في الحد الجنوبي، وعلى بُعد كيلومترات قليلة من الحدود السعودية اليمنية، يُسطر الجنود السعوديون المرابطون على الحدود ملاحم يومية في الدفاع عن الوطن، وتسعى الشركة إلى تنمية هذه المناطق البعيدة في الأعلى، حيث تعانق الجبال السحاب، شيدّت مشروعًا تنمويًا لتشجيع زراعة البن في جبال جازان يستفيد منه أكثر من 500 مُزارع.
يسعى هذا المشروع التنموي بالتعاون مع الجمعية الخيرية في محافظة الداير بجازان وهيئة تطوير وتعمير المناطق الجبلية التابعة لوزارة الداخلية إلى اختيار أكثر مزارع البن احتياجًا، وتم توفير جميع ما تحتاجه هذه المزارع من معدات وأدوات، كما تدّرب أكثر من 500 مُزارع على أحدث طرق استزراع القهوة، وذلك للاستفادة من فرص نمو هذه الصناعة في منطقة جازان، وزيادة إسهاماتها في سوق القهوة بالمملكة، حيث لا يزيد عدد أشجار البن في جازان عن 70 ألف شجرة وتُسهم بـ %1.4 فقط في سوق البن في المملكة.
للمشروع أهداف متعددة
تأتي مبادرة أرامكو السعودية لزراعة وإنتاج البن في جازان ضمن الاهتمام المستمر بزراعة البن في جبال جازان، حيث يحظى البن " الخولاني" الذي تشتهر به جبال جازان باهتمام متزايد، وقد انطلقت مبادرة أرامكو السعودية في مرحلتها الأولى بأهداف متعددة تتمثل في: دراسة إحصائية لواقع زراعة البن في جبال جازان. ورفع مستوى الوعى للمزارعين وكفاءتهم في التعامل مع البن أثناء زراعته والعناية به وحصاده وتسويقه وزيادة نسبة إنتاج البن. كما تم تزويد المزارعين بخزانات المياه اللازمة للزراعة، وهي العقبة التي كانت تمنع الزراعة خلال السنوات الماضية، نظرًا لشح المياه وصعوبة وصولها للمناطق الجبلية المرتفعة.
ففي المرحلة الأولى تم عمل دراسة إحصائية لزراعة البن في جبال جازان، تضمنت معلومات تفصيلية حول المزارعين، وشملت 563 مزارعًا للتعرف على احتياجات النهوض بزراعة البن في المنطقة. وفي المرحلة الثانية، والخاصة برفع وعي المزارعين، فقد تم تصميم وتنفيذ برنامج تدريبي يتطرق لأفضل الممارسات الزراعية شملت تنظيم 15 دورة تدريبية، تناولت مقدمة عن زراعة البن وكيفية زراعة شتلات البن وتغذية النبات والحشرات والقضاء على الأمراض ومقاومتها ثم تطبيق كل هذا بشكل عملي في يوم الحقل، كما تم تصميم وتنفيذ برنامج تدريبي للتعامل مع البن قبل الحصاد وبعده، شملت عشر دورات، وتضمنت أفضل ممارسات الحصاد، والمعايير الدولية لجودة البن وإدارة المحصول وكيفية تخزينه، وإجراء تطبيق عملي.
تم اصدار دليل حقلي مطبوع، ليكون مرجعًا كاملًا للمزارع في كافة الأعمال الزراعية ويقدم له حلولًا عملية لأبرز المشكلات التي تواجهه في الزراعة والعناية بشجرة البن وذلك من خلال لغة بسيطة ومفهومة للمزارع.
المرحلة الثالثة
قبل البدء في تنفيذ المرحلة الثالثة من البرنامج، فقد تم عقد لقاءات مع المزارعين لتوضيح آلية وشروط الاستفادة من البرنامج، وفي هذه المرحلة أيضًا اختيرت 76 مزرعة لبدء استصلاح الأراضي وزراعتها، ثم غُرست 8451 شتلة في هذه المزارع، وتركيب 8451 نقطة ري، وعلى ذلك تم توزيع 76 خزان مياه بسعة 15 طنًا.
يقول مدير الجمعية الخيرية في محافظة الداير، محمد المالكي، والمشاركة في تنفيذ المشروع:
"هناك عدة آثار إيجابية لهذا المشروع تتضمن:
• زيادة إنتاج البن إلى الضعف بمشيئة الله.
• توفير المزيد من فرص العمل للشباب السعودي في هذه المزارع.
• تنفيذ الاستصلاح للمزارع تحت الإشراف الهندسي.
• توجه الشباب لفكرة إنتاج البن وتسويقه.
• وجود داعم رئيس وقوي مثل أرامكو السعودية يزيد من حماس المزارعين ويدفعهم لإعادة إحياء جزء من مزارعهم المهجورة.
• ترسيخ عادات الاطلاع على أفضل أساليب زراعة البن".
أثر المبادرة على مزارعي الداير
جابر أحمد السلمي، أحد مستفيدي المشروع يقول: منذ فترة وقبل تنفيذ هذه المبادرة، كانت المياه هي أكبر مشكلاتنا، فكيف يمكن الاعتماد فقط على مياه الأمطار لري أشجار البن على هذا الارتفاع الشاهق، وكيف يمكن شراء المياه من خلال الشاحنات وهي مرتفعة الثمن بسبب الممرات الجبلية الصعبة، التي يضطر السائق لعبورها. لذا أحجم الكثير من الناس عن زراعة البن في هذه الجبال المرتفعة رغم أنها أفضل مكان لزراعته. من هنا جاءت أهمية مبادرة أرامكو السعودية في توفير خزانات المياه وتوصيلها للمزارعين في أعالي الجبال وتمديد شبكات للري، التي أدت إلى ظهور المساحات الخضراء مرة أخرى في الجبال وازدهار أشجار البن بفضل هذه المبادرة، فعلى سبيل المثال يوجد في أرضي حاليًا 100 شتلة و100 شبكة ري وخزان مياه واحد.
ويضيف حسن سلمان المالكي، من محافظة الداير وأحد المستفيدين من المشروع: فُرص العمل المتاحة في المنطقة تتمحور جميعها حول زراعة البن، فالمنطقة جبلية والارتفاع شاهق ولا توجد أي فرصة للزراعة إلا مع هطول الأمطار، لذلك كانت المبادرة فرصة جيدة للحصول على مصدر مياه دائم لزراعة الأرض، وقد ساعدتنا المبادرة على تشغيل أفراد أسرتي، وكذلك عدد من الشباب في زراعة الأرض والاعتناء بالأشجار، خاصة أن أشجار البن في حاجة مستمرة للرعاية لحصاد محصول جيد.
يؤكد يحيى حسين الكبيشي، مستفيد آخر من المبادرة: لقد تغيرت حياتي تمامًا بعد هذه المبادرة، ففي الماضي كُنت مضطرًا للعمل لدى أصحاب المزارع الكبرى للإنفاق على أسرتي رغم أني أملك قطعة أرض من أجود الأراضي الصالحة لزراعة البن، ولكن غياب مصدر المياه جعلني مضطرًا لإهمال زراعتها، أما الآن فقد أصبحت صاحب عمل وليس عاملًا عند الغير، حياة أبنائي تغيرت تمامًا إذ أصبحوا يركزون أكثر على دروسهم بدلًا من مساعدتي في العمل عند الغير.
مفرح ماطر العليلي، أحد مستفيدي المبادرة، يشير إلى أهمية تسويق الإنتاج، وهو أحد عناصر المبادرة، حيث يؤكد أن أغلب المرات التي زرع فيها البن اضطر إلى تسويقه بنفسه ولم يحصل على السعر الذي يستحقه، لكن تسويق الإنتاج أسهم في جعل المزارع يحصل على ما يستحقه إنتاجه من ثمن، مما يساعد في تشجيعه على زيادة الإنتاج.
أخيرًا يقول يحيى سلمان النخيفي، من المستفيدين من المشروع: نقطة أخرى مهمة تمثلت في التدريب الذي يحصل عليه المزارعون من المبادرة، فبجانب ندرة المياه وأهمية ما تقدمه أرامكو السعودية من خزانات مياه تسمح بالزراعة على مدار العام، فإن التدريب قد حسَّن من جودة الزراعة، وكذلك نوعية الشتلات التي زودتنا بها أرامكو السعودية أسهمت في تحسين الإنتاج بشكل كبير.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية