التوقعات مقابل الواقع
إن أحد أسباب ذلك على مستوى الاقتصاد الكلي، الذي ينعكس صداه في الأوساط الإعلامية، هو أن العالم يتوقع أن يكون لتقنيتين كبيرتين في مجال الطاقة إسهامًا سريعًا ورئيسًا في الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وهما: السيارات الكهربائية، والطاقة المتجددة. فكلتاهما يمكن أن يسهما في ذلك، لكناستيعاب الناس لهما وسرعة انتشارهما بطيئة. فالقليل من الناس من يدرك أن السيارات الكهربائية قد ظهرت منذ ما يزيد على 100 عام قبل أن يسيطر محرك الاحتراق الداخلي على المشهد. ثم عادت إلى المشهد مجددًا خلال عقدين من الزمان ولكنها لا تزال تمثل نسبة تقل عن 1% من مجموع السيارات في العالم.
لكن قلة الإقبال عليها يعزى إلى عدد من التحديات الاقتصادية والتقنية. وتشمل هذه التحديات غياب البنية التحتية للشحن الكهربائي على نطاق واسع، إضافة إلى مشاكل البطاريات. والأهم من ذلك هو أن مزيج الوقود لمعظم الكهرباء المستخدمة لشحن السيارات الكهربائية ليس على درجة كافية من النظافة. وعلاوة على ذلك، فإن تكلفتها باهظة، فلا يمكن لمعظم الناس دفعها. ولا بد من حل هذه المشاكل كأولوية قصوى وبالتدرج.
وفي الوقت نفسه، تنتج مصادر الطاقة المتجددة الحديثة، وبالتحديد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، 10 بالمئة من الكهرباء في العالم اليوم. فإذا نظرنا إلى إجمالي استهلاك العالم من مصادر الطاقة الأولية، فستكون حصتهما ما يقارب 13.5 بالمئة. وما تزال هذه المصادر تفتقر إلى مخزون تجاري واسع النطاق يتناسب مع الطبيعة المتقطعة لمصادر الطاقة المتجددة، إضافة إلى متطلبات استقرار الشبكة.