قمة الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات للأبحاث والابتكار وتسليط الضوء على التقدَّم في قطاع الكيميائيات
قدَّم عبدالعزيز القديمي للمشاركين، في قمة الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات للأبحاث والابتكار، التي عُقدت مؤخرًا، في البحرين، نبذة حول استثمارات أرامكو السعودية الضخمة في أبحاث وابتكارات البتروكيميائيات والتزامها بها بما في ذلك أعمال الشركة في مجال تحويل النفط الخام إلى كيميائيات.
شاركت كوكبة متميّزة من الشباب والخبراء في قمة الأبحاث والابتكار التي نظَّمها الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات برعاية أرامكو السعودية، مؤخرًا في مدينة المنامة، عاصمة مملكة البحرين.
كان الابتكار العنوان الأبرز في القمة التي حضرها مشاركون من قطاعات البتروكيميائيات والكيميائيات، والتقنية، والهندسة، ومراكز الأبحاث، حيث تسنى لطلبة الجامعات الشباب التواصل وتبادل الأفكار مع أبرز الخبراء والباحثين.
وحضر الطلبة المشاركون برعاية مجموعة من المؤسسات الأكاديمية، حيث استضافهم مركز التبادل التقني التابع لأرامكو السعودية لمدة يوم كامل، استمتع الطلبة خلاله بجولة في مركز الأبحاث والتطوير في الشركة، وزيارة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وذلك في إطار برنامج قادة المستقبل الخاص بالاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات.
جهود أبحاث وتطوير نشطة
في بداية المؤتمر، ألقى معالي وزير النفط البحريني، الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة، كلمة افتتاحية، رسم فيها الملامح العامة للمؤتمر، حيث سلَّط معاليه الضوء على جهود الأبحاث والتطوير النشطة، التي تسير في طريقها لتصبح منظومة متكاملة في منطقة الخليج العربي، بالإضافة إلى الدور الأساس الذي تطلع به البتروكيميائيات في تلبية الاحتياجات البشرية.
وتناول معاليه بشكل خاص الدور الذي يضطلع به كلُّ من وادي الظهران للتقنية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في المنطقة، كما تطرَّق إلى أهمية بذل مزيد من الجهود لتعزيز التواصل بين الباحثين. وشارك معاليه جميع الحاضرين الرأي القائل بأن جميع مقومات النجاح موجودة في المنطقة بما في ذلك الكوادر والمنتجات والشركات.
إنجازات على صعيد تحويل النفط إلى كيميائيات
بعد ذلك ألقى النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية، الأستاذ عبدالعزيز القديمي، الكلمة الافتتاحية الخاصة بالجلسة الرئيسة الأولى، والتي كانت بعنوان «تحويل النفط إلى كيميائيات... إنجازات في إنتاج البتروكيميائيات».
وشكر القديمي معالي الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة على الجهود التي يبذلها للارتقاء بالفعاليات التقنية التي تدعم قطاع البتروكيميائيات، ثم سلَّط الضوء على طاقة إنتاج الكيميائيات في نهاية عام 2017م، في مواقع أرامكو السعودية ومشاريعها المشتركة، التي زادت على 31 مليون طن.
وقال القديمي: «تعكف أرامكو السعودية على أن تتبوأ مكانة شركة الكيميائيات المتكاملة الرائدة على مستوى العالم، وتنتهج ثلاثة مسارات لتحقيق هذا الهدف: استغلال الأصول القائمة، وتأسيس منصة أعمال عالمية والسعي للتحقيق الانتقائي للنمو الداخلي، والنمو القائم على صفقات التملك والاستحواذ.
واستعرض ما يُقدَّمه قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو السعودية حاليًا، والمستقبل الواعد لهذا القطاع، وسلَّط الضوء بشكل خاص على الفائدة المتحققة من توسيع نطاق مجموعة أعمال الشركة ومشاريعها من خلال المنتجات الجديدة مثل المطاط والبوليولات، وتحسين ما تقدَّمه أرامكو السعودية لعملاء زيوت الأساس، وتأسيس مجالين للبيع بالتجزئة، وزيوت التشحيم، يحملان العلامة التجارية لأرامكو السعودية.
وأوضح القديمي قائلاً: «من منطلق إدراكي لأهمية الابتكار لنجاح أعمال أرامكو السعودية، فإن المحافظة على الحضور العالمي في مجال الأبحاث والتقنية، يُعد من المقومات الرئيسة لهدف الشركة الإستراتيجي، ومن الجوانب الأساس في هذا السياق استقطاب واستبقاء أفضل العلماء والتقنيين في مجالي التنقيب والإنتاج، والتكرير والمعالجة والتسويق، فضلًا عن المجالات الإستراتيجية ضمن منظومة أبحاث أرامكو السعودية العالمية». وقال القديمي إن الشركة لديها حاليًا أكثر من 1500 باحث وباحثة في مراكز الأبحاث والتقنية العالمية التابعة للشركة في جميع أنحاء العالم.
تحويل النفط إلى بتروكيميائيات
في ظل إمكانات الأبحاث القوية التي تتمتع بها الشركة، سلَّط عبدالعزيز القديمي الضوء على استثمارات أرامكو السعودية في مجال تحويل النفط إلى بتروكيميائيات، بما يُمكّن الشركة من اغتنام فرصة النمو في هذا القطاع العالي القيمة، وأضاف قائلًا: «ترتكز جهود الشركة في هذا السياق على توُّقعات مفادها أن البتروكيميائيات ستصبح أكبر مقومات الطلب العالمي على النفط، ولا شك أن التكامل عنصر أساس لتحقيق الفائدة من البتروكيميائيات.
ومن خلال الاستفادة من ميزة اللقيم وإعادة صياغة أسلوب التكرير التقليدي، فإن تقنية تحويل النفط الخام إلى كيميائيات، يمكن أن تُحقّق معدل تحويل أعلى من 45 % إلى 50 % مقارنة مع النسبة السائدة في هذا القطاع التي تبلغ 30 %، من أجل تحقيق فائدة أعلى ضمن جميع مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية. وأضاف أن عمل أرامكو السعودية مع شركة بتروناس في ماليزيا تُعد أمثلة بارزة على إستراتيجية التكامل التي تنتهجها أرامكو السعودية.
وأكد أن المعدل المستهدف من تقنية أرامكو السعودية الرائدة لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات يبلغ 70 %. وستحدث نقلة نوعية في هذا القطاع إذا نجحنا في ذلك.
وقال القديمي أن التزام الشركة واضح للعيان، فقد وقَّعت أرامكو السعودية اتفاقية مع شركتي «سي بي آند آي»، وشيفرون لوموس قلوبال، تهدف إلى تسريع وتيرة تطبيق تقنية التحويل الحراري للنفط الخام إلى كيميائيات، وتوسيع نطاق استخدامها واستغلالها تجاريًا، حيث يقفز معدل التحويل من 45 % إلى أكثر من 70 % بحلول عام 2020م مع العمل في الوقت ذاته على الحدّ من المتطلبات العالية الإجمالية من ناحية رأس المال واستهلاك الطاقة.
وقال عبدالعزيز القديمي «وقَّعت أرامكو السعودية وشركة سابك العام الماضي مذكرة تفاهم لتطوير مجمع متكامل كليًا لتحويل النفط الخام إلى كيميائيات في المملكة. ومن المتوقع أن تبلغ طاقة المعالجة لهذا المجمع 400 ألف برميل في اليوم من النفط الخام، مما يعني إنتاج حوالي تسعة ملايين طن سنويًا من المواد الكيميائية وزيوت الأساس ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله فى عام 2025م.
وتحويل النفط الخام إلى كيميائيات خير مثال على الطريقة التي نستمر من خلالها في تحقيق القيمة والمرونة والنمو وتعزيز أعمالنا الأساس القائمة».