خطوة جديدة من الشركة نحو تحقيق مبادرة المليون شجرة
محمد القحطاني وعدد من أعضاء الإدارة التنفيذية في قطاع التنقيب والإنتاج، يشاركون في زراعة 54000 شجرة في متنزه القُرية البيئي، الذي تم افتتاحه مؤخرًا على شاطئ القُرية. ويُعد المتنزه واحدًا من مواقع مبادرة مليون شجرة التابعة للشركة، والتي تم إطلاقها كجزء من التزام الشركة بخفض انبعاثات الكربون وتحسين التنوّع البيولوجي في المملكة. (تصوير: عبدالعزيز المعيويد)
خطت أرامكو السعودية خطوة حاسمة أخرى نحو التزامها بزراعة مليون شجرة من خلال تدشين زراعة 54000 شجرة في متنزه القُرية البيئي بالقرب من شاطئ القُرية.
شهد حفل الإطلاق، النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج، الأستاذ محمد يحيى القحطاني، كما شارك موظفو إدارة أعمال الزيت في المنطقة الجنوبية وموظفو إدارة حقن مياه البحر في زراعة الأشجار. وتُعد مبادرة المليون شجرة جزءًا من الجهد الطموح الذي تم إطلاقه برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود في شهر مايو 2018م.
مبادرة مليون شجرة
تُعد المبادرة، التي تهدف لزراعة مليون شجرة بحلول عام 2025م، واحدة من الطرق العديدة التي تقوم من خلالها الشركة بلعب دور مؤثر في المحافظة على البيئة في المجتمعات التي نعمل ونعيش فيها، فمن خلال زراعة الأشجار، يمكن للشركة المساعدة في تعزيز التنوّع البيولوجي في المملكة، ودعم النمو الطبيعي للنبات، والذي يمكن أن يدعم الحياة البرية المحلية، والحد من تأثير زحف الرمال على طرقنا. وتمتص الأشجار ثاني أكسيد الكربون وتُطلق الأكسجين، لذا فإن زراعة الأشجار هي طريقة فعالة للحد من انبعاثات الكربون.
وفي كلمته التي ألقاها في حفل غرس الأشجار، أعرب القحطاني عن شكره وتقديره الكبير للإدارات المشاركة في دعم هذا الحدث، وأشاد بعملهم الدؤوب في جعل زراعة الأشجار في متنزه القُرية البيئي حقيقة واقعة. كما أشاد بموظفي الشركة الذين كرسوا وقتهم لزراعة الأشجار لخلق بيئة أفضل لمجتمعاتنا المحلية.
وقال مدير إدارة الإنتاج في شمال الغوار، الأستاذ عبدالعزيز الصالح: «هذه المبادرة النبيلة هي واحدة من أهم المشاريع البيئية الأساسية التي ستعزز التنوع البيولوجي والحياة البرية في المملكة» .
وتأتي «مبادرة أرامكو السعودية البيئية لزراعة مليون شجرة» في أعقاب مشروع الشركة الناجح لزراعة مليوني شجرة من أشجار المنغروف على طول شواطئ ساحل الخليج العربي، والذي تم إنجازه في عام 2017م، وهي تتماشى مع الجهود المستمرة التي تبذلها أرامكو السعودية نحو رعاية التنوّع البيولوجي في المملكة. كما تتسق جهود الشركة للمحافظة على البيئة، مع رؤية السعودية 2030، وكذلك اتفاقيات الأمم المتحدة بشأن المحافظة على التنوع البيولوجي.
لماذا متنزه القُرية البيئي
تم اختيار متنزه القُرية البيئي بعناية من قِبل لجنة فنية من عدد من الجهات المعنية. وعند اكتمال زراعة الأشجار، سيحتضن المتنزه أكبر عدد من الأشجار المحلية في المبادرة إجمالًا، مع زراعة 54000 شجرة محلية على مساحة تبلغ 1.5 كيلومتر مربع. ويقع المتنزه في قلب المنطقة الصناعية التي تضم محطة الكهرباء التابعة لشركة الكهرباء السعودية، ومحطة معالجة مياه البحر، ومصنع ALAR للكيميائيات، ومدينة الدمام الصناعية الثالثة، ومدينة الملك سلمان للطاقة ( سبارك) التي تم وضع حجر الأساس لها مؤخرًا. كل هذه العوامل جعلت اختيار هذا المكان أمرًا محسومًا، ليكون المتنزه بمثابة رئة للتخلص من ثاني أكسيد الكربون الناتج عن هذه المصانع، والحد من تأثيرات غازات الدفيئة في المنطقة. وعندما يتم الانتهاء من زراعة جميع الأشجار، فإن كل شجرة واحدة سوف تتخلص من 20 كيلوغرامًا من ثاني أكسيد الكربون في السنة.
وقد أظهرت الدراسات أن ما يصل إلى 33 ٪ من جميع النباتات والحيوانات المحلية في المملكة معرضة للانقراض، وأحد أهم الطرق لاستعادة التنوّع البيولوجي هو زراعة الأشجار والشجيرات المحلية. فهذه النباتات تساعد في جذب وتحسين معدلات المحافظة على بقاء الحيوانات المحلية.
وقد تم اختيار أربعة أصناف من الأشجار الأصلية للمنتزه، على أساس الاستهلاك المنخفض للمياه، والاحتياج لأقل قدر من الرعاية، والتعايش مع الأملاح الذائبة الكلية الموجودة في إمدادات المياه المحلية. تلك الأنواع الشجرية الأربعة هي أكاسيا جيراردي، وبروسوبيس كويلزيانا، وتاماريكس أفيللا، و تامريكس باسرينوينيديس.
عين على الاستدامة
تم إطلاق مبادرة المليون شجرة التابعة للشركة بهدف الوصول إلى الاستدامة البيئية. وللحد من أي تأثير على المخزون الثمين للمياه الجوفية المحلية، فقد قررت فرق المشروع ري الأشجار باستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة.
يتكون نظام ري الأشجار من أكثر من 250 كيلومتر من أنابيب HDPE، مع النظام الآلي بالكامل، ويتم التحكم فيه عن بعد من بقيق. وستقلل عملية الأتمتة بشكل كبير من الحاجة إلى موظفي البستنة أو الصيانة في متنزه القُرية البيئي.
بالنسبة لموظفي أرامكو السعودية وعائلاتهم، سيكون متنزه القُرية البيئي منطقة ترفيهية جذابة للاسترخاء في الهواء الطلق. وقد يتفاجأ الزوار بملاحظة كيف أن الأشجار لا توفر الظل فحسب، بل تقلل أيضًا من درجات الحرارة في المتنزه، حيث تقلل من تبخر الرطوبة من الأرض وتحد من النتح في الجو. وستساعد الأشجار أيضًا في تعزيز التنوع البيولوجي المحلي، وجذب الطيور وغيرها من الحيوانات البرية.