منتدى أسبار الدولي: أرامكو السعودية شريك استراتيجي وبمشاركة 90 متحدثًا من 17 دولة
صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر يقوم بتكريم أرامكو السعودية على شراكتها الإستراتيجية لمنتدى أسبار، ويتسلَّم درع التكريم خالد الملحم، الثالث من اليسار- وفي يمين الصورة الدكتور فهد العرابي الحارثي.
اختتم منتدى أسبار الدولي فعالياته التي أقيمت على مدار ثلاثة أيام في مدينة الرياض في الفترة من 26 إلى 28 صفر 1440هـ(4 إلى 6 نوفمبر2018م)، برعاية وحضور صاحب السمو الملكي، الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، وبشراكة إستراتيجية مع أرامكو السعودية، حيث شارك أكثر من 90 متحدثًا من 17 دولة، وذلك تحت شعار «عصر المستقبل: السعودية غدًا».
وفي الكلمة التي ألقاها الأمير فيصل بن بندر، وجَّه شكره للقائمين على منتدى أسبار الدولي، متمنيًا لهم دوام التوفيق، كما كرَّم أرامكو السعودية على شراكتها الإستراتيجية للمؤتمر. وأكّد سموه أن مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام له مكانة خاصة لدى إمارة المنطقة، وما عزّز هذه المكانة هو قيامهم بكل ما هو مفيد لأبناء الوطن وشبابه وللإنسان في كل مكان.
وأضاف قائلًا: «إن الإنسان السعودي وصل إلى مستوى عالٍ من التطور والعلم، ويحتاج منا إلى الثقة والدعم، فأحسنوا الظن بالشباب لأن لهم دورًا كبيرًا وقادمًا في كل مرحلة من مراحل هذا الوطن».
أرامكو وصياغة المستقبل
وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح المنتدى، أكّد مدير عام دائرة الشؤون الحكومية في أرامكو السعودية، الأستاذ خالد خليفة الملحم، أن أرامكو السعودية تُسهم في صياغة مستقبل المملكة، وقال: «في أوائل عام 2011م أطلقت الشركة برنامج التحول الإستراتيجي المتسارع الذي سعت من خلاله إلى التحول من شركة زيت وغاز إلى شركة عالمية متكاملة في الطاقة والكيميائيات بحيث تدعم النمو الاقتصادي في المملكة، وتقوي من وضعها التنافسي في الأسواق العالمية.
«وفي ظل التناغم الواضح بين مضمون هذا البرنامج وأهداف رؤية المملكة 2030، نجحت أرامكو السعودية في أن تعزِّز قدراتها من خلال مشاريع كبرى في مجال التنقيب والإنتاج، ومشاريع أخرى لزيادة طاقتها التكريرية ورفعها إلى ما بين 8 و10 ملايين برميل يوميًا بحلول 2030. ولدينا أيضًا سلسلةٌ من المشاريع العملاقة لمضاعفة الطاقة الإنتاجية من الغاز الطبيعي خلال السنوات العشر القادمة، بإذن الله تعالى، فضلاً عن الاستثمارات في صناعة الكيميائيات، التي تهدف إلى الارتقاء بالقيمة المضافة لمواردنا الطبيعية».
وأضاف الملحم: «لما كان البحث والتطوير من الضرورات الحتمية للاحتفاظ بالميزة التنافسية وتحقيق مزيد من القيمة على المدى البعيد، فقد حرصنا على تسريع وتيرة تطوير التقنيات، والإسهام في إرساء منظومة تقنيات متطورة في المملكة، من خلال شبكة المراكز البحثية التابعة للشركة داخل المملكة وخارجها.
واختتم الملحم كلمته قائلًا: «نتيجةً لتلك الجهود أصبحت أرامكو السعودية من أبرز ثلاث شركات عالمية تعمل في مجال الطاقة من حيث تطوير التقنيات، فقد حصدنا في العام الماضي وحتى اليوم 230 براءةَ اختراعٍ، وهي أربعة أضعاف ما حصلنا عليه في عام 2013م، كما ضاعفنا عدد الخبراء في مختبراتنا إلى 1300 عالم، ونعمل على أن نكونَ في المركز الأول عالميًا في هذا القطاع الحيوي».
رعاية ومساندة
وثمَّن رئيس مجلس إدارة المنتدى، الدكتور فهد العرابي الحارثي، ما يلقاه منتدى أسبار الدولي من رعاية كريمة ودعم ومساندة من سمو أمير منطقة الرياض. وقال: «في هذه الدورة الثالثة لمنتدى أسبار الدولي 2018م، سيكون مضمار السباق لعقولكم النيرة هو المستقبل ببشائره وتحدياته المختلفة، فنحن نجتمع هنا اليوم لحوار مع المستقبل وليس حوله»، مؤكدًا أن المملكة «لن تتنازل عن رسالتها في أن تكون الملهم لمحيطها».
من جانبه، أكد معالي وزير التعليم، الدكتور أحمد العيسى، في كلمته التي ألقاها بالنيابة عنه وكيل وزارة التعليم لشؤون البنين، الدكتور نياف بن رشيد الجابري، أن الوزارة تتطلع للتوصيات التي سيخرج بها المنتدى، وستكون تحت نظر مسؤولي الوزارة لدراسة تطبيقها وطرق الاستفادة منها. وبيّن أن وزارة التعليم في المملكة في طور صياغة فلسفة جديدة تعتمد على التعليم المبني على الكفاءات، وهو ما ينطوي على إعادة هندسة عمليات التعليم والتعلم لتطوير المناهج تماشيًا مع التطور التقني.
بدوره قال نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم التقنية لمعاهد البحوث، الدكتور أنس الفارس إن استشراف مستقبل التقنية يتطلب اهتمامًا ورعاية خاصة لتحديد الفرص والتصدي للتحديات، موضحًا أن المدينة قد أدرجت ضمن برامجها الحالية مركزًا للاستشراف التقني يهدف إلى إجراء الدراسات الاستشرافية التقنية، وتقويم المخاطر والفرص المرتبطة بمخرجاتها على برامج التنمية في المملكة.
فيما عدّت نائب رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»، الدكتورة نجاح عشري، منتدى أسبار الدولي من أهم المناسبات الفكرية في المملكة لاهتمامه بإلقاء الضوء على أهم القضايا الاقتصادية والعلمية، كما أنه يمثل فرصة ثمينة لاستشراف المستقبل في شتى المجالات التنموية عالية الأهمية.
من الابتكار للتأثير
وشهد الحفل تدشين معرض «من الابتكار للتأثير» للشركات الناشئة تحت مظلة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، حيث أظهر المعرض جهود الجامعة في تنمية وتعزيز بيئة حاضنة وداعمة لروّاد الأعمال وأصحاب المهارات والأفكار الواعدة من الشباب الوطني.
وضم المعرض أربعة أقسام رئيسة تستعرض مختلف المراحل التي يمرُّ بها روّاد الأعمال والشركات الناشئة، ويتضمّن تصميمات أولية لأبرز الشركات الناشئة التي تحتضنها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ونتائج الأبحاث التي يقوم بها طلبتها وعلماؤها تحديدًا في الموضوعات الإستراتيجية الأربعة: الماء والطاقة والغذاء والبيئة. كما وفر المعرض تجربة تفاعلية للزوار تُمكنهم من معرفة مزيد عن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية.
وشهد المعرض عرض نماذج خلايا شمسية مطورَة عضوية ومرنة يمكن استخدامها على النوافذ وفي مرافق ومواد البناء، وتتميز هذه الخلايا بسهولة استخدامها وكفاءتها أكثر من تلك الموجودة في الألواح الشمسية التقليدية، حيث تساعد على خفض درجات الحرارة داخل المباني، وتولد طاقة أكثر وتقلل من استهلاك الكهرباء، كما تعتمد هذه التقنية الجديدة على التفاعلات غير المتجانسة في أشباه الموصلات المرنة، التي تضم السيلكون والمواد العضوية مما يعني كفاءة الأداء مهما ارتفعت درجة الحرارة، وهي خاصية مثالية للمناطق الحارة.
مستقبل أفضل
وسعى المنتدى في دورته الحالية إلى استشراف مستقبل القطاعات الرئيسة ذات الأولوية على المستوى العالمي، وهي قطاعات التعليم، والصحّة، والطاقة، والتقنية، والبيئة، بوصفها القطاعات التي يعوّل عليها بشكل رئيس لتحقيق مستقبل أكثر رفاهية وازدهارًا للمجتمعات البشرية.
وهو ما عكسه شعار الدورة الحالية للمنتدى «عصر المستقبل: السعودية غدًا» الذي يحمل في طياته كثيرًا من التساؤلات المرتبطة بمستقبل المملكة، ورؤية 2030 وأبرز الآليات التي تُسهم في النهوض بالقطاعات الحيوية التي يتوقّع أن تتزايد أهميتها ويرتفع مستوى تأثيرها في خطط التنمية المستدامة خلال السنوات القادمة.
ومثّل المنتدى فرصة مثالية لاجتماع نخبة من الخبراء والمتخصصين السعوديين والدوليين لعرض أفكارهم ورؤاهم حول المستقبل ومناقشتها، والتباحث في أحدث المستجدات العالمية في المجالات المرتبطة بالقطاعات الرئيسة التي يستهدفها المنتدى، وذلك من خلال مشاركتهم في مجموعة متنوّعة من الفعاليات، كجلسات النقاش والمحاضرات وورش العمل العلمية المتخصّصة، بما يسُهم في الخروج بعدد من التصوّرات والنتائج المهمة.
جلسات المنتدى
تضمنت جلسات المنتدى عددًا من القضايا التي تمحورت حول المستقبل، حيث ناقشت الجلسة الأولى «التعليم في المستقبل»، التي أدارها الدكتور محمد أبو ساق، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الموهبة والإبداع في المستقبل، وتعليم كيفية تقييم الكبار، إضافة إلى إستراتيجية وزارة التعليم لتحقيق رؤية المملكة 2030، وشارك فيها أربعة متحدثين.
بينما ناقشت جلسة «الصحة في المستقبل» الابتكارات المستقبلية التي تعزّز صحة الإنسان وتقيه الأمراض الخطيرة، وكيف يمكن أن تُسهم المملكة في هذه الابتكارات من خلال شبابها وعلمائها. رأس الجلسة الدكتور محمد القنبيط، عضو مجلس الشورى، وشارك فيها خمسة متحدثين.
في حين ناقشت جلسة «التقنية في المستقبل»، التي أدارها الدكتور مشبب القحطاني، مدير معهد الإدارة العامة، كيف يمكن أن تغير التقنية حياتنا في المستقبل، كما عُقدت جلسات أخرى عن مستقبل الوظائف ومستقبل المحافظة على البيئة، بينما شارك مدير مركز البحوث والتطوير في أرامكو السعودية، الأستاذ عمار النحوي، في جلسة مستقبل الطاقة، حيث استعرض خلالها مستقبل الطاقة المتجددة في المملكة والعالم.