يمتاز حقل منيفة البحري الضخم، الذي بدأ التشغيل في عام 2013م، بقدرته على إنتاج 900 ألف برميل يوميًا من النفط الخام العربي الثقيل، مما يسمح للمملكة المحافظة على مكانتها الرائدة كمورد عالمي للطاقة. ولكن الذي يجعل مشروع منيفة في غاية الأهمية، هو التعاون الجاد بين مهندسي أرامكو السعودية، والمسؤولين في حماية البيئة، وعلماء البيئة، الذي يهدف للمحافظة على النظام البيئي الهش في خليج منيفة، تلك المنطقة التي تشتهر بكونها إحدى أكبر حواضن الأسماك والروبيان في ساحل الخليج العربي.
أثمرت جهود هذا التعاون عن خطة مبتكرة للوصول إلى حقل منيفة، الذي يقع أغلبه في المياه الضحلة، عبر بناء جسر بحري وجسور وطرق فرعية بمواصفات عالمية تربط بين الجزر الصناعية. وأسهمت النماذج المحوسبة لجزر الحفر الـ 27، المتصلة بجسر بحري يبلغ طوله 42 كم و14 جسرًا في استمرار دورة المياه الطبيعية في خليج منيفة، الأمر الذي لعب دورًا في تعزيز التدفق الطبيعي للمياه، لكي يبقى الخليج بيئةً صالحةً لنمو الأسماك والروبيان.
وفي أثناء مرحلة التصميم والبناء وأعمال التجريف في الجزر الصناعية، اتبع مشروع منيفة العملاق خططًا ومعايير بيئية صارمة في جميع الجوانب المتعلقة بالإجراءات البحرية. وشمل ذلك وضع وتركيب جزر للجسر البحري لتجنب الإضرار بالشعب المرجانية الموجودة، دون الإخلال بتلبية متطلبات أعمال الحفر والإنتاج.
الاحتفال بقصة النجاح
بدأت نتائج هذا التعاون الجاد تؤتي ثمارها، حيث وضَّح المتخصصون من جامعة الملك فهد في تقارير متعددة كيف أسهم تصميم الجسر في المحافظة والعمل على تعزيز الدورة الطبيعية لمياه المد والجزر داخل وخارج خليج منيفة.
وأصبحت معدلات الأكسجين المذاب أعلى مما عليه قبل بناء الجسر، مما يجعل تلك المياه الضحلة بيئة صحية للأسماك والروبيان. حيث نمى حجم الشعب المرجانية، وانتشرت على صخور جسر منيفة. كما زادت مروج الأعشاب البحرية، حيث تغطي مساحة أكبر بنسبة %70 مما كانت عليه قبل البناء، وفضلًا عن كونه أبعد ما يكون عن التسبب في إتلاف النظام البيئي الحسّاس لخليج منيفة، فإن الجسر البحري في منيفة يُظهر علامات على تحسن بيئة يرقات وصغار الروبيان وتجمعات الأسماك التي تتخذ من منيفة موطنًا لها.
الالتزام بالمحافظة على البيئة
قدَّم المتخصصون من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن عروضًا وملصقات تحتوي على بيانات دقيقة توضح انتعاش خليج منيفة بعد البناء، استعرض خبراء أرامكو السعودية إطار العمل العام للمحافظة على البيئة في الشركة، بما في ذلك الجهود المستقبلية لتخفيف الأضرار البيئية. وأعطى علاء أبو عرفة، الذي يعمل منسقًا ميدانيًا للالتزام البيئي في إدارة الإنتاج في منيفة، لمحة عامة عن مشروع منيفة والتغييرات التي أدخلت عليه ليكون أكثر رفقًا بالبيئة.
وقدَّم خالد عبدالقادر، وهو مستشار أعلى في إدارة حماية البيئة، عرضًا عن ثلاثة مستويات من الرصد للتحقق من الالتزام باللوائح البيئية الصارمة، ومعظم جهود الحد من الأضرار التي بذلتها الشركة، بما في ذلك بناء ميناء صيد جديد في مدينة دارين الساحلية.
وقال عبد القادر إن أرامكو السعودية أجرت العديد من التعديلات على تصميم مشروع منيفة، وتضمن ذلك إزالة الجزء الشمالي الغربي من الجسر البحري، وبناء جسور في الجوانب الأخرى منه لزيادة دورة المد والجزر، والحد التام من نفايات الحفر من خلال القطع وإعادة الحقن والنقل إلى مواقع أكثر أمانًا على اليابسة، وزراعة أشجار المانغروف، وبناء حواضن للروبيان والشعاب الصناعية لتحفيز عودة الحياة البحرية لطبيعتها بعد انتهاء البناء.
وأضاف عبدالقادر أن إعادة تصميم الجسر البحري لتحفيز دوران المياه كان ناجحًا. فالخطط الأولية للجسر كانت ستبطئ "معدل التدفق" في خليج منيفة إلى 71 يومًا، بدلًا من المعدل الطبيعي البالغ 17 يومًا، ولكن فتح الخليج باتباع تصميم الجسر البحري والجسور، عزز معدل التدفق إلى 15 يومًا. وتظهر بيانات الرصد اليوم أن معدل التدفق الفعلي هو 11 يومًا، أي أكثر مما توقعته النماذج المحوسبة.
وقال عبدالقادر: "يُعد خليج منيفة نظامًا بيئيًا بحريًا منتجًا للغاية، مما يجعل المشروع تحديًا صعبًا. ومن الجيد الحصول على فرصة لتوثيق كل ما أنجز للمحافظة على مشروع مهم مثله لاقتصاد المملكة ولحماية النظام البيئي في منيفة في الوقت نفسه".
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية