الحاجة للكفاءة في حرق الغاز في الشعلات
سيعتاد الكثيرون على الصورة التقليدية للشعلة التي تعلو أجهزة حفر آبار النفط، فأثناء عملية إنتاج النفط، يتم إنتاج الغاز المصاحب من المكمن إلى جانب النفط ويتم إخراجه إلى السطح، حيث كان هذا الغاز يُحرق في السابق كمنتج عديم القيمة.
بدأت أرامكو السعودية في عام 1977 باحتجاز الغاز المصاحب ومعالجته ضمن شبكة الغاز الرئيسة، لاستخدامه في توليد الطاقة المحلية وفي قطاعات أخرى. نتيجةً لذلك، فإن الشركة قد وصلت بالفعل إلى تقليص معدلات حرق الغاز في الشعلات "إلى ما يقارب الصفر"، ومعدل كثافة الانبعاثات الكربونية فيها يعد من أقل المعدلات في هذا القطاع. ولكن هناك حاجة للإبقاء على جزء من الحرق الروتيني للغاز في الشعلات لدواعي السلامة، فهو يمثل "صمام تخفيف الضغط" للغاز القابل للاشتعال الذي يتراكم أثناء هذه العملية، وبالتالي فإن مداخن الشعلات يجب أن تكون نظيفة ويستفاد من كفاءتها لأقصى قدر ممكن.
وفي إطار التزام أرامكو السعودية المستمر بكفاءة الطاقة، أدخلت الشركة تقنية الشعلات عديمة الدخان في المنشآت الجديدة، مع وجود خطط أخرى لتطوير الشعلات الموجودة. وجرى تقييم شامل لجميع تقنيات الحرق عديم الدخان المتوفرة في ذلك الوقت، بما في ذلك أطراف أبراج الشعلات التي يندفع منها الغاز بسرعة الصوت بفعل الضغط ، لضمان الجدوى والكفاءة في عملية التطوير. ولكن هذه التقنيات كانت غير مجدية من حيث الكلفة أو معقدة لدرجة كبيرة أو غير قابلة للتطبيق على المعدات الحالية أو غير ملائمة لبعض المرافق التي لا يتوفر فيها البخار على سبيل المثال.
ومع تشغيل أرامكو السعودية لمئات من أنظمة حرق الشعلات كان من الواضح لها أن هناك حاجة لحل أفضل.