إستراتيجياتٌ لتحقيق التوازن الصحيح بين التنمية الاقتصادية المستمرة وحماية الكوكب
محمد السقاف يتحدّث عن وضع إستراتيجيات لتحقيق التوازن الصحيح بين التنمية الاقتصادية المستمرة وحماية الكوكب، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر العالمي السابع للصحة والسلامة والبيئة، والمعرض المُقام على هامشه في البحرين الأسبوع الماضي. تصوير: حاتم عويضة
أنصت الحاضرون في المؤتمر العالمي السابع للصحة والسلامة والبيئة، والمعرض الذي أُقيم على هامشه في البحرين الأسبوع الماضي، إلى النائب الأعلى لخدمات التشغيل والأعمال في أرامكو السعودية، الأستاذ محمد محسن السقاف، وهو يلقي كلمته الافتتاحية قائلًا: «إن وجود أساس قوي لحماية الصحة والسلامة والبيئة لهو أمر ضروري للشركات التي بمستوى أرامكو السعودية، كي تحظى بالقبول على المستوى الاجتماعي لمزاولة أعمالها».
وعلى الرغم من أن إيجاد التوازن الصحيح لهذه العوامل قد يبدو بعيد المنال في بعض الأحيان، فقد أكّد السقاف أنه ممكن من خلال بذل الجهد والالتزام به في جميع دوائر صناعة النفط والغاز، بقوله: «أعتقد أننا نستطيع تحقيق كل شيء، إذا التزمنا التزامًا مطلقًا بالتفاني والمرونة».
وأوضح السقاف أن المرونة المطلوبة تجلّت في أوضح صورها في الرابع عشر من سبتمبر، عندما تعرّضت منشآت الشركة في بقيق وخريص للهجوم. وقال السقاف: «تلك الحرائق التي كانت تهدف إلى تحطيمنا كشفت، في نهاية الأمر، عن أن مرونة الشركة أبعد كثيرًا من تصورات الجميع».
وشدّد السقاف على أن مرونة أرامكو السعودية تقوم على ثلاثة أركان: الموظفون المتفانون الملتزمون، والموارد الهيدروكربونية الضخمة، والبنية التحتية ذات المستوى العالمي. كما بيّن السقاف أن التحديات الكبيرة التي تواجه شركات النفط والغاز الكبرى كل يوم تتطلَّب منها الكفاءة والمرونة والاستدامة، مشيرًا بذلك إلى موضوع المؤتمر لهذا العام.
الاستدامة والسلامة.. التزامٌ أخلاقي
إلى جانب ذلك، تحدّث السقاف حول الصحة والسلامة والبيئة، التي تُمثّل ثلاث دوائر متحدّة المركز، مبتدئًا بالسلامة التي قال إنها مفتاح استدامة نجاح الأعمال. وقال: «يجب علينا أن نبدأ بالسلامة، لأن تأثيرها المباشر على موظفينا أكبر من تأثير أي مجال آخر».
وأضاف السقاف: «ليست السلامة مجرّد استثمار، بل إنّي أعتقد أن سلامة موظفينا هي بمثابة عقد نعقده معهم، سواء أكان صريحًا أم ضمنيًا، وهذا يتطلّب منا المحافظة على سلامة مكان العمل وأمنه، ليس فقط من أجل العمل، ولكن أيضًا لأنه التزامنا الأخلاقي».
ومضى السقاف في حديثه ذاكرًا أنّ العنصر الآخر من هذا الالتزام الأخلاقي هو رفاه الموظفين وأسرهم، مضيفًا: «إن التحديات معقّدة أمام تحقيق التوازن الصحيح بين الجودة، والقدرة على اقتناء منتجات بتلك الجودة، ولكن يتعيّن على الشركات الذكية استكشاف الحلول وابتكارها، فيما يجب علينا نحن أن نتولّى زمام هذا التغيير داخل دوائرنا».
وفي معرض حديثه عن البيئة، أشار السقاف إلى أمثلة في أرامكو السعودية تبيّن كيف آتى الالتزام نحو البيئة ثماره، قائلًا: «إنّه تحدٍ يختبر مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه أُسرنا وشعبنا ونظامنا البيئي».
وأضاف السقاف: «أدّت عقودٌ من الاستثمار في إدارة الآبار وما يتعلق بها من قدرات وتقنيات، إلى تميّز أرامكو السعودية بأدنى كثافة للكربون في قطاع التنقيب والإنتاج، مقارنة بأي شركة أخرى من كبريات الشركات المنتجة للنفط والغاز في العالم. وفي الوقت نفسه، تميّزت شركتنا أيضًا بأنها إحدى أقل شركات قطاع النفط والغاز في كثافة غاز الميثان».
التوازن بين الاقتصاد والبيئة
وذكر السقاف أن الإستراتيجية الجماعية التي تهدف لتحقيق التوازن الصحيح بين التطورات الاقتصادية المستمرة وحماية كوكب الارض يجب أن تستند إلى عدة عوامل من بينها:
- وضع سياسات منطقية وشاملة
- الاستثمار في التقنيات المناسبة
- نشر الوعي بين جميع الجهات المعنية
وقال السقاف: «يجب أن نفعل كل هذا بدرجة عالية من الشفافية والانفتاح لأن عيون العالم تراقبنا». وأضاف السقاف أن التقنية هي المفتاح لحل معظم المشكلات الصعبة التي نواجهها فيما يتعلّق بالصحة والسلامة والبيئة، قائلًا: «يجب أن نكون نحن الروَّاد، وأول من يتكيّف مع التقنيات الأكثر ملاءمة لأعمالنا وأول من يتبنّاها».
وتطرّق السقاف في حديثه إلى الثورة الصناعية الرابعة، قائلًا: «إن النقلات النوعية للثورة الصناعية الرابعة تعيد من جديد صياغة ما يمكن لنا تحقيقه في الوقت الحالي. ولكنّ مثل تلك النقلات تتطلّب رؤية ثاقبة واستثمارًا».
وقال السقاف إن تبادل التجارب والمعرفة وأفضل الممارسات أمر مهم لإيجاد التوازن الصحيح في كل ما يتعلّق بالصحة والسلامة والبيئة.
جديرٌ بالذكر أن أرامكو السعودية كانت الراعي المشارك لهذا الحدث الذي استمر أربعة أيام، وضم أكثر من 5000 مشارك، مثّلوا أكثر من 150 شركة، من أكثر من 30 دولة. وقد تولّى المدير التنفيذي للسلامة والأمن الصناعي في أرامكو السعودية، الأستاذ عالي الزهراني منصب الرئيس المشارك في هذا المؤتمر الذي حضره عديد من خبراء الشركة على مدار الأسبوع.