الشركة تشارك في المنتدى والمعرض التاسع للتقدُّم البيئي في الصناعات البترولية والبتروكيميائية
صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أثناء تشريفه افتتاح المنتدى والمعرض التاسع للتقدُّم البيئي في الصناعات البترولية والبتروكيميائية، الذي نظمته جمعية تقنية وإدارة البيئة تحت شعار «تقنيات مبتكرة لتحقيق الاستدامة البيئية»، ويبدو أحمد السعدي أثناء إلقائه كلمته في المنتدى التي أكد فيها جهود أرامكو السعودية لاستهداف تقليص الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أعمالها المتنوعة.تصوير
افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية يوم الثلاثاء الماضي 14 جمادى الآخرة 1440 هـ (19 فبراير 2019م)، المنتدى والمعرض التاسع للتقدُّم البيئي في الصناعات البترولية والبتروكيميائية، الذي نظمته جمعية تقنية وإدارة البيئة تحت شعار «تقنيات مبتكرة لتحقيق الاستدامة البيئية»، وتستمر فعالياته حتى اليوم الخميس.
تعزيز الشراكة والتصدي للتحديات البيئية
وقد ألقى رئيس منتدى التقدُّم البيئي في صناعة البترول والبتروكيميائيات 2019 الدكتور عمر عبدالحميد كلمة، أشار فيها إلى أنه قد مضى 25 عامًا على انعقاد هذا المنتدى للمرة الأولى، الذي يُركز على تعزيز التقدُّم البيئي في صناعة البترول والبتروكيميائيات في منطقة الخليج.
وبيّن الدكتور عبدالحميد أن المنتدى يُسلط الضوء على «تقنيات مبتكرة لتحقيق الاستدامة البيئية» التي تزايدت أهميتها في الآونة الأخيرة بوصفها الركيزة التي يقوم عليها استمرار التطور في المنطقة والعالم، ودور الحلول المبتكرة والتقدُّم التقني، والاطلاع على أفضل الممارسات، وتعزيز الشراكة بين مختلف الأطراف المعنية من أجل التصدي للتحديات البيئية ودعم أهداف الاستدامة ومتطلباتها في الحاضر والمستقبل.
وأضاف الدكتور عبدالحميد أن المنتدى يناقش موضوعات حيوية، حيث يتضمَّن البرنامج تقديم أكثر من 100 عرض توضيحي تقني ونحو 40 ورقة علمية من خلال معارض الملصقات البحثية سيجري من خلال المنتدى مناقشة مختلف المجالات البيئية التي تمثل أهمية كبيرة للمنطقة وصناعة البترول والبتروكيميائيات مثل تغيّر المناخ، المحافظة على المياه، وإدارة مياه الصرف، ومراقبة تلوث الهواء والحد منه، والمحافظة على التنوُّع البيولوجي، وحماية البيئة البحرية، والتقييم الاقتصادي للأنظمة البيئية الطبيعية، والصحة المهنية والبيئية، مشيرًا إلى أن البرنامج يتضمن ست ورش تمهيدية في موضوع المنتدى تستهدف تعزيز الإثراء التقني للمهنيين في مجال البيئة، بمشاركة متحدثين ومشاركين من 12 دولة من مختلف أنحاء العالم، يمثلون شركات البترول والبتروكيميائيات، والجهات الحكومية والأكاديمية، ومنظمات البحث والتطوير، ومطوِّري التقنيات، وشركات الاستشارات البيئية، ومقدِّمي الخدمات البيئية، وغيرهم من الأطراف المعنية.
نحو تحقيق الاستدامة البيئية
من جهته ألقى النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية أحمد السعدي كلمة أرامكو السعودية أكد فيها أن منتدى التقدُّم البيئي في صناعة البترول والبتروكيميائيات فرصة ثمينة لاستشراف عديد من الآليات والعوامل التي تمكِّن قطاع الطاقة من الاستمرار في العمل نحو تحقيق الاستدامة البيئية، وحماية التنوُّع البيولوجي، والاستجابة في الوقت نفسه لاحتياجات العالم المتزايدة من الطاقة لدفع عجلة الازدهار والنمو الاقتصادي، مشيرًا إلى أن هذا النهج يشكِّل امتدادًا لرؤية أرامكو السعودية وسياستها البيئية الرائدة التي تتبناها من نشأتها، التي لا تقتصر بأي حالٍ على إدارة مرافق الشركة بطريقة تحمي البيئة وتضمن صحة الإنسان وسلامته فقط؛ بل تشمل أيضًا الارتقاء بمستوى الحياة ونوعيتها في جميع المواقع التي تعمل بها أرامكو السعودية.
أهداف اتفاق باريس لعام 2015م
وأكد السعدي أن تركيز برامج المحافظة على البيئة منصبًّا على التصدي للتحديات التي يواجهها قطاع الطاقة، ومنها تطوير أنواع الوقود النظيف وإدارة الكربون، وضمان جودة الهواء والماء، وإدارة النفايات، وحماية الحياة البحرية، والصحة البيئية، والحماية من الإشعاعات، وجاهزية التعامل مع حوادث التسرب النفطي، وغيرها من الجوانب المتعلقة بأعمال التشغيل، مؤكدًا على أن ظاهرة تغير المناخ تمثل تحديًا كبيرًا أمام قطاع النفط والغاز في سبيل تحقيق الأهداف الطموحة التي حددها اتفاق باريس لعام 2015م، والمتجسدة في توفير الطاقة لتلبية النمو الاقتصادي العالمي والعمل في الوقت نفسه على الحد من الانبعاثات الغازية المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وتخفيف حدة آثار تغير المناخ، لافتًا إلى أن أرامكو السعودية بوصفها أكبر شركة متكاملة للنفط والغاز على مستوى العالم تواصل التزامها بتحقيق هذه الأهداف عن طريق مجموعة من البرامج والمبادرات والإجراءات التي تشكِّل في مجموعها منظومة متكاملة.
تنويع مزيج الطاقة المحلي، ودعم قطاع البتروكيميائيات
وأوضح السعدي أن الشركة لديها شبكة عالمية للبحوث وتطوير التقنيات التي تستهدف تقليص الانبعاثات الكربونية الناجمة عن أعمالها المتنوِّعة مثل تصنيع المواد الكيميائية من النفط الخام، واستخدام المعدات وخطوط الأنابيب غير المعدنية في أعمالها، وكذلك تطوير تقنيات تسهم في تعزيز كفاءة استهلاك الوقود في قطاع النقل، وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى منتجات ذات قيمة، مبينًا أنه إدراكًا لقيمة استخلاص الغاز، فقد أنشأت الشركة بنية تحتية هائلة تعرف باسم «شبكة الغاز الرئيسة» لاستخلاص الغاز المصاحب ومعالجته، وهي خطوة كانت بمثابة نقلة مهمة في تنويع مزيج الطاقة المحلي، ودعم قطاع البتروكيميائيات في المملكة، فضلًا عن الحد من أعمال حرق الغاز في الشعلات، وهي محل إشادة وتقدير عالمي، حيث صُنفت المملكة ضمن الدول الأقل كثافة في حرق الغاز على مستوى العالم، وهو تأكيد على الدور الإيجابي للمملكة في تقليص الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بشكلٍ كبير.
وأضاف النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية، أن أرامكو السعودية تحظى بتاريخ حافل في مجال كفاءة استهلاك الطاقة من خلال تعزيز الكفاءة الحرارية لمرافق توليد الطاقة المتصلة ببعضها بعضًا، وهو ما يشكِّل إنجازًا كبيرًا يعود تاريخه إلى فترات الاعتماد على المراجل في توليد البخار والحصول على الكهرباء من الشبكة الوطنية، مبينًا أن برنامج كفاءة استهلاك الطاقة في الشركة، وبناء وتشغيل محطات الإنتاج المزدوج يسهم في تحقيق وفورات كبيرة في الطاقة، ويؤدي بطبيعة الحال إلى تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بصورة أكبر، مشيرًا إلى أن أرامكو السعودية تعمل على تشييد محطة متكاملة لإدارة النفايات، مستعينة بأحدث التقنيات العالمية، لاستخلاص جميع أنواع النفايات الناجمة عن أعمال الشركة في مواقعها بالمنطقة الشرقية، وتدويرها ومعالجتها، ومن ثم تحويلها إلى مصدر للطاقة يمكن استخدامه من جديد، بدلًا من دفنها في مرادم النفايات، وسيتم تشغيل هذه المحطة، بإذن الله، وفق أعلى المعايير العالمية للأداء البيئي.
إنشاء حديقة بيئية لزراعة أشجار المانغروف في خليج تاروت
وأشار السعدي إلى أن أرامكو السعودية تقوم بعديد من الإجراءات التي تهدف إلى المواءمة بين أنشطتها المختلفة ومتطلبات المصلحة الوطنية، سواء من حيث تعزيز التنوُّع البيولوجي في المملكة للأجيال المقبلة، أو فهم النظم البيئية البحرية بصورة أفضل، أو توفير مصدر للبذور والشتلات يُسهم في الحد من التصحر على مستوى المملكة. فضلًا عن الالتزام بمواثيق الأمم المتحدة بشأن المحافظة على التنوُّع البيولوجي، وتشمل الأنشطة التي تعكف أرامكو السعودية عليها إنشاء حديقة بيئية لزراعة أشجار المانغروف في خليج تاروت، تمتد على مساحة 6400 فدان، مما يجعلها الأولى من نوعها في المملكة، حيث ستضم محطة للأبحاث المعنية بأشجار المانغروف، ومركزًا للتوعية يضم ممرًا خشبيًا بين أشجار المانغروف، ونشر 2728 هيكلًا للشعاب المرجانية في عدة مواقع في الخليج العربي، بما يعزِّز التنوُّع البيولوجي البحري وزيادة إنتاج مصائد الأسماك، وزراعة أشجار المانغروف.
وقد تم بالفعل زراعة أكثر من مليوني شجرة في إطار البرنامج الذي أطلقته الشركة، بهدف حماية موائل المانغروف الموجودة في مناطق أعمال أرامكو السعودية، واستعادتها في المناطق المتأثرة. كما تتضمن مبادرة لزراعة مليون شجرة على مدى سبع سنوات ضمن محجوزات الشركة تتماشى مع رؤية المملكة 2030 لتشجيع استدامة البيئة الطبيعية وتحسين الغطاء الأخضر للمملكة، والذي سيسفر عن عديد من الفوائد، منها المحافظة على الأشجار المحلية، وتعزيز التنوُّع البيولوجي المحلي، والحد من ظاهرة التصحر، واستخدام مياه الصرف المعالجة في ذلك.
وفي نهاية الحفل كرَّم الأمير سعود بن نايف عددًا من الجهات المشاركة في المنتدى والجهات الداعمة والراعية، من ضمنها أرامكو السعودية.