يُعد العنصر البشري أثمن الأصول قيمة في تنفيذ أي استراتيجية. وبما أن الباحثين في مركز البحوث المتقدِّمة في مركز التنقيب وهندسة البترول يشكّلون القوة الدافعة للإدارة، فإن الاستثمار في مهاراتهم وبيئتهم العملية يؤتي مردودًا عظيمًا، حيث تتحول إبداعاتهم وابتكاراتهم التي تقدّم حلولًا للتحديات الفنية التي تواجهها أرامكو السعودية في مجال التنقيب والإنتاج إلى ملكية فكرية تحتفي بها الصناعة الدولية بانتظام في صورة براءات اختراع وجوائز تكريم. وتستفيد دوائر التنقيب والإنتاج من النتائج الملموسة لهذه الابتكارات يوميًا في حقول الزيت والغاز في أرامكو السعودية.
ولا شك أن الحصول على عديد من براءات الاختراع سنويًا يمثّل إنجازًا كبيرًا للباحثين، لكن حصول باحث واحد على تسع براءات اختراع في سنة واحدة يُعد سابقة في تاريخ الإدارة. فقد كُرِّم الباحث في مجال تقنية الحفر في مركز البحوث المتقدّمة في مركز التنقيب وهندسة البترول، عبدالله اليامي، خلال العام المنصرم نظير عمله الرائد في مجال عزل ثقب البئر وسوائل الحفر والأنظمة المتخصصة.
ويُعرف عن اليامي استهدافه البحوث العملية لمعالجة التحديات الفنية التي تواجهها عمليات الحفر، حيث طُبقت جميع براءاته ميدانيًا، وهو إنجاز كبير لأي مبتكر. ويقول اليامي الذي يعمل لدى أرامكو السعودية منذ 17 سنة: "الأمر يعود لبيئة الابتكار التي يتميَّز بها مركز البحوث المتقدّمة في مركز التنقيب وهندسة البترول والتحديات التي يواجهها المشغلون في حقول الشركة، والتي أدّت إلى هذه السلسلة من الحلول التقنية بالنسبة لي، وبالتالي الحصول على عديد من براءات الاختراع".
سيرة مهنية حافلة
بدأ اليامي حياته المهنية في عام 1998م بعد حصوله على الشهادة الجامعية في الكيمياء. وخلال السنوات الخمس الأولى من عمله في أرامكو السعودية، شغل اليامي عدة وظائف في التنقيب والإنتاج، حيث عمل عالمَ مختبر، ومساعدَ ملاحظ أشغال على أحد أجهزة الحفر، ومهندسًا لصيانة آبار. وعمل عبدالله في عام 2004م في وحدة سوائل الحفر والتثبيت كعالم مختبر يُعالج مشكلات العمل الميدانية. وفي ذلك العام، قرّر عبد الله مواصلة دراسته العليا، وبدأ دراسة الماجستير في هندسة البترول طالبًا غير متفرغ في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حيث كان يدرس في فصول مسائية، وحصل على شهادة الماجستير في هندسة البترول في عام 2007م. وبعدها تم تسجيله في برنامج الدراسات العليا، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة تكساس إيه آند أم في عام 2012م. وهو يعمل حاليًا اخصائي هندسة بترول في مركز البحوث المتقدمة في مركز التنقيب وهندسة البترول ويجري بحوثًا تتعلق بهندسة الحفر.
أحد الأمثلة المطبقة للتقنيات التي ابتكرها اليامي هو تركيبة الطين للأعمال العلاجية التي تمّت بنجاح في بئري غاز مهمتين، حيث أسهمت في استقرارهما وجاهزيتهما للإنتاج. كما استُخدمت تركيبة منع الغاز التي ابتكرها اليامي (الحائزة على براءة اختراع أمريكية) بنجاح في تثبيت أكثر من 20 بئر غاز مهمة، وهي اليوم تنتج الغاز بكميات تجارية. وتتمثل تقنية أخرى يجري تطبيقها بنجاح في سائل حفر فريد يقي من مشكلات انسداد الأنابيب التي يشيع حدوثها مع استخدام سوائل الحفر التقليدية (وهي حاصلة على براءتي اختراع أمريكيتين).
يقف اليامي كقوة دافعة وراء تطوير التقنية الناشئة للأنظمة الاستشارية للحفر الآلي. وقد جرى تعميم استخدام نظام مبكر لكشف الارتداد مباشرة على جميع أجهزة الحفر باستخدام نظام (بترو لينك) للمراقبة بالتعاون مع إدارة خدمات تطبيقات هندسة البترول. وتستند هذه التقنية إلى دراسات اليامي للدكتوراة، وتقوم على استخدام شبكات النظرية الإحصائية الذكية الصناعية، وهي أول خطوة رائدة في تطوير مستشار أشمل للحفر التنبؤي، كما يستدل على ذلك من براءات الاختراع الثمان الممنوحة لليامي مؤخرًا في هذا المجال من البحث.
نقل المعرفة والخبرة
خلال سنوات عمله في أرامكو السعودية، كان اليامي حريصًا على نقل خبرته إلى أعضاء الفريق والمهنيين الشباب. وقد أدى ميله الطبيعي لتحدي نفسه والآخرين، بالإضافة إلى القيادة البحثية التي يتمتع بها، إلى توليه دور الإشراف والإرشاد في برنامج الباحثين الشباب التابع لمركز البحوث المتقدمة في مركز التنقيب وهندسة البترول، حيث ينقل خبرته من خلال إرشاد أربعة فنيي مختبر وخمسة علماء في مجال سوائل الحفر.
وطبّق اليامي دراساته وخبرته مع أرامكو السعودية من خلال كتابة أكثر من 50 نشرة وعرضاً في مؤتمرات حول العالم، وبالمشاركة في تأليف كتاب دراسي بعنوان "الحفر منخفض الضغط: الحدود والنهايات". وأسهم اليامي بصورة فاعلة عبر السنين في حقوق الملكية الفكرية لأرامكو السعودية بتقديم 30 ابتكارًا، حصلت 13 منها على براءات اختراع كانت جميعها في مجال الحفر وإنجاز الآبار.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية