز موسكو للأبحاث، وكان تحت شعار «الماراثون التقني لحلول التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية»، واجتذب المارثون أكثر من 170 مشاركًا من حوالي 40 جهة روسية، وسعى لإيجاد حلول لأربعة تحديات تقنية تم تحديدها مسبقًا تواجه قطاع التنقيب والإنتاج.
وقد أتاح الماراثون التقني الفرصة لتعريف المجتمعات المحلية على مشاريع أرامكو السعودية في موسكو، إلى جانب تعزيز الحلول المبتكرة. حيث أعرب أكثر من 60 % من المشاركين عن رغبتهم في الالتحاق بمركز موسكو للأبحاث فقد اجتذبتهم منهجية أرامكو السعودية العملية في تحديد مناطق تقنية الزيت والغاز الجديدة.
حلول مبتكرة
وكان هدف الماراثون هو السعي لإيجاد حلول مستمدة من القوى المحركة للثورة الصناعية الرابعة التي في مقدمتها الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة. وشكّل المشاركون 24 فريقًا عملوا لتقديم حلول مبتكرة وخارجة عن المألوف للتحديات التقنية التي تم تحديدها، حيث بذلت الفرق جهودًا لإيجاد حلول مبتكرة على مدى ثلاثة أيام. وقال مدير مركز موسكو للأبحاث، الأستاذ مصطفى العلي: «نحن سعداء للغاية لرؤية مثل هذا الحماس والتفاني الذي أظهره الباحثون المشاركون». وأضاف: «رغم أن هذا هو أول حدث عام يقيمه المركز، إلا أن الإقبال كان في غاية الروعة، وهذا بلا شك مؤشر قوي على أننا في صدد تحقيق نجاح كبير في موسكو».
وقال مدير مركز الأبحاث المتقدّمة في إكسبك، الأستاذ علي المشاري: «يسعى مركز الأبحاث المتقدّمة في إكسبك وشبكته العالمية من مراكز الأبحاث إلى تحقيق ابتكارات في مجال تقنيات تنقيب وإنتاج الزيت والغاز، ولن نتوقف عن بذل جهودنا في سبيل تعزيز الحلول الرائدة في هذا القطاع حرصًا منا للمحافظة على ريادة أرامكو السعودية في هذا المجال».
ومما زاد من أهمية المسابقة وجودُ خبراء مختصين من مركز الأبحاث المتقدّمة في إكسبك ساعدوا الفرق المتنافسة على استكشاف طرق متعدّدة لابتكار حلول جديدة. وقال بافل غوليكوف، من قسم التقنيات الجيوفيزيائية في أرامكو السعودية: «على الرغم من أن معظم المشاركين كانوا في الغالب من خلفيات بعيدة عن علوم الأرض أو هندسة البترول، إلا أنهم سرعان ما اكتسبوا رؤى ثاقبة حول التحديات، وقد دلَّ على ذلك نوعية الأسئلة العميقة التي كانوا يطرحونها».
تحكيم الحلول
وعملت الفرق المتنافسة على مدار الساعة للتوصل إلى حلول فريدة من نوعها تحقق النجاح، حيث توقف مؤقت الماراثون في الساعة الثانية ظهرًا من اليوم الأخير، وطُلب من كل فريق تقديم حله في عرض عام. وضمت لجنة التحكيم أربعة أعضاء من مركز الأبحاث المتقدّمة في إكسبك، بالإضافة إلى أربعة أعضاء خارجيين، وعقدت اللجنة اجتماعًا مغلقًا لتحديد أفضل خمسة فرق. وقد حصل فريق GeoML من معهد «سكول تيك» على المركز الأول لتقديمه حلًا للتنبؤ بحجم أقصى قدر من الضغط الأفقي واتجاهه، وهو أمر بالغ الأهمية في مجال الحفر، خاصةً لتحسين عملية الحفر للموارد غير التقليدية، ويقدّم هذا الحل الجدوى العملية اللازمة لتحليل ضغط الحقول البعيدة وتوجيه الحفر باستخدام تقنيات التعلم الآلي.
وقال خالد الرويلي، من قسم تقنية الإنتاج: «سيخضع الحل للاختبار وسيتحقق فريق دراسة التربة والصخور في مركز الأبحاث المتقدّمة في إكسبك من فاعليته». كما حصلت شركة كونوندرم الناشئة على المركز الثاني، وحصل على المركز الثالث فريق من جامعة موسكو الحكومية. حيث عمل الفريقان على مواجهة التحدي الذي يكمن في حساب سجلات التشبع باستخدام خاصية تحليل البيانات.
وقال عبدالكريم الصوفي، من قسم هندسة المكامن: «على الرغم من أن الفرق لم تحقق التطابق التام مع القيم المرجعية الصحيحة، إلا أن نتائجها كانت رائعة، حيث تحقق الخبراء المتخصّصون في مركز الأبحاث المتقدّمة في إكسبك من صحتها. ولقد أشركنا المتخصّصين في المراحل المبكرة لعملية تحديد التحدي الأساس، وذلك لتحسين صياغة المشكلة وإعادة توجيهها إلى شيء ذي قيمة عملية».
كما تم منح جائزتين خاصتين لفريق معهد سكول تيك، حيث مُنحت الجائزة الأولى لعضو الفريق الذي توصل إلى حل يعتمد على التعلم الآلي لتحديد ضغط الحقول البعيدة وتوجيه الحفر. أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب الفريق الذي عمل على تحدي النمذجة الجيولوجية القائمة على الأعمال، حيث قدّم الفريق شفرة تدمج سجلات الآبار مع العينات والبيانات السيزمية بطريقة مدروسة لإنتاج نموذج لاختلاف أنواع الصخور في التكوينات والمسامية.
وقال وسام الكواي، من قسم تقنية الجيولوجيا: «يُقدّم هذا الحل رؤية ثاقبة لمفهوم التشغيل الآلي، الذي نراه نحن -بصفتنا جزءًا من فريق تقنية الجيولوجيا- أحد أركان الجيولوجيا للجيل القادم، كما ننوي اختبار هذا الحل وتسليط الضوء على أي دروس متعلقة بالتشغيل الآلي».