الخويطر يسلّط الضوء على الاقتصاد الدائري منخفض الكربون في المؤتمر والمعرض الدولي للكيمياء في الصناعة
أحمد الخويطر يتحدّث عن الاقتصاد الدائري، الذي يعتمد على خفض الاستهلاك وإعادة الاستخدام والتدوير، خلال حلقة نقاش رئيسة، في المؤتمر والمعرض الدولي الحادي عشر للكيمياء في الصناعة.
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس مجلس الوزراء في مملكة البحرين، عُقد، الأسبوع الماضي، المؤتمر والمعرض الدولي الحادي عشر للكيمياء في الصناعة (كيمندكس) لعام 2019م.
وتمحور مؤتمر هذا العام، الذي نظّمه الفرع السعودي العالمي لعلوم الكيمياء، التابع لجمعية الكيمياء الأمريكية، حول (صنع حلول تقنية رائدة من خلال مواد مبتكرة).
وتضمّن المؤتمر خمسة موضوعات رئيسة، هي: المواد المبتكرة في المدن والصناعات المستقبلية، والتحوُّل الرقمي، والحلول الرائدة في مجال التكرير والكيميائيات، والحلول التقنية في مجال التنقيب والإنتاج، والاقتصاد الدائري منخفض الكربون واستدامته.
وقد جرى مناقشة هذه الموضوعات من خلال ثلاث حلقات نقاش جمعت مسؤولين تنفيذيين بارزين، بالإضافة إلى خمس كلمات رئيسة، و120 عرضًا تقنيًا، وما يقرب من 100 ملصق بحثي، وأكثر من 35 جلسة تقنية في مختلف التخصّصات.
الاقتصاد الدائري منخفض الكربون
وخلال حلقة نقاش رئيسة خلال المؤتمر، تحدّث كبير الإداريين التقنيين في أرامكو السعودية، ورئيس المجلس الاستشاري التنفيذي للمؤتمر، الأستاذ أحمد الخويطر، عن رؤية قطاع النفط والغاز حول مفهوم الاقتصاد الدائري منخفض الكربون.
وعرّف الخويطر مفهوم الاقتصاد الدائري منخفض الكربون بأنه يمثّل التحوُّل من نموذج خطي تُستخدَم فيه المواد، ثم يُتخلّصُ منها، إلى نسق دائري يعتمد على خفض الاستهلاك، وإعادة الاستخدام والتدوير.
ولتدوير الكربون، يجب استخلاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناشئة من احتراق الهيدروكربونات، وإعادة استخدامها وتدويرها، بتحويلها إلى صور أخرى من الطاقة، لإتمام دورة الكربون بكفاءة.
إلى جانب ذلك، شدّد الخويطر على أهميّة الدور الذي يضطلع به النفط والغاز في دعم الاقتصاد العالمي، من خلال الطاقة التي تزوّد المصانع وحركة النقل، وتُسهم في نمو المجتمعات وازدهارها. وأشار الخويطر إلى أن الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة من شأنها أن تحقّق أثرًا إيجابيًا في هذا الإطار، قائلًا: «بدون هذه الطاقة الخالية من الكربون، لن يكون بمقدورك إعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون».
وذكر الخويطر أن هذا المفهوم يُقدِّم خيارًا مهمًّا لتحقيق توازن بين احتياج المجتمع وحماية البيئة، وأن الاعتماد على مجرد تقليل الانبعاثات وإعادة تدويرها لا يُعدُّ كافيًا في هذا الصدد.
وقال الخويطر إنّه يمكن إزالة الكربون باتباع الطرق التقليدية، كزراعة الغابات، أو عن طريق الوسائل الصناعية، ذاكرًا أن الهدف هو تحقيق توازن بين معدّل إنتاج انبعاثات الكربون، ومعدّل خفضها وإعادة تدويرها وإزالتها.
محاكاة الطبيعة
وقال الخويطر: «يُعدُّ تحقيق التوازن الكربوني أمرًا من صميم الطبيعة. لذا، فإن كلَّ ما يتطلّبه الأمر لضمان تناغم نظمنا الاقتصادية مع الطبيعة، هو استعادة هذا التوازن الكربوني؛ وهذا ما تقوم به الأرض منذ مليارات السنين. ونحن نسعى لأن نتمكَّن من محاكاتها في ذلك».
وسلَّط الخويطر الضوء على مبادرات أرامكو السعودية في إطار التحوُّل للاقتصاد الدائري، من خلال الحدّ من ثاني أكسيد الكربون، وإعادة تدويره وإزالته. وقد نفَّذت الشركة عددًا من المبادرات لتخفيض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمالها، بدءًا من الثمانينيات، عندما قامت بخفض تدريجي سنوي لمعدَّلات حرق الغاز الطبيعي، وتعهدَّت بالقضاء عليه بالكامل، بحلول عام 2030م، بالإضافة إلى تطبيقها لبرنامج شامل لإدارة الطاقة.
وإلى جانب هذه الأعمال، تتعاون أرامكو السعودية مع شركات تصنيع محرِّكات السيارات، من أجل رفع كفاءة هذه المحرِّكات، وجعلها أقدر على تقليل الانبعاثات الناتجة عن استخدام الوقود الهيدروكربوني، كما تعمل الشركة مع عدد من الشركاء لتطوير تقنيات لاستخلاص الكربون وتخزينه، يُمكن توظيفها في السيارات والشاحنات، حيث يُفرَّغ ثاني أكسيد الكربون في محطات تعبة الوقود، حتى يُعاد تدويره إلى صورة أخرى من صور الطاقة.
وتتمثّل آخر التطوُّرات فيما يتعلق بهذا البرنامج، في نجاح تجربة أُجريت على تقنية تُوظَّف في الشاحنات الثقيلة، لاستخلاص وتخزين E من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من عادم المحرّك.
وفيما يتعلَّق بإزالة ثاني أكسيد الكربون، تقوم أرامكو السعودية باحتجاز 800 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وتوظيفها لتحسين استخلاص النفط في حقل العثمانية. كما تختبر الشركة، أيضًا، خيارات أخرى لاحتجاز الكربون، من بينها إزالة ثاني أكسيد الكربون مباشرةً من الهواء على نطاق صناعي.
وقد تحدَّث الخويطر، أيضًا، عن المشاريع البحثية المستمرِّة لأرامكو السعودية، التي تهدف إلى إحراز تقدُّم في الكيمياء وعلوم المواد، لتمكين التحويل المباشر للنفط إلى مواد كيميائية، ليُسهم ذلك في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، واستخلاصه وتخزينه بكفاءة، وتحقيق مستوى أعلى من إعادة تدوير الكربون.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية