أمين الناصر: السوق الهندية تشكّل بالنسبة لأرامكو السعودية أولوية استثمارية في مجال التكرير والتسويق والكيميائيات
أمين الناصر أثناء مشاركته في الملتقى السعودي الهندي
شارك رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، في الملتقى السعودي الهندي الذي يُقام بالتزامن مع زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وتناولت الجلسة، التي شارك فيها المهندس أمين الناصر، نظرة مستقبلية على القطاعات المؤثرة والتي من أبرزها قطاعات الطاقة والكيميائيات في ضوء رؤية المملكة 2030، والنمو الاقتصادي الهائل الذي تعيشه الهند. وقد شارك في الجلسة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) المهندس يوسف البنيان، ورئيس مجلس إدارة شركة ويبرو، السيد عظيم بريمجي، ورئيس مجلس إدارة إنديان أويل كوربوريشن، السيد سنجيف سينج.
وفِي معرض مشاركته، نوّه المهندس أمين الناصر بما حققته الهند من وضع اقتصادي متميز يحقق نسبة نمو كبيرة بنحو 7% سنويًا، وأن المؤشرات المستقبلية تعطي دلالة إيجابية بشكل استثنائي، إذ من المتوقع أن تستمر الهند خلال العشرين سنة القادمة في تحقيق مستويات نمو كبيرة، وأن يتضاعف اقتصاد الهند من حيث الحجم ليشكّل 15% من الاقتصاد العالمي بحلول العام 2050م، مما سيجعله ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فضلًا عن أن الهند ستكون الدولة الأولى مستقبلًا من حيث عدد السكان في العالم، وهؤلاء السكان تغلب عليهم فئات الشباب، وهو ما يعطي الهند ثروة بشرية هائلة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المناخ العام للأعمال والاستثمار في الهند حقق تطورات إيجابية كبيرة بقيادة رئيس الوزراء السيد ناريندرا مودي، وأن نمو الاقتصاد بنسبة صحية مع تحسن بيئة الأعمال في بلد من أكبر بلدان العالم سينتج عنه تحسن في مستويات المعيشة لمئات الملايين من الناس.
وفيما يتعلق بعلاقات الطاقة، أشار المهندس أمين الناصر إلى أن آفاق نمو أسواق الطاقة في الهند ضخمة جدًا وأن إمدادات الطاقة اللازمة لنمو الهند ستكون مهمة لا سيما الإمدادات النفطية التي تعتبر إحدى دعامات الشراكة الاقتصادية بين المملكة والهند. كما ذكر أن السوق الهندية تشكّل بالنسبة لأرامكو السعودية أولوية استثمارية ضمن محفظتها العالمية في مجال التكرير والتسويق والكيميائيات.
وأكد المهندس أمين الناصر على أن النفط والغاز سيظلان على المدى البعيد عنصرًا رئيسًا في مزيج الطاقة العالمي، وأن من المهم أن تكون تلك المصادر في متناول نسبة كبيرة من الشعب الهندي، خاصة أن النفط والغاز هي مصادر تنافسية بشكلٍ أكبر مقارنة بمصادر الطاقة المتجددة رغم التحسن النسبي في تكاليفها. وأكد على أن قطاع النقل في الهند سيعتمد بشكل كبير على النفط والغاز وسيشهد نموًا كبيرًا. فعلى سبيل المثال، هناك 22 سيارة لكل 1000 شخص في الهند مقابل 980 سيارة لكل 1000 شخص في الولايات المتحدة الأمريكية. وأن نسبة امتلاك السيارات في الهند ستزداد بشكل كبير بما يحقق تحسن معيشة الناس وسهولة حياتهم. كما ذكر أن استهلاك أنواعٍ بدائية من الطاقة مثل حرق الخشب مازال منتشرًا بشكلٍ كبير في الريف الهندي وأن الفرصة مواتية لإحلال ذلك بالمنتجات النفطية ومنتجات الغاز التي تعتبر أفضل بكثير من الناحية البيئية.
وأشار المهندس أمين الناصر إلى أن المملكة تعيش، ولله الحمد، تحولات إيجابية عديدة في إطار الرؤية 2030، وتواصل بذل جهودٍ جبارة منها تنفيذ العديد من المبادرات عبر العديد من المؤسسات لتكون لديها بيئة أعمال جاذبة لمستثمري القطاع الخاص والمستثمرين العالميين. وأوضح الناصر أن هناك فرصًا كبيرة للمستثمرين الهنديين وأن ذلك ليس فقط في مجال المشاريع الكبرى ولكن أيضًا في مجالات المشاريع الصغيرة والمتوسطة. وسلّط المهندس أمين الناصر الضوء على مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة ومشروع مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية وهما مشروعان عملاقان تقوم أرامكو السعودية بتطويرهما حاليًا كمنصة مُهيأة لاستثمارات عالمية نوعية بما فيها من الشركات الهندية.
واختتم المهندس أمين الناصر حديثه بالتأكيد على أن العلاقات السعودية الهندية عريقة وتاريخية وراسخة، وأن إمكاناتها المستقبلية تبدو مشرقة بشكل أكبر وفي عدة مجالات منها الطاقة والصناعة، وتقنية المعلومات، والتجارة، والقطاعات المستقبلية الواعدة في ضوء مسيرة التحولات الديناميكية التي تشهدها كلٌ من المملكة والهند بدعم من القيادة في البلدين وبما يحقق الطموح والازدهار المنشودين.