الانتقال إلى المحتوى
aramco logo

إطلاق مشروع رائد للأبحاث البيئية في محمية الحياة الفطرية في الشيبة

أخبار|الشيبة|

تماشيًا مع استراتيجية إدارة الإنتاج في الشيبة لبناء الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية المرموقة، أمضى البروفيسور دانييل دافونتشيو وعالمة الأبحاث د. رامونا ماراسكو، من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ثلاثة أيام في الشيبة لتنفيذ أعمال ميدانية بيئية في عمق الصحراء. وتُعَدُّ هذه الجهود بداية رسمية لأبحاث التنوُّع البيولوجي التعاونية في محمية الحياة الفطرية في الشيبة التي أنشأتها أرامكو السعودية.

ويُشار في هذا السياق إلى نمو فصائل نباتات غريبة في أعماق صحراء الربع الخالي على نحو خارج عن المألوف، فقد تمكّنت بضعة فصائل فريدة من النباتات من البقاء، في أماكن هلكت فيها فصائل أخرى، رغم درجات الحرارة المرتفعة في فصل الصيف، التي تصل إلى 50 درجة مئوية، وعدم وجود مياه، وتدني مستوى هطول الأمطار إلى الصفر تقريبًا، إلى جانب عدم توفر المواد العضوية في رمال الصحراء.

وقد تساءل منسق الأعمال والجوانب العلمية في محمية الحياة الفطرية في الشيبة، وين سويتنق: "كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ وما هي الخصائص الفريدة التي تتمتع بها هذه النباتات؟ ولماذا تنمو في بعض مناطق الربع الخالي وتغيب في مناطق أخرى منها؟ لا بد من الإجابة عن هذه الأسئلة لحماية وزيادة أعداد هذه الفصائل النادرة في محمية الحياة الفطرية في الشيبة".

علاقة وطيدة

صرّح ناظر قسم أعمال الإنتاج في الشيبة، سامر العبدالجبار قائلًا: "ترتبط كلّ من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وأرامكو السعودية بعلاقة وطيدة ودائمة. فحالما أكملنا استعدادات المباشرة بالأبحاث البيئية في المحمية في إطار المحافظة على البيئة في الشيبة، كانت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أول جهة نتّصل بها بالطبع. ودائمًا نتطلع للعمل التعاوني على مشروعات أبحاث التنوُّع البيولوجي، والنشر المشترك للنتائج في المستقبل لحماية البيئة الحسّاسة حولنا والارتقاء بها إلى مستوى أعلى".

يُذكر أن دافونتشيو يضطلع بقيادة مختبر البيولوجيا الدقيقة للبيئات القاسية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، الذي يستكشف البيئة الميكروبية في تربة البيئات القاحلة والقاسية. وتشتمل مشروعاته الحالية على دراسات في الصحراء الكبرى وصحراء ناميبيا. ويرى دافونتشيو أن العامل الأساس لبقاء النبتة في الربع الخالي يمكن أن يرجع إلى أصغر الكائنات بما في ذلك البكتيريا والفطريات وغيرها من أشكال الحياة الدقيقة، التي تشكّل وسطًا بكتيريًا يعيش في رمال الصحراء الذهبية.

سرُّ البقاء

شرح دافونتشيو عملية البقاء لمثل هذه النباتات قائلًا: "لنأخذ العشب الرمحي، على سبيل المثال، الذي يُعَدُّ من النباتات الشائعة التي تنتشر في المحمية. هذا العشب يتمتّع بتصميم أوراق خاص فوق سطح الأرض يسمح له بالتقاط الندى الصباحي من الهواء، ومن ثم نقله إلى الجذور تحت سطح الأرض. كما تعيش مجموعات ميكروبات ذات قوام شبيه بالهلام على جذور النبات الرطبة. ويبدو أن أشكال الحياة الميكروبية، في مقابل الرطوبة التي يوفرها النبات المضيف، تنتج وتُقدّم للنبات جميع المواد المغذية وغيرها من المتطلبات التي يحتاجها للبقاء".

وقد قام باحثو جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وحراس محمية الحياة الفطرية في الشيبة، بتثبيت سلسلة من المجسات تحت الأرض لتسجيل الحرارة وغيرها من العوامل البيئية على مدى 6 أشهر، لمعرفة خصائص أحوال التربة، ومقارنتها في المناطق التي تحتوي على الكثبان الرملية والسبخات. وجُمعت أيضًا عيّنات من التربة والجذور والنباتات لتخضع للتحليل في مختبر البيولوجيا الدقيقة للبيئات القاسية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في ثول، لمعرفة ووصف أشكال الحياة الميكروبية الموجودة في محمية الحياة الفطرية في الشيبة للمرة الأولى.

فائدة أعم وأشمل

أوضح سويتنق أن أبحاث البيئة والتنوُّع الحيوي وضعت لتكون من بين الأهداف الأساس للمحمية منذ بداية المشروع، وقال: "لن تسهم المعلومات التي تُجمع من هذا النوع من الأبحاث في تشكيل استراتيجية إدارة المحمية التي ستبنى على البيانات والمبادئ البيئية فحسب، وإنّما ستعمل على فهم آلية عمل الأنظمة البيئية الصحراوية، بشكل عام. وبالتالي، يمكن أن تكون هذه النتائج مصدرًا للتوجيه والاستئناس بها بالنسبة لمشروعات المحافظة على البيئات الصحراوية في شتى أنحاء العالم. ونتيجة لذلك فإن الفائدة البيئية الإجمالية الناتجة عن المشروع تتجاوز حدود المحمية التي تبلغ 636 كيلومترًا مربعًا بكثير.

من الجدير بالذكر ومن المتوقع، أيضًا، إطلاق عدد من الأبحاث، والسعي للتعاون والشراكات الفنية الداخلية والخارجية، مع مؤسسات أكاديمية أخرى داخل محمية الحياة الفطرية في الشيبة على مدى السنوات المقبلة، لرفع مستوى الدراية والوعي بالنظام البيئي في صحراء الشيبة، والإسهام في حماية البيئة الحسّاسة في هذه المنطقة. 

الاستفسارات الإعلامية

جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية

لجميع الاستفسارات الإعلامية، يرجى الضغط هنا.

آخر الأخبار

عرض جميع الأخبار