
التقنيات الرقمية
يعمل التحوّل الرقمي على إزالة الفوارق بين المجالات المادية، والرقمية، والحيوية. فتقنيات الثورة الصناعية الرابعة من الحوسبة السحابية، إلى الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة تحوي تأثيرات تعيد تشكيل كل جوانب حياتنا.
يُحدث التحول الرقمي في قطاع النفط والغاز ثورة في آلية إمداد العالم بالطاقة، وتسعى الشركة، من خلال استخدام مجموعة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في مختلف مجالات أعمالها، إلى تلبية حاجة العالم من الطاقة، وفي الوقت نفسه، تحسين الإنتاجية والحدّ من الكثافة الكربون، فضلًا عن إنتاج جيل المستقبل من المواد والمنتجات.
تقنيات التحول الرقمي
التقنيات المستخدمة في قطاع النفط والغاز:
الذكاء الاصطناعي
مصطلح واسع النطاق يصف استغلال الحواسيب والروبوتات والأجهزة الرقمية الأخرى وتسخيرها لإنجاز مهام كانت تحتاج في السابق إلى ذكاء الإنسان. أحد الأشكال الشائعة للذكاء الاصطناعي، هو استخدام الخوارزميات الذكية لتحليل البيانات التشغيلية واستخلاص الأفكار ومن ثم تطبيق تحسينات تلقائية على العمليات لزيادة الكفاءة. كما طوّرنا منتجًا داخليًا للسلامة أُطلق عليه اسم (i4Safety 2.0) يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي، ويمثّل أداةً لتوقع المخاطر والحوادث، ويستفيد هذا المنتج من البيانات السابقة ليقوم بتوقع المخاطر والحوادث المحتملة في موقع العمل بنحوٍ يكفل للشركة رفع مستوى السلامة والكفاءة في أعمالها.
الحوسبة الفائقة والحوسبة الكمية
يدخل حاسوب "الدمام- 7" فائق السرعة التابع لمركز كمبيوتر التنقيب في قطاع التنقيب والإنتاج بأرامكو السعودية الآن مرحلة جديدة من التطور كمضيف لمحاكي حوسبة كمية، ضمن مشروع تعاوني طموح مع شركة إنفيديا الرائدة في مجال تصنيع الرقائق الإلكترونية.
وكانت أرامكو السعودية قد أطلقت، في يناير 2021، حاسوبها العملاق "الدمام-7"، الذي يُستخدم لدعم نشاطات الشركة في مجال التصوير السيزمي، وسرعان ما انضم إليه الحاسوب العملاق الثاني "الغوار-1"، الذي بدأ أولى استخداماته في محاكاة المكامن خلال النصف الأول من عام 2022.
وكان الدمام-7، وهو الأقوى بين الحاسوبين، واحدًا من أقوى 10 حواسيب في العالم وقت إطلاقه. حيث جاءت هذه المرحلة بعد أن خدم لسنوات في دعم جهود التنقيب والتحسينات التشغيلية للشركة.
وتنطوي الحوسبة الكمية على إمكانات واعدة لإحداث تحولات شاملة في الطريقة التي تعالج بها الحواسيب المتقدمة أعقد المشكلات التي تواجه الصناعات المختلفة، بما في ذلك صناعة الطاقة. فنشاطات التنقيب عن الاحتياطيات الجديدة تتطلب أساليب حاسوبية متطورة، تُمكّن علماء الأرض من معالجة كميات هائلة من بيانات المسح السيزمي تُقاس بمقاييس البيتابايت (أي مليون مليار بايت)، لإنتاج صور دقيقة لباطن الأرض.
ورغم أن الحواسيب الكمية ما زالت في المراحل الأولى من تحولها إلى تقنية تجارية، فإن وتيرة التطور السريعة في عام 2025 كانت لافتة، وهو ما يتوافق مع إعلان منظمة اليونسكو عام 2025 بوصفه السنة الدولية للعلوم والتقنية الكمية.
وتُعد المحاكيات الكمية من أبرز الابتكارات في هذا المجال، إذ تتيح استحداث نماذج افتراضية لخوارزميات وحواسيب كمية، وتشغيلها واختبارها على الحواسيب الفائقة التقليدية، مثل الدمام-7.
وتعاونت أرامكو السعودية عن قرب مع شركة إنفيديا لزيادة سرعة الدمام-7 بإضافة وحدات معالجة رسومية متقدمة من إنتاج الشركة، ثم قامت بإنشاء وتجريب أحد أكبر محاكيات الحوسبة الكمية في المنطقة، وهو نظام المعالجة الكمي الدمام-7 (DMM7Q).
ويمثل هذا المشروع، الذي أُنجز في عام 2025، بداية تعاون استراتيجي بين أرامكو السعودية وإنفيديا لاستكشاف إمكانات الحواسيب الفائقة الهجينة، التي تجمع بين القدرات الكمية والكلاسيكية. وشمل التعاون أيضًا استخدام منصة (كواد- كيو) التابعة لإنفيديا على نظام المعالجة الكمي الدمام-7 لاكتشاف الصدوع الزلزالية للمسح السيزمي ثلاثي الأبعاد في مجموعات ضخمة من البيانات السيزمية.
كما استكشف الفريق إمكانية استخدام خوارزمية "هادامارد" الكمية للتعرّف على الحواف (Quantum Hadamard Edge Detection)، وهي خوارزمية مصممة خصيصًا للاستفادة من قدرات المعالجة الكمية المستقبلية لتوضيح التفاصيل الدقيقة في صور المسح السيزمي لباطن الأرض.

حاسوب "الدمام-7" الفائق
البلوكتشين
هو سجل حسابات رقمي لتسجيل المعلومات يجعل من الصعب أو المستحيل اختراقها أو تغييرها. يُمكن استخدام البلوكتشين في تسوية العقود الذكية، وهي عقود رقمية محمية أمنيًا وذاتية التنفيذ، حيث يمكن من خلاله تنفيذ اتفاقية كاملة أو أجزاء منها مع أحد المورّدين بمجرد أن يتم استيفاء شروط محددة. وتوفر البلوكتشين أيضًا طريقة آمنة لتخزين السجلات وتبادل المستندات. كما طورنا تقنيات البلوكتشين في حقول النفط والمصافي سعيًا منا لتحسين الأداء وتسوية العقود مع مزودي الخدمات لدينا.
تقنية التوأمة الرقمية
هي نموذج افتراضي لحلول رقمية متكاملة مصممة لتمثيل الأصول المادية في الزمن الآني سواءً كانت موادًا أو أنظمة أو عمليات. تمكّن تقنية التوأمة الرقمية الشركة من تحويل الكثير من العمليات التصنيعية إلى النظام الرقمي، بما في ذلك التصميم الهندسي للمشروع، وتخطيط تنفيذ الإنشاءات، وسلسلة التوريد، ومناولة المواد، وأعمال المرفق وصيانته. استخدمت الشركة تقنية التوأمة الرقمية في حقل الحصباة، وتعمل على توسيع نطاق استخدامها في دوائرها الهندسية ودوائر إدارة المشاريع.
أتمتة العمليات التشغيلية باستخدام الروبوتات
هي عبارة عن روبوت برمجي طُوّر لأتمتة المهام والوظائف التي يقوم بها الإنسان، مما يتيح العديد من المزايا التي تشمل التجربة المحسنة للعميل، وجودة الخدمة، وإنتاجية الفريق، والكفاءة وخفض التكاليف. نُجري أعمال بحث أولية لاستكشاف إمكانية هذه التقنية لأتمتة عدد ساعات كبير من العمل لمنح موظفينا مساحة للقيام بمهام أكثر أهمية ومتعة.
الخدمات السحابية
تقدم منصة رقمية غير مكلفة وقابلة للتطوير ومرنة لاستضافة وتشغيل تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بما فيها الذكاء الاصطناعي، وأدوات التحليل والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء في القطاع الصناعي. ويمكن لاستخدام الخدمات السحابية أن يقلص بشكل كبير من إنفاق الشركة الرأسمالي على أجهزة الحاسوب ومعداته، في حين يجعل التخزين الرقمي والصيانة وحلول الأمن السيبراني أكثر فعالية من حيث التكلفة. كما نسعى من خلال هذه التقنية إلى تحسين أعمال سلسلة التوريد، وتحويل المستندات إلى بيانات سحابية عبر إنشاء سوق إلكتروني (إي – ماركت بلايس) مما يُسهم في تقديم إمكانات رقمية مهمة لسلاسل التوريد في المملكة.
إنترنت الأشياء، وإنترنت الأشياء للقطاع الصناعي
هما نظامان يتكونان من مجموعة من الحواسيب والآلات المترابطة والمتصلة ببعضها البعض رقميًا لتحسين الحياة اليومية أو إدارة وتحسين العمليات الصناعية. على سبيل المثال، تستخدم أجهزة استشعار إنترنت الأشياء للقطاع الصناعي في جمع بيانات آنية من بئر نفط، ويمكن ربط أجهزة الاستشعار هذه بأدوات تحليل رقمية وأدوات تشخيص ذاتي لمراقبة أداء البئر تلقائيًا وتحسينه. حيثُ قمنا بتطوير تقنية جديدة قادرة على الكشف عن الغاز باستخدام أجهزة الاستشعار الكهروكيميائية؛ إذ تستخدم أداة الكشف عن الغاز الذكية تقنيات إنترنت الأشياء للقطاع الصناعي وذلك لتقديم تشخيصٍ ذاتي فائق الدقة مقارنة بأجهزة الكشف التقليدية.
الروبوتات والطائرات بدون طيار
الأتمتة باستخدام الروبوتات واستخدام الطائرات بدون طيار تساعد في توفير إمكانيات فحص أكثر سلامةً وكفاءة وتتيح إمكانية الكشف المبكر عن التسرب. ويمكن أن تساند الطائرات بدون طيار كذلك رسم الخرائط الجوية، وأعمال اللحام تحت المياه والمراقبة البيئية، وكذلك فحص الأصول مثل الأنابيب البحرية في المواقع التي يصعب الوصول إليها. كما يوفر روبوت الفحص والمراقبة في المياه الضحلة "سويم-آر" حلولًا للعديد من التحديات التي تواجه القطاع، مثل تلك التي تضمن الكشف عن أي خلل في خطوط الأنابيب في المياه الضحلة حيث يوفر هذا الروبوت فرصة فحص خطوط أنابيب المياه الضحلة بكفاءة وأمان مع تقليل التكلفة والوقت المستغرق لذلك.

روبوت الفحص والمراقبة في المياه الضحلة "سويمر" المُطور في مركز الشركة للأبحاث والتطوير
الواقع الافتراضي والواقع المعزز
تزوّد خوذة الواقع الافتراضي والواقع المعزز التي لا تتطلب استخدام اليدين، موظفينا ببيانات آنية ومقاطع فيديو ثلاثية الأبعاد. ويمكن استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز في تحسين برامج تدريب الموظفين وسلامتهم. كما تستخدم لربط الموظفين الميدانيين بزملائهم الآخرين مما يتيح التواصل والتعاون بينهم في الوقت الفعلي.
الطباعة ثلاثية الأبعاد
تُعرف أيضا باسم "التصنيع المضاف"، هي طريقة لإنتاج جسم ثلاثي الأبعاد، طبقة تلو الأخرى باستخدام تصميم من صنع الحاسوب. يمكن استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في تبسيط إنتاج مكونات معقدة أو نماذج أولية، كما تمكّن أيضًا من تصنيع قطع غيار في مواقع نائية. أسهم برنامج اكتفاء في إنشاء أول مركز لتصنيع المواد المضافة في المملكة، والذي يُعد منشأة مُتكاملة تطبع مجموعة كبيرة من المنتجات ثلاثية الأبعاد بغرض الاستخدامات الصناعية.

الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة

التحوّل الرقمي
