توشحت القافلة باللون الأخضر في عددها الصادر حديثًا لشهري سبتمبر / أكتوبر 2018م، حيث غلب الأخضر على غلافها الذي تتوسطه راية التوحيد، فيما ظهرت في الخلفية صورة ملتقطة من الفضاء لأرض المملكة العربية السعودية. وضم هذا العدد مشاركات خُصصت للاحتفال باليوم الوطني الثامن والثمانين، إلى جانب باقة متجددة من المقالات العلمية والأدبية والمعرفية.
ذكاء الجغرافيا السعودية
في افتتاحية العدد، التي عنوانها «اليوم الوطني وشهود المعرفة»، كتب رئيس التحرير: "في عامها الـخامس والستين تشارك مجلة القافلة في احتفالات اليوم الوطني الثامن والثمانين، وتصور مشروعًا سعوديًا فريدًا من نوعه، يُدلل على ذكاء التعامل مع الجغرافيا السعودية؛ إنه مشروع «نيوم» الذي يجري الآن في شمال غرب المملكة، ويحتفل مع الوطن للمرة الأولى هذا العام باليوم الوطني"، كما استطلع هذا المشروع ضمن باب حياتنا اليوم، تحت عنوان «نيوم: عبقرية المكان والقرار.. ذكاء الجغرافيا السعودية»، في حين استرجعت زاوية «ذاكرة القافلة» أيضًا ذكرى اليوم الوطني من عددٍ خاص صدر في يناير/ فبراير 1999م، بمناسبة الاحتفال بمرور مئة سنة على دخول جلالة الملك عبد العزيز –طيب الله ثراه - إلى الرياض، ومن بين المقالات والتحقيقات التي تضمَّنها ذلك العدد، قدّمت استطلاعًا بعنوان «الرياض تتقلّد عقدها الماسي»، وأوردت مقتطفات منه.قصص الأناشيد الوطنية
وفي ذات السياق، بحث ملف العدد في عوالم الأناشيد الوطنية، متنقلًا بين تنويعاتها المعرفية. معتبرًا أن لكل نشيد وطني عالمه الخاص نشأةً وتطورًا وخلفية، كما هو حال الوطن الذي ينشده. وخصص الملف زاوية عن النشيد الوطني السعودي وقصته، حيث يروي المؤرَّخون، أن فكرة النشيد بدأت من وزير الدفاع في ذلك الحين الأمير منصور بن عبدالعزيز –رحمه الله-، الذي أشرف على تأسيس موسيقى الجيش... ومضت السنوات حتى عهد الملك خالد –رحمه الله-، الذي أمر بأن يتحوّل السلام الملكي السعودي إلى نشيد وطني ليُعزَف في المناسبات الرسمية والوطنيّة أسوة بباقي الدول.غير أن زاوية «سينما سعودية» لم تبتعد عن حب الوطن، إذ استعرضت فيلم "جليد" الذي يصور رحلة سعوديين إلى القطب الشمالي، متحدّين الأخطار المحدقة بهم، ومنجزين المتطلبات العصية التي تفرضها المهمة عليهم، ورافعين بذلك علم المملكة في أقصى أنحاء العالم، ولا سيما أن المغامرَين ومخرج الفيلم قد نفذوا هذه الرحلة إعلاءً لاسم الوطن ومليكه.
جلسة نقاش عن الترجمة
وقدَّمت أبواب المجلة الأخرى الجديد في عالم المعرفة، إذ ناقشت جلسة النقاش التي عقدتها المجلة في بيروت، وشارك فيها عدد من الأكاديميين والمترجمين، الترجمة وطبيعة عمل المترجم والمؤهلات التي يجب أن يتمتع بها والمسارات الواجب اتباعها كي تؤدي الترجمة النتيجة المتوخاة منها.C22 Image Carousel
JSS component is missing React implementation. See the developer console for more information.
مستقبل العلم
وفي باب «علوم وطاقة» تساءل الكاتب حسن خاطر "ماذا بعد عصر السيلكون؟" مقررًا أن عصر الكمبيوتر لم يبدأ بعد. فما لدينا حتى الآن هو مجرد ألعاب صغيرة لا تختلف كثيرًا عن عدّادات الأطفال، فالجيل الرابع الحالي من الكمبيوتر، والمعتمد في معالجاته الدقيقة على السيليكون، بات على وشك إخلاء المجال لجيل آخرَ مختلف، ستبدو معه الإنجازات الباهرة للثورة الرقمية الحالية شيئًا ينتمي إلى عالم قديم.وكتب أمين نجيب عن «الأبنية المكتفية ذاتيًا بالطاقة»، ويذكر أن نسبة قاطني المدن حاليًا تُمثل أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، كما تجمع كثير من الإحصاءات على أن المباني السكنية تستهلك حوالي 40% من مجمل موارد الطاقة في العالم، و25% من مجمل استهلاك المياه، لهذا تصبح مشكلة تحسين كفاءة استهلاك وإنتاج الطاقة في هذه المباني، مهمةً للغاية.
أما فاصل «عين وعدسة» في هذا العدد فقد قدَّم المصور الفوتوغرافي رشود الحارثي، عددًا من الصور الجميلة لمحافظة «رجال ألمع». فيما كتب حسن آل عامر، مشاهداته عن تلك المنطقة، وعنونها «يوم في رجال ألمع»، تنقل فيها بين الجبال والأودية والحصون والقلاع، وعرّج بالحديث على الغطاء النباتي في المنطقة.
رحيل حنا مينة وذاتية الإبداع
في فضاء الأدب والفنون كتب ناصر كامل، عن الأديب السوري حنا مينة، فقال: حين نشرت صحف ووسائل إعلامية وصية حنا مينة، لم يعتن أحد بالبحث في الأسئلة التي يثيرها نص الوصية التي حملت عبارة: "لا تذيعوا خبر موتي"، والأسئلة التي تثيرها: ما المعنى الذي يريد حنا أن نعرفه منها؟ ما هي دوافعه ومسوغاته؟ وهل يحقّق المعنيون بوصية الرجل؟وكتبت حزامة حبايب، "الإبداع شأنًا ذاتيًا". وتذكر أنه حين نتحدّثُ عن "الذاتي" فإنّنا نشير، مثاليًّا، إلى "شخص "المبدع، ككاتب أو فنان؛ إلى "ذاته" الشخصية وذاته التي هي نتاج الحياة أو شريحة منها، وتقول إنّ النصَّ الإبداعي، يحتوي على مقتطفٌ من تاريخ صاحبه وشريطٌ من جغرافيّته، وقطعةٌ من قماشة وجوده.
فرشاة حلمي التوني ومحطات هيروشيجي
أما في زاوية «فرشاة وأزميل» فقد كتبت منى الأمين، مقالة بعنوان «الفنان حلمي التوني..السوريالي الشعبي المتفائل» تحدثت عن العوالم الثرية والمتنوعة لهذا الفنان التشكيلي المصري، مشيرةً إلى أنه ربما تكون شخصية حَنان وأمها في القصة التي ألَّفها التوني خير مفتاح للشفرات المستعصية في عوالمه، كما أنها تحمل في طياتها دلائل على توجهات وأفكار وجماليات هذه العوالم.وختامًا في زاوية «فنان ومكان» يعرفنا عبود عطية، على الفنان الياباني أوتاغاوا هيروشيجي، الذي يُعد واحدًا من أكثر الفنانين اليابانيين تأثيرًا على الفن الحديث في بلاده وفي أوروبا والعالم الغربي، إذ قد رسم نحو ثمانمائة لوحة، من أشهر ها المجموعة المسماة »المحطات الثلاث والخمسون على طريق توكايدو». ويجمع المؤرخون على أن أعماله هذه كان لها أثرها الكبير في ظهور الحركة الانطباعية.