معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز 2019م
محمد القحطاني يقدِّم كلمته التي تناولت موضوع الطبيعة المتجدِّدة لما تعنيه المرونة في صناعة النفط والغاز، وذلك أثناء الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
أثناء معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز 2019 الذي انعقد في مدينة المنامة، عاصمة مملكة البحرين في الفترة من 11 إلى 14 رجب 1440هـ (١٨ - ٢١ مارس 2019م)، قال النائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية، الأستاذ محمد يحيى القحطاني، للمشاركين في المؤتمر إن أخذ الاعتبار لـ«الطبيعة المتجدّدة لما تعنيه المرونة في صناعتنا» أمر له أهميته في إعادة صياغة المستقبل. وأضاف: «إنه يجب على الصناعة أن تستجيب لحقيقة إعادة تعريف القائمين على تمكين المرونة والربحية والقابلية للتكيف والاستدامة شأنهم في ذلك شأن مجال الطاقة نفسه».
ودعا القحطاني لأن تكون الصناعة أذكى مما هي عليه الآن، ووضع ثلاثة عناصر يمكن أخذها بعين الاعتبار لتحقيق هذا الهدف، وليس بالضرورة الاقتصار على التقنية، وهي الهندسة، وعلوم الأرض، وإدارة المشاريع العملاقة، وهذا هو صميم عملنا، أو بالأحرى ذكاؤنا الإدراكي وقدرتنا على التعلم والفهم، إن صح التعبير. وقد جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر.
واقترح القحطاني أن ثمَّة عوامل أخرى يجدر بنا التركيز عليها، مثل القدرة على التمييز بين العواطف، التي تأخذ بعين الاعتبار تطوير الذكاء العاطفي، لفهم وتلبية توقعات المجتمع بشكل أفضل، والقدرة على الإبداع التي قد تشهد تركيزًا متجدّدًا على مزايا التكلفة والتنافسية.
فرصة فريدة وتاريخية
أما فيما يخص القدرة على التعلُّم والفهم، قال القحطاني إن قطاع النفط والغاز أمامه فرصة فريدة وتاريخية ليتبوأ مركز الصدارة من الثورة الصناعية الرابعة. وأضاف: «ونحن بصفتنا أرباب هذا القطاع، لدينا كم هائل من البيانات عن الزلازل والإنتاج والوظائف الميكانيكية والكهربائية، وباستطاعتنا استخراج من جهاز حفر أو معمل غاز واحد ما يصل إلى عدة تيرابايت من البيانات يوميًا، لكننا لن نتمكن من الاستفادة إلّا من قسم صغير منه فقط. فعن طريق تطبيق تقنيات جديدة على البيانات التي نقوم بجمعها بالفعل، يمكننا تغيير قواعد المنافسة».
وذكر على سبيل المثال أنه في مجال التنقيب، يُمكن عن طريق تلقين الآلات والذكاء الاصطناعي فحص كميات هائلة من البيانات السيزمية ثلاثية الأبعاد ورباعية الأبعاد لاستخلاص ميزات لا تراها عين الإنسان. وقال القحطاني إن قطاع الحفر، يجب أن يمتلك أجهزة حفر آلية بالكامل لتعزيز الأداء والسلامة والكفاءة. ويضيف: «ونحن كصناعة يجب علينا استعادة شغفنا بالابتكار، لأن هناك تقنيات في متناول أيدينا يمكنها أن تحوّل الخيال العلمي إلى حقائق علمية».
وقال القحطاني، لطالما كان لاضطراب السوق تأثير دائم على الاستثمار، ويجب علينا عكس هذا الاتجاه، لأنني أعتقد أن تراجع الاستثمار هو أكبر تهديد لنجاحنا في المستقبل». كما اقترح أن المفتاح في جعل الابتكار ينجح على نطاق واسع هو التعاون وليس العزلة. مضيفًا: «وسواء كان انتشارًا تجريبيًا على نطاق كامل مع شركة روبوتات رائدة أو مجرد تعاون مع جامعة بشأن أحد الخوارزميات الصعبة، فإنه يجب علينا تحويل قطاعنا بالعمل المشترك».
الإسهام في التطور الإنساني
وفيما يتعلق بالذكاء العاطفي، قال القحطاني إن شركات الطاقة المستقبلية الناجحة هي التي تُسهم في تقدم البشر، سواء أكانوا مستهلكين أم موظفين، أم إمدادات، أم جهات حكومية، أم جهات تنظيمية، أم مجتمعات.
وأضاف القحطاني إن الاهتمام بشكل خاص بتغير المناخ، وتوفير تقنيات تقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الهيدروكربونات أمر حتمي، وعلى القطاع أن ينقل لغيره، وبشكل أفضل، ما يتخذه من إجراءات وما يحرزه من تقدّم، حيث قال: «يجب علينا مساعدة المعنيين على إدراك أننا جزء من الحل».
التركيز على التكلفة والقيمة
وفيما يتعلق بالذكاء الابتكاري، قال القحطاني إن تجديد التركيز على التكلفة والقيمة، سوف يساعد في بناء ميزة تنافسية واضحة والاستفادة منها. وأضاف إن التوسع لأقصى حد في مجالات المزايا التنافسية والتميّز على منافسينا أمر بالغ الأهمية لزيادة عناصر القيمة المقترحة لسلعنا وخدماتنا». وأشار القحطاني إلى أنه في عالم الغد، الذي يبشر بمستوى تنافسي أعلى، لن يسود إلّا الأفضل، قائلًا: «إن إعادة صياغة مفهوم المرونة سوف يُعيد صياغة المستقبل، وهذا بالنسبة لي يعني الاجتهاد بحصافة في ذكائنا العاطفي، وذكائنا الابتكاري كما كنا نفعل دائمًا مع ذكائنا الإدراكي، فإذا فعلنا ذلك، فإنني على يقين من أنّ هذا القطاع الكبير سوف يستمر في النمو وتحقيق الربح وتبوأ مركز رئيس في مسيرة التقدم البشري لأجيال مقبلة.
والجدير بالذكر، أن معرض ومؤتمر الشرق الأوسط للنفط والغاز 2019 كان كالعهد به دائمًا، فهو منصة محورية لتبادل المعرفة. فقد تضمّن برنامجه الفني الذي استمر ثلاثة أيام 50 جلسة قُدم خلالها أكثر من 450 بحثًا وقع عليها الاختيار من بين 2187 ملخصًا مقبولًا. وبلغ عدد الأجنحة لأول مرة في منطقة المعرض 101 جناحًا، وحضر المؤتمر أكثر من 10200 شخص يمثلون 190 شركة من 25 دولة، وكان ذلك رقمًا قياسيًا.