في خطوة تعكس توجه أرامكو السعودية لابتكار أساليب جديدة لمعرفة الطاقات الكامنة للمواد الهيدروكربونية، وفي إطار الانتقال بالكيمياء التقليدية إلى مستوى جديد كليًا، شارك فريق المواد المتقدمة من مركز بحوث أرامكو في بوسطن، مؤخرًا، في اجتماع ومعرض الخريف اللذين تنظمهما جمعية بحوث المواد، واللذين يُعدَّان الأبرز على مستوى العالم.
البحث عن إجابات
شهد المؤتمر طرح عدة أسئلة، مثل كيف يمكننا نزع الغاز المر أو غير المرغوب فيه أثناء عملية الاستخلاص؟ وهل نبتكر مواد تساعد على فصل المواد الهيدروكربونية الثقيلة عن الغاز لتحقيق أعلى مستويات الاستخلاص؟ هل نطوّر مواد مقاومة للتآكل ترتقي بأداء المواد لأعلى المستويات الممكنة؟ جميع هذه الأسئلة وغيرها يعمل على دراستها فريق التكرير والمعالجة والتسويق الذي يسعى لتعزيز طرق جديدة في التكرير والتنقية.
وقالت رئيس فريق المواد المتقدمة في بوسطن، ميشيل أوستراس: «هناك عديد من الفرص المتاحة لنا من موقعنا كشركة طاقة لاستخدام مواد جديدة لتعزيز فعالية أعمالنا وزيادة قيمة مواردنا الهيدروكربونية بطرق أكثر نظافة واستدامة». حيث سلّط علماء أرامكو ومهندسوها خلال مشاركتهم في هذا الاجتماع، للسنة الثانية، الضوء على بحوثهم في مجال المواد المبتكرة بما في ذلك أغشية فصل الغاز والبوليمرات المتقدمة والمواد الجزيئية الكبيرة وطرق زيادة معدل التغيرات الكيميائية بإضافة مادة مُحفِّزة.
تكتسب موضوعات البحوث أهميتها عند فهم التطبيق المباشر لها في أعمالنا. فعلى سبيل المثال، يُعَد كلٌ من الترشيح أو الإزالة الإضافيين لكبريتيد الهيدروجين غير المرغوب، المعروف على نطاق أوسع بالغاز المر، مفيدًا خلال الإنتاج، حيث يسبب كبريتيد الهيدروجين كثيرًا من التآكل، في حين أن ابتكار مادة شبيهة بالمرشح ستقلل من هذا التلوث في الغاز. كما أن ابتكار مواد مقاومة للتآكل تتحمل الضغط العالي ودرجات الحرارة المرتفعة والمواد الملوثة ستعود بالنفع على المعدات والأعمال الميدانية.
الكفاءة الفنية
قدّم أعضاء فريق المواد المتقدمة ثلاثة بحوث شفهية ضمن البرنامج الفني لجمعية بحوث المواد. وشرح ممثلو مركز بحوث أرامكو في بوسطن الجوانب الفنية لبحوث المواد المتقدمة مثل خصائص التكوين، والمعالجة، والأداء خلال المعرض. وقد تميَّز جناح معرض هذا العام بالنموذج الأولي الذي أُعِد بالتنسيق مع مركز البحوث في بوسطن والمصمَّم لإبراز تركيز أرامكو السعودية على التقنية، حيث تم إنتاج 11 مكعبًا تُضاء بمصابيح الصمامات الثنائية (LED) وتُظهِر عرضًا ثلاثيَّ الأبعاد للمواد المتقدمة بما فيها تلك التي يتصورها أو التي يعكف على ابتكارها الباحثون في شبكة مراكز أرامكو السعودية البحثية في المملكة والعالم.
وقال مدير البحوث والتطوير في شركة خدمات أرامكو، الأستاذ أشرف الطحيني: «يُشير الحضور القوي في هذا المؤتمر إلى بحوثنا المستمرة في مجال المواد المتقدمة والسوائل بالغة الدقة. كما أن تكريمنا من قِبَل جمعية بحوث المواد والأوساط العلمية في بوسطن يُعد دليلًا آخر على قوة البرنامج العالمي المتنامي للبحوث والتطوير وكيفية مساهمته بشكل بارز في نجاح الشركة المستقبلي».
يُذكر أنّ هذا المؤتمر الفني المتخصص كان فرصة لتقدم أرامكو السعودية تجربتها البارزة بين صفوف نظرائها في المواد والكيميائيات الذين يُجرون أحدث البحوث في علوم المواد من مختلف المجالات مثل الطب، والطاقة، والتصنيع البالغ الدقة بالإضافة إلى أعضاء من المؤسسات الأكاديمية.
قوة النانو
أحد الأسئلة التي تم طرحها خلال الاجتماع كانت عمَّا يمكن أن تساعد التقنية البالغة الدقة في استخراج كميات أكبر من النفط والغاز من باطن الأرض، حيث كانت مجموعة التنقيب والإنتاج في بوسطن التابعة لتقنية هندسة المكامن حاضرة لمناقشة عملهم في مجال الاستخلاص المحسّن للنفط. ولإعطاء فكرة حول هذا الموضوع فإن باحثي المركز يعملون على مقياس صغير للغاية – على المستوى الجزيئي، بمواد قياسها نانومتر واحد. ويرى رئيس فريق هندسة المكامن في بوسطن، مارتن بويتزش، أنهم يُسهِمون في التقدم الذي تحرزه أرامكو السعودية في مجال الروبوتات الدقيقة والأجسام المتناهية الصغر من أجل الحصول على إمكاناتٍ أفضل لمراقبة المكامن وتصويرها في قطاع النفط والغاز.
ويقول بويتزش: «تتضمن التطبيقات، التي نعكف على تطويرها، أجسامَ تَتَبُّعٍ بالغة الدقة والتطوّر، تم تصميمها لزيادة أو تعزيز عوامل الاستخلاص في المكامن الهيدروكربونية في المملكة العربية السعودية». وقد ركّز فريقه، من خلال العمل الوثيق لمساندة فريق الاستشعار الموضعي في مركز البحوث المتقدمة في مركز التنقيب وهندسة البترول، على أنواع الطلاء الجديدة أو الخلطات الخاصة لتطوير قدرات رسم الخرائط.
أوضح أن أنواع الطلاء والمواد الجديدة تخضع للفحص بحيث تصبح للمجسّات التي تُطلق في الآبار قدرات رسم خرائط أكثر تطورًا، فعلى سبيل المثال، تُعَد معرفة التكوينات الجيولوجية مثل ممرات الصدوع أمرًا مفيدًا لتحسين الإنتاج والاستخلاص أو قد تكون المجسّات التي تستطيع تصوير سوائل التكسير مباشرة مهمة لمراقبة التكسير الهيدروليكي الناجح.
جاء الاجتماع فرصة للباحثين للقاء موردي المعدات ليطّلعوا على أحدث معدات المختبرات مثل تقنية التصوير بالأشعة تحت الحمراء المتقدمة.
توقعت مبادرة التقنية المتناهية الصغر الوطنية الأمريكية، التي تأسست عام 2000م، أن التقنية المتناهية الصغر ستصبح صناعة بقيمة تريليون دولار بحلول عام 2015م، حيث ستأتي أكبر مساهمات التقنية المتناهية الصغر من المواد، وتتمثل آفاق ذلك في تطبيق البحوث والتطوير على مجموعة كبيرة من الصناعات. وتسهم أرامكو السعودية، في جمعية بحوث المواد، في هذا النقاش المهم الذي يتناول كيفية استخدام المواد المبتكرة والعالية الأداء في ابتكارات الطاقة.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية