أشاد العالم أجمع بالنجاح الذي حققه مؤتمر الأطراف الحادي والعشرون، إذ لم يكن من السهل اجتماع زهاء 200 دولة، من أجل التوصُّل إلى اتفاقية بشأن التغير المناخي العالمي، ولكن الأمر الذي يمكن الحديث عن نجاحه هو جهود المملكة في مجال حماية البيئة، والاستثمارات المهمة في مجال تطوير التقنيات، إلى جانب تقديم أفضل الممارسات التي تحدّ من أثر الأعمال على البيئة، وانبعاثات غازات ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقد تمكّنت المملكة بالإضافة إلى دول نامية أخرى، من ضمان وجود بنود في الاتفاقية النهائية، تستند نحو تطبيق الخطط التنموية المستدامة كأولوية ملحّة، وستعمل هذه الخطط على تقييد الانبعاثات، واسترعاء مساهمات جادة في خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتوصُّل إلى هذه الاتفاقية التاريخية لا يؤذن بنهاية الرحلة، وإنما يُعَدُّ بدايةً لمرحلة تقدُّمٍ صعبة لموازنة أهداف التنمية المستدامة، مع جهود تخفيف الآثار والتكيف من أجل حماية البيئة، حيث ستشارك الحكومات في إعداد خطط عمل محددة، من أجل التقيد بالإطار العام للاتفاقية.
التنمية النظيفة
لقد تم أيضًا إقرار اجتماعات مؤتمرات الأطراف المقبلة، ومجموعات العمل الأخرى لهذا العام وما يليه، علمًا بأن المستقبل يحمل في طياته المهمَّات الصعبة، والمتمثلة في تطبيق الاتفاقية والمساهمات المُزمَعَة المحددة على الصعيد الوطني.
وقد رفعت الهيئة الوطنية المكلَّفة في إطار آلية التنمية النظيفة، مساهمات المملكة المزمعة على الصعيد الوطني، إلى الاتفاقية الإطارية التابعة للأمم المتحدة حول التغير المناخي.
ويقوم على تنفيذ أسلوب المساهمات المحددة على الصعيد الوطني، إجراءات ستقدمها المملكة كجزء من خططها للتنوع الاقتصادي، وجهود التكيف من أجل تحقيق طموحات الحدّ من الآثار ذات الفوائد المصاحبة، والمتمثلة في تجنّب ما يصل إلى 130 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويًا بحلول عام 2030م. وتُسهِم العديد من الأطراف المعنية على المستوى الوطني في تطبيق هذه الإجراءات والخطط بما في ذلك أرامكو السعودية.
فعلى سبيل المثال ستخفِّض استراتيجية أرامكو السعودية لترشيد استهلاك المياه، استهلاك المياه العذبة بدرجة كبيرة، من خلال رفع مستوى إعادة استخدام مياه الصرف، والاستغلال الأمثل للمياه، وتشجيع استخدام البدائل المستدامة وضبط هدر المياه.
الحدّ من انبعاثات الغاز
جدير بالذكر، أن الشركة ستعيد استخدام ما يزيد على %75 من مياه الصرف الصحي فيها، وستعتمد الأعمال التي تتطلب المياه للأغراض الصناعية، اعتمادًا متزايدًا على مياه البحر المتجددة، مما يعني المحافظة على المياه الجوفية القيمة تحت سطح الأرض.
وتعكف أرامكو السعودية في جوانب أخرى، على التطبيق الأمثل لجميع الممارسات والتقنيات المستخدمة في اكتشاف مصادر الطاقة، واستخلاصها ومعالجتها وتوزيعها واستخدامها النهائي، حرصًا منها على كفاءة الطاقة، وعلى الحدّ من نسب الملوثات على الصعيد المحلي، والحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على الصعيد العالمي.
وتُعَدُّ أرامكو السعودية من رواد الصناعة في مجال الحد من حرق غاز الشعلات، حيث تتراوح نسبة إجمالي الغاز المحروق باستمرار، دون %1 من إجمالي الغاز الخام المنتج سنويًا.
وستمضي المشاريع الأخرى للتكيف مع التغير المناخي قُدُمًا، بما في ذلك تطوير نظام استخلاص الكربون من انبعاثات عوادم السيارات وتخزينه.
التنمية المستدامة
عندما شاركت المملكة في هذا المؤتمر، قدّمت نموذجَ مقطعٍ عرضيٍ مصغرٍ لتقنية استخلاص النفط المعزّز باستخدام ثاني أكسيد الكربون، التي تستخدمها الشركة في العثمانية، والتي من شأنها مساعدة المملكة على الموازنة ما بين التنمية المستدامة، والفوائد المصاحبة للحد من الآثار، فيما ستسهم الطاقة المتجددة في خطط الشركة أيضًا. وبالنظر إلى اتفاقية باريس للحدّ من الانبعاثات فإنها قد تغير المشهد العالمي للطاقة، ولكن وعلى نفس القدر من الأهمية، فإن الاستخدام المسؤول للوقود الأحفوري، يظل محوريًا للنشاط الاقتصادي العالمي، وانتشال أعدادًا لا تحصى من البشر من الفقر، وأرامكو السعودية بدورها ستواصل تلبية الطلب العالمي بطريقة مسؤولة.
وستحتاج الدول إلى الوقود الأحفوري لأعمالها الصناعية بطريقة مستدامة، إضافة إلى حاجة الشعوب للوقود الأحفوري من أجل النقل والتدفئة والتبريد في منازلهم.
وسيواصل الوقود الأحفوري دعم قطاعات التكرير والبتروكيميائيات العالمية أيضًا، ولن تدفع الصناعات الجديدة مثل البتروكيميائيات، عجلة التنمية فحسب، وإنما ستوفر فرص العمل التي تحقق القيمة المضافة في المستقبل للشركة أيضًا، خاصة عندما تقوم التقنيات الجديدة بدورها.
وقال معالي وزير البترول والثروة المعدنية، المهندس علي النعيمي، مؤخرًا، "التقنية تقدّم الحل لتحديات التغير المناخي، فقد قدمت الكثير للبشرية على مر التاريخ وهي تتطلب درجة أكبر من الابتكار والتعاون والاستثمار".
وأرامكو السعودية على أتم الاستعداد لإنتاج النفط والغاز، ومجموعة كبيرة من المشتقات لتلبية الطلب العالمي وحماية كوكبنا في الوقت نفسه.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية