الانتقال إلى المحتوى
Aramco

محمية جزيرة أبوعلي الطبيعية

جوهرة التنوع البيولوجي في الخليج العربي.

تبرز جزيرة أبوعلي الواقعة شمال مدينة الجبيل الصناعية، كإحدى الجواهر البيئية على سواحل المملكة. فقد خُصصت منذ عام 2014 تحت إشراف أرامكو السعودية لحماية التنوع الحيوي، وهي من أكبر الجزر المطلة على الخليج العربي.

الإشراف البيئي

في جزيرة أبوعلي، تتجلّى أهمية “الإشراف البيئي”، نظرًا لكونها نموذجًا حيويًا لحماية الموائل الطبيعية للأنواع النباتية والحيوانية، لا سيما الأنواع المحلية المهددة بانخفاض أعدادها.

أنثى سلحفاة في جزيرة أبو علي.

تتميّز جزيرة أبوعلي، بما تضمنته من شواطئ هادئة وغطاء نباتي ساحلي، بوصفها موقعًا ذا أهمية بيئية على مستوى الخليج العربي. إذ تُسهم هذه البيئة في احتضان كائنات بحرية مثل السلاحف البحرية. وتُصنَّف السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر – التي وُثِّق نشاطها التكاثري على شواطئ الجزيرة – ضمن الكائنات المهددة بالانقراض حسب تصنيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، مما يعزّز من قيمة الجزيرة البيئية.

القيمة البيئية

تتميّز جزيرة أبوعلي بتنوعها الجغرافي والبيئي، حيث تحتوي على الكثبان الرملية الساحلية، والسهول الملحية (السبخات)، والمسطحات الطينية، والمستنقعات المالحة، وتزدهر على أطرافها الشرقية غابات المانجروف.

وتقوم المانجروف بقائمةٌ رائعةٌ من المهام مثل تنقية المياه المالحة، وتوفير موائلَ للأنواع البحرية، وحاضناتٍ للأسماك. كما تعتمد جذورها الكثيفة على المد والجزر للتنفس، وهي أساس في استقرار السواحل، ومنع التآكل الناجم عن الأمواج والعواصف، والحدّ من الأضرار الساحلية.

بالإضافة إلى ذلك، تمثل الجزيرة محطة حيوية للطيور المهاجرة، مثل: طيور ”الغاق السقرطي“، ”الوروار الأوروبي“, ”خطاف المخازن“، ”القبرة المتوجة“، ”طيطوي المستنقع“، وتجد هذه الطيور المهاجرة في الجزيرة وسبخاتها ومستنقعاتها بيئة مثالية ومأوىً للراحة والتغذية، قبل أن تستأنف رحلتها عبر القارات. وقد أظهرت المسوحات أن الجزيرة تُعد من المواقع المهمة على خطوط هجرة الطيور، ذلك بفضل بيئتها الهادئة وغِناها الحيوي.

نباتات محمية جزيرة أبوعلي

تملك جزيرة أبوعلي غطاءً نباتيًا متنوعًا يعكس تفرّد بيئتها الساحلية وتنوّع موائلها الحيوية. فالجزيرة، التي يغلب عليها الطابع السبخي، تحتضن طيفًا واسعًا من المواطن النباتية التي تتباين في خصائصها وفقًا لطبيعة التربة ودرجة ملوحتها. فعلى الكثبان الرملية الساحلية تنمو نباتات مثل ”لسان الحمل“، ”الحنيطة“، مشكلةً بساطًا نباتيًّا خفيفًا تتوشح به أرض الجزيرة بلون الحياة. أما السبخات الرطبة المالحة، حيث تكتسب الأرض هشاشتها من المد والجزر، فتغمرها نباتات قادرة على الصمود، من أبرزها ”الثليث المخروطي“، ”السويداء المصرية“، ”أشنان إكليل الجبل“، التي تُعدّ عوامل أساس في تثبيت التربة ومقاومة الانجراف. 

التنوع الحيواني 

أظهرت نتائج المسوحات البيئية التي أُجريت في جزيرة أبوعلي تنوعًا يعكس غِنى النظم البيئية فيها. وقد أجرت إدارة حماية البيئة في أرامكو السعودية مسحًا ميدانيًا دقيقًا لحصر الثدييات والزواحف، باستخدام آليات متنوعة شملت ”الفحص البصري المباشر“، ”تعقّب الآثار“، ”فخ الكاميرا“، إلى جانب ”المسح الليلي بالمصابيح اليدوية“ لتتبُّع الأنواع النشطة بعد الغروب. وسمحت هذه المنهجية بتوثيق أنواع عديدة من الثدييات الصغيرة، من أبرزها ”الثعلب الأحمر العربي“، ”الجربوع“، ”الفأر الأحمر“، ”ابن آوى الذهبي“ التي تتوزع بين البيئات الرملية والسبخات الرطبة.

 

 

كما رُصدت في الجزيرة عدة أنواع من الزواحف، من أبرزها ”الورل الصحراوي“، ”برص الصحراء العربية“، اللذان يستفيدان من حرارة الرمال وانبساط السهول في التكاثر والاحتماء، ما يعكس تنوّع البيئات البرية وملاءمتها لاحتياجات هذه الكائنات. وقد أشار تقرير المسح البيئي إلى أن تنوّع الغطاء الأرضي وتوزّع النباتات المحلية يوفّران لهذه الأنواع من الزواحف موائل طبيعية متكاملة تساعدها على الاستقرار والتكاثر.

إثراء التنوع الحيوي للبيئة البحرية

المركز الإقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية في جزيرة أبوعلي الأول من نوعه في المملكة.
اقرأ المزيد