تناولت مجلة "القافلة" في عدد مارس- أبريل 2017 الصادر مؤخراً، موضوع "القراءة". جاء ذلك في بابها المتميز "جلسة النقاش" التي تجهد أسرة تحرير المجلة في جعلها منبراً لتناول المواضيع المهمة للقارىء العام. فهل نحن نقرأ الكتب التي نشتريها؟ وما الذي تقدمه لنا المكتبات أو المعارض من كتب؟ وهل نحن مجتمعات تقرأ فعلاً؟ وقد شارك في هذه الجلسة عدد من المثقفين المتابعين لحركة التأليف والنشر.
وجاء باب "بداية كلام" ليواكب جلسة النقاش، ويطرح سؤالاً حول معارض الكتب، وما الذي يدفع الناس إلى زيارتها؟ وهل ترضي احتياجاتهم؟ وكانت ردودهم متنوّعة بحسب علاقة كل منهم بخير "صديق في الأنام".
بينما جاءت كلمة رئيس التحرير في افتتاحية العدد عن "صناعة أمل ثقافي"، تحدث فيها عن ولادة هيئتي الثقافة والترفيه، وما تشكلانه من أمل كبير في رسم خريطتنا الثقافية، ودخول عصر ثقافي جديد يمنح الأجيال الجديدة بعداً فكرياً متميزاً يمكنها من تقديم أعمال إبداعية انتظرناها عقوداً.
في حين قدّم غلاف العدد صورة النقوش الصخرية في منطقة "الشويمس"، تلك النقوش التي تعود إلى أكثر من عشرة آلاف عام، مسجلة لدى منظمة اليونيسكو العالمية في قائمة التراث العالمي، حيث يلقي هذا التحقيق "أمام المكتبات الحجرية في السعودية" الضوء على هذه النقوش والرسوم وأنواعها، وأنماط حياة المجتمعات التي خلّفتها.
المستقبل للعلوم
قسم العلوم في هذا العدد من القافلة، طرق باب العناوين المستقبلية في عالم العلوم الواسع ليلقي سؤالاً "هل سيحلم الكومبيوتر"؟ فالحديث عن "ذكاء الآلة" لم ينقطع منذ ظهور الكومبيوتر الأول. وخلال العقد الأخير تحديداً ومع تطوّر الهواتف الذكية وشبكات الاتصال، بدا أن تطبيقات ألكترونية تبشر بذكاء آلي حقيقي، فهي تفهم ما نقول وتحوّل ألفاظنا إلى نصوص، بل يخوض علماء الكومبيوتر اليوم في عوالم الوعي الآلي ليقدموا لنا أجهزة تقوم بما يشبه التخيّل التصويري.
في قسم العلوم جاء موضوع "التاكسي الفضائي" الذي بات حديث علماء الفضاء ورجال الأعمال في الشركات الخاصة على حد سواء، بمعنى أن تاريخ استكشاف الفضاء الذي نعرفه ارتبط دوماً بالإنفاق الحكومي ولكن الأمور أخذت في السنوات القليلة الماضية تتغير شيئاً فشيئاً، وها هو القطاع الخاص يطل برأسه في مجال استكشاف الفضاء، مع ما يعنيه ذلك من منجزات جديدة. بينما جاء موضوع "النار من الماء" ليناقش حلم العلماء في الحصول على الطاقة بأرخص الوسائل ومن أضخم مصدر موجود على وجه الأرض، وهو الماء.
حياتنا اليوم والضجيج
لطالما كان الضجيج موجوداً في الطبيعة. فالأصوات موجودة منذ الأزل وتصدر من كل مكان ويحملها الهواء أينما ذهب. لكن البشر في حال تطوّر دائم منذ الثورة الصناعية حين بدأت الآلات تصدر أصواتها في كل بقاع الأرض وانتشرت وسائل النقل في جميع الأنحاء. هل أضاف هذا ضجيجاً صناعياً على الضجيج الطبيعي. هل أصبح عالمنا أكثر ضجيجاً؟ هذا الموضوع يفتتح قسم "حياتنا اليوم".
وفي نفس القسم تعريف بتخصص جديد هو "الأمن السيبراني"، أي مكافحة الجرائم التي تتم بواسطة الكومبيوتر. ومع ارتفاع معدلات هجومات القرصنة الإلكترونية في مختلف المنشآت والمؤسسات العالمية، لا بد من أن يكون لهذا االتخصص مستقبلاً لامعاً.
كتب مفصلية وحدائق الشرق
في قسم أدب وفنون كان للقافلة وقفة مع "كتب مفصلية" في تاريخ البشر. فمن بين ملايين الكتب التي أنتجتها الإنسانية، ثمة كتب "مفصلية" لعبت دوراً بالغ الأهمية في ربط الحضارات بعضها ببعض، وفي نقل المحتوى الحضاري والمساهمة في التعجيل بالنهوض، واستذكارها مهم للتدليل على أهمية الكتاب من ناحية، وللوقوف على آليات التغيير أو الانتقال الحضاري من ناحية أخرى. وهكذا ينقلنا د. سعد البازعي إلى عالم الكتب التي أثّرت وما زالت في تطور الحضارة البشرية برمتها.
وفي القسم نفسه تأتي "حدائق الشرق التي تمددت غرباً" لتسلط الضوء على تأثير الشرق الساحر، الذي ترك بصمته في كل زاوية من زويا العالم، من خلال حدائقه بدءاً بحدائق بابل المعلقة وانتهاء بعدن والحمراء، وكيف أثرت في حدائق الغرب كحدائق فرساي وشانتيي، التي استلهمتها روحاً ومعنىً وتكويناً، وكيف كان لها الأثر في نشر فن كان من أرقى أشكال التعبير عن نزعة الإنسان إلى الرفاهية.
هندسة وفنون
ويحتفي باب "فنان ومكان" بالمهندس المصري الراحل حسن فتحي، الذي احتفل به قبل أشهر محرك البحث العالمي غوغل. فلهذا المهندس الفنان والإنساني المبدّع إسهامات معمارية مهمة في المملكة وفي بلده الأم مصر وغيرها من بلدان العالم. وقد قام بدراسة معمقة للعمارة الطينية في "الدرعية" قرب الرياض التي زارها أكثر من مرة. واستضاف باب "أقول شعراً" الشاعر عبدالله المحسن الذي كتب نصاً عن أشباح الليل. وكتب د. مصطفى الضبع مقالة نقدية عن رواية القاص جبير المليحان "أبناء الأدهم" بوصفها مدونة سردية لأبطال يحاولون مقاومة عوامل الفناء التي تحيط بهم. ويكتب الشاعر العراقي كاظم خنجر عن الشاعر الذي عليه أن يخرج من فقاعته ويصبح جسداً في الواقع.
وفي باب "فرشاة وإزميل" كانت الزيارة إلى محترف الفنان التشكيلي السعودي زهير طوله. وقد كان لقاؤه بمثابة كتاب مفتوح، فعدا عن مرسمه الذي يشبه معرضاً للوحاته ولوحات أصدقائه وفنانين آخرين، فقد عبّر عن مواقف لافتة مما يجري حالياً على الساحة التشكيلية في المملكة.
الحوادث المرورية... إلى متى؟
في "التقرير" كان لا بد من طرق قضية لم تعد تحتمل التعامي عن نتائجها والخسائر التي تسببها على كل المستويات. إنها الحوادث المرورية التي تؤدي إلى نزف دائم في الأرواح والخسائر المادية في كل دول العالم، فضحاياها يُعدّون على مستوى العالم بالملايين، والخسائر المادية بمئات مليارات الدولارات. وهذه الحوادث هي من صنع البشر، مواطنين وحكومات وهيئات مرور، وحتى شركات صنع السيارات. وفي هذا التقرير، إلقاء ضوء سريع على هذه القضية العالمية.
أهم ملحمة إنسانية
ويتناول "الملف" في هذا العدد إحدى أهم الملاحم الفكرية البشرية، أي الأبجدية، وهي واحدة من أعظم ملاحم التطوّر البشري على الإطلاق. فمنها وبفضلها كتبوا التاريخ، وعلّموا العلماء، وقرضوا الشعر، وسطّروا علوم الحساب والفيزياء والكيمياء والفلك، ورووا أسفارهم في بلاد بعيدة، وعمّموها حتى على بسطاء الناس... فبات يستحيل أن نتصوّر تقدّماً حضارياً، من غير الأبجدية.
ويمكنكم الاطلاع على العدد بكامله وعلى الأعداد السابقة عبر موقعها الإلكتروني: www.qafilah.com.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية