أرامكو السعودية تنطلق في شراكة عالمية لتنمية استخدامات النفط المستقبلية
خلال افتتاح مركز الابتكار للمواد اللامعدنية، تطرّق أحمد الخويطر إلى أن المركز سيساعد في تطوير تقنيات من شأنها أن تخفض من تكاليف أعمال الصيانة والإصلاح للمرافق الصناعية وشبكات الأنابيب في قطاع النفط والغاز، التي تُقدَّر بنحو 2.5 تريليون دولار.
دشَّنت كلٌّ من شركة تي دبليو آي المحدودة، وشركة أرامكو السعودية للتقنيات (أرامكوتيك)، وشركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك)، يوم الإثنين 10 محرم ١٤٤١هـ (9 سبتمبر 2019م) مركز الابتكار للمواد اللامعدنية، وهو مركز أبحاث يُعنى بابتكار المواد اللامعدنية، وتطوير استخدامها في التطبيقات الصناعية.
ويقع المركز داخل مقر شركة تي دبليو آي في مدينة كامبريدج الإنجليزية، وسيعمل على تطوير تقنيات جديدة لخطوط الأنابيب اللامعدنية، كما من شأنه أن يلعب دورًا مهمًا في تطوير حلول لتوظيف المواد غير معدنية في مختلف القطاعات الصناعية.
وينتشر استخدام المواد اللامعدنية بشكل متزايد في قطاعات متعدِّدة تشمل النفط والغاز، والبناء، والآليات، والتغليف والتعبئة، ومصادر الطاقة المتجددة، إذ تجمع هذه المواد عدة مزايا فهي مقاومة للتآكل، وخفيفة الوزن ومتينة.
وفي كلمته بمناسبة تدشين المركز ، شدّد كبير الإداريين التقنيين في أرامكو السعودية، الأستاذ أحمد الخويطر، على أهمية المواد اللامعدنية، قائلًا: «إن استخدام المواد اللامعدنية، وخصوصًا في قطاع النفط والغاز، هو مفتاح للمحافظة على سلامة منشآتنا وموثوقيتها، وضمان تشغيلها بشكل آمن، إذ إنها توفّر الحماية من التلفيات الناجمة عن التآكل».
وذكر الخويطر أن تكلفة التآكل في جميع القطاعات في جميع أنحاء العالم تُقدَّر بنحو 2.5 تريليون دولار، بسبب التكاليف الكبيرة لأعمال الصيانة والإصلاح، وما ينتج عنها من تعطيل للمرافق الصناعية لإكمال هذه الأعمال.
وأضاف الخويطر: «يمكن تقليل هذه المخاطر والتكاليف بفاعلية من خلال اعتماد أفضل ممارسات إدارة التآكل، ومن بينها توظيف المواد اللامعدنية متى كان ذلك ممكنًا من الناحية العملية، فقد أظهرت هذه المواد مقاومة فائقة للتآكل بسبب طبيعتها الكيمائية التي لا تساعد على حدوث التفاعل الكهروكيميائي المسبب للتآكل».
وقال مدير البرامج في مركز الابتكار للمواد اللامعدنية، الدكتور ميهاليس كازيلاس: «إن تحالف شركة تي دبليو آي، وشركة أرامكو السعودية للتقنيات (أرامكوتيك)، وشركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك)، من خلال مركز الابتكار للمواد اللامعدنية، يضمن لنا مساندة السلسلة الكاملة لتوريد هذه المواد، بداية من البحوث والتطوير وانتهاءً بالإنتاج، من خلال أبحاث ذات توجه صناعي عملي».
وأضاف كازيلاس: يجمع فريق العمل في المركز بين الخبرات الأكاديمية والصناعية، ليمثّل رابطًا بين الجامعات التي تنتج أبحاثًا عالية المستوى، وقطاع الصناعة، الذي يحتاج إلى إجراء تحليلات أكاديمية لإيجاد تطبيقات عملية للتقنية على أرض الواقع».
مبادرة مهمة
وحول أهمية هذه المبادرة لأرامكو السعودية، قال الأستاذ أحمد الخويطر: «نحن سعداء أن نكون جزءًا من هذه المبادرة المهمة، إذ سيعمل المركز على تشجيع توظيف مواد بوليمرية متقدِّمة عن طريق إجراء بحوث حول التحديات التي تواجه تطوير هذه المواد واستخدامها، كما أن هذه المبادرة تمثل جزءًا من جهود الشركة في الاستفادة من مواردها الهيدروكربونية الوفيرة، وقدراتها في مجال تطوير التقنية، لتقديم حلول مستدامة تلبِّي احتياجات العالم».
إلى جانب ذلك، دعا الخويطر إلى تكثيف التفاعل مع المصنعين ومراكز الأبحاث من أجل تعزيز مساحة التعاون بينهم، داعيًا الجهات الفاعلة الرئيسة في هذا المجال إلى الانضمام إلى المركز كجهات راعية للأبحاث.
من جانبه، قال كبير مسؤولي التقنية في شركة بترول أبو ظبي الوطنية (أدنوك)، الدكتور آلان نيلسون: «لا تزال المواد اللامعدنية تعيد تشكيل وجه الصناعات في جميع أنحاء العالم؛ فهذه التقنية لها استخدامات علمية وهندسية لا حصر لها، بداية من خطوط الأنابيب المعمرة ومجدية التكلفة، وانتهاء بتصميمات السيارات خفيفة الوزن.
وأضاف نيلسون: «تماشيًا مع رسالتنا الرابعة في مجال النفط والغاز، تكرس أدنوك جهودها لتطوير هذه التقنية. ومن شأن النمو المتسارع لتطبيقات المواد اللامعدنية أن يصنع أسواقًا جديدة للنفط الخام والمنتجات المكررة، ونحن متحمسون للتحالف مع شركتي تي دبليو آي وأرامكوتيك للمساعدة في التوصل إلى حلول لتوظيف المواد غير المعدنية وفق أحدث ما توصلت إليه التقنية، لخدمة قطاع النفط والغاز والقطاعات الأخرى أيضًا».
الابتكار وتسويق التقنية
يمثّل مركز الابتكار للمواد اللامعدنية جزءًا من مبادرة الشراكات الخاصة في مجال الابتكارات التقنية في شركة تي دبليو آي، وهو يعمل على الاستجابة لأولويات التقنية، وتعزيز الابتكار المفتوح، وتسويق التقنية مع الجهات الراعية وسلسلة التوريد. ويُجري المركز برنامجًا بحثيًا يغطي المستويات التسعة لجاهزية الأنظمة التقنية، مع شركاء من المؤسسات الأكاديمية الرائدة ومراكز البحوث ومصنعي المواد المركبة.
وقد تضمَّن حفل افتتاح المركز جلسة نقاش حول مستقبل تقنيات خطوط الأنابيب المصنوعة من البلاستيك والمواد المركبة، شارك فيه ممثلون عن شركة تي دبليو آي، وأرامكوتيك، وأدنوك، وشركة بيكر هيوز، وشركة سولوفورس.