في العدد الجديد من مجلة القافلة: التواصل العلمي في المملكة

تنظر ا لأجيال القادمة إلى الحياة عبر نافذة فسيحة تحتوي علوماً متنوعة. المشهد الذي يجعل من التواصل العلمي أداة ووسيلة جديرة بالنظر والمناقشة. في صورة الغلاف الطفلة "تالا" تنظر بدهشة نحو انعكاسات المرايا السداسية.

حفل العدد الجديد من مجلة القافلة لشهري يناير/ فبراير 2019م بالعديد من الموضوعات المتنوعة. وتظهر على غلاف العدد ذي الألوان الزاهية الطفلة "تالا" التي تقف متحفزة داخل كرة سداسية الشكل، تنظر عبر مراياه المنعكسة، فيما تظهر على الغلاف أيضًا رموزٌ تُشير إلى علوم متنوعة. فقد استوحى مصمم الغلاف الفكرة من موضوع جلسة الحوار التي نظمتها المجلة لاستطلاع أحوال التواصل العلمي في المملكة وتجاربه ومبادراته.

فقد نظمت القافلة بالتعاون مع مؤسسة "السعودي العلمي" جلسة حوار قدَّم فيها عددٌ من المختصين عرضًا عن الجهود المبذولة في هذا المجال لدى عددٍ من الجهات العلمية في المملكة، واستعرض المشاركون والحاضرون في الجلسة موضوعات وتفصيلات تصب في مسارات مختلفة عن التواصل العلمي.

وتحت عنوان "الناطقون بلغة العلوم"، كتب رئيس التحرير في افتتاحية العدد أن وسيلة التواصل الشفهية هي الوسيلة الأكثر فاعلية واقناعًا في استهداف المتلقي، ذاكرًا أن وسائل التواصل الحديثة القائمة على المنهج العلمي ومحتواه متعددة، تبدأ من الفصول المدرسية والمختبرات واللقاءات الشخصية، وحتى المجلات والكتب والشبكات الاجتماعية، ومشيرًا إلى أن أهم التحديات التي يواجهها هذا النوع من التواصل هي لغته التي ينبغي أن تكون قريبة من فهم المتلقي غير المختص.


محطة العلوم: سراب الذكريات والزراعة الدقيقة

ويستوقفنا باب العلوم أمام موضوعين: أولها يسبر غور "الذكريات" بصفتها أعز ما يملك الإنسان، ويعتمد عليها طوال حياته، فهي عماد علاقاته الاجتماعية ومعرفته وأذواقه وتاريخه. وقد نقول إنها جوهره. ولكن الأبحاث العلمية الحديثة تكشف أن الذاكرة فيها كثير من الزيف والسراب... فكيف ذلك؟ هذا ما نقرأه في مقالة علمية بعنوان "سراب الذاكرة" للباحثة في العلوم البصرية والإدراكية فالنتينا شيرنشيفا.

أما الموضوع الثاني، فقد كتبه راكان المسعودي مشيرًا إلى أن الزراعة وتطوير أساليبها ونظمها واستفادتها من التقنية المختلفة، تُعد من أكثر المجالات التي سعت إلى تحسين نفسها. وها هي اليوم على مشارف ثورة جديدة أُطلق عليها "الزراعة الدقيقة"؛ تُمثل مجموعة من النظم المتخصصة في جمع وتحليل البيانات المتعلقة بالبيئة داخل الحقل وخارجه، وتهدف إلى تسهيل اتخاذ القرارات المتعلقة بإدارة المزرعة بالكامل بناء على معطيات دقيقة.


درع لحماية كوكبنا .. والنيتروجين مصدر جديد للطاقة

وفي قسمي العلم خيال والطاقة نطالع موضوعين شيقين، الأول يبحث في حماية كوكب الأرض؛ فكما هو معروف أن الحياة والحضارة الإنسانية على الأرض تتعرَّض لمخاطر منها الكويكبات والمذنبات والنيازك، وما يمكن أن يصطدم بها ويدمِّرها. فهل من الممكن أن تُشكِّل حقول قوة لتنعم بالأمان؟ هذا ما يبحث فيه الكاتب حسن الخاطر تحت عنوان "حقل القوة كدرع حماية". ونقرأ في الموضوع الثاني ما كتبه أمين نجيب عن أهمية عنصر النيتروجين للحياة، فيقول: لا شك أننا بحاجة إلى النيتروجين للبقاء، والعلم يفتح اليوم نافذة على عالم النيتروجين، من شأنها جلب تقنيات حديثة لاستغلال هذا العنصر المهم بوصفه مصدرًا جديدًا للطاقة.


مكتب بلا ورق، ودفاع عن وقت الفراغ

وفي قسم الحياة اليومية، كتب عبدالحليم محمود عن فكرة المكتب اللاورقي، فبعد أربعين سنة على ظهور فكرة مكتب بلا ورق، يرى الكاتب أنها لم تقترب ولو قليلًا من التحقق، رغم أن كل متطلبات هذا المكتب أصبحت متوفرة. فما هي الحيثيات التي يستند إليها الكاتب؟ هذا ما نقرأه في هذا الاستشراف.

ونطالع في القسم نفسه موضوعًا بعنوان "الدفاع عن وقت الفراغ" كتبته مهى قمر الدين، التي ترى أن سيطرة العمل على كل جوانب حياتنا هي من الاتجاهات المؤسفة في العصر الحديث، بحيث أصبحنا نقيّم الأمور وحتى الأشخاص من خلال المنفعة المهنية فقط، وبتنا نعيش لنعمل، بدلًا من أن نعمل لنعيش. فهل وقت الفراغ هو الوقت المهدور بلا فائدة؟ هذا ما ذهبت الكاتبة في تحليله من جوانب عديدة.


في أعماق البحر الأحمر

وفي زاوية عين وعدسة، يصحبنا الكاتب الذي يمارس هواية الغطس سليمان الكثيري في رحلة تحت أعماق البحر الأحمر، ويصف لنا بالكلمة، كما تصف المصورة أمل أبوحمود بالصورة، وقائع رحلة للغطس في منطقة جزيرة جبل الليث الزاخرة بجمال التكوين الطبيعي والأحيائي الذي تشهده هذه المنطقة.


الكاريكاتير وأفلام الرعب

وفي قسم الأدب والفنون يطالعنا أولًا بحث عن تاريخ فن الكاريكاتير بدءًا الرسوم الفرعونية القديمة وحتى العصر الحديث، من إعداد الكاتبة مروة الأمين؛ فالكاريكاتير صورة ومبالغة وتأثير ساخر، وهذه العناصر الثلاثة تمثل المقومات الرئيسة له. ومن الكاريكاتير الى أفلام الرعب، في قراءة تحليلية يتساءل عبدالوهاب بن منصور عن مكانة هذه الأفلام وإمكانية تطور صناعتها لتجد لنفسها سوقًا أكثر انتشارًا وربحًا، ولتنتزع بالتالي اعترافًا وتتويجًا بأهمّ الجوائز السينمائية في العالم.


فرشاة وإزميل مع مهند شونو

ويصحبنا هذا العدد أيضًا في زيارة إلى عالم مهند شونو، الفنان السعودي الشاب الذي يتوزَّع اهتمامه بين الرسم وسرد القصص والتصوير، المولع بحل الحبكات القصصية المتقلبة، مثلما يهوى السفر، إذ لا يستقر في مكان إلا لينتقل إلى غيره .. فماذا أنتج؟ وبماذا يحلم؟


فنان ومكان: يوسف شاهين والإسكندرية

وفي زاوية فنان ومكان، يستجلي الكاتب ناصر كامل علاقة المخرج العالمي المصري يوسف شاهين بمدينة الإسكندرية، عبر الحديث عن تاريخه وفنه ومسيرته السينمائية. لا سيما وأن بعض الحوارات السينمائية في عددٍ من أفلامه أصبحت تُذكر كمراجع عن تاريخ المدينة وأحوالها.


سينما سعودية

 وضم قسم سينما سعودية قراءة لفلم المخرج السعودي محمود صبَّاغ الجديد "عَمْرة والعرس الثاني"، الذي يضيف إلى حقل السينما السعودية تجربة جديرة بالتقدير، إذ يناقش فيها بعض سمات المجتمع السعودي، من خلال قصة مستنبطة دراميًا من الواقع، في قالب يمزج بين الكلاسيكية والتجريبية الحديثة.


الرعاية الصحية والتقدم في العمر

 ولأن العالم يواجه اليوم ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الإنسان، تتمثَّل في أن عدد كبار السن أصبح اليوم يفوق عدد الأطفال، خصصت القافلة تقريرها في هذا العدد لموضوع الرعاية الصحية والتقدم في العمر. فحتى وقت قريب، كان عدد الأطفال دون الخامسة يفوق عدد الكبار الذين تخطَّوا سن الخامسة والستين. وقديمًا، كان من النادر أن يعمّر شخص ما ليرى حفيدًا له في حياته. وترتبط الظاهرة الجديدة بارتفاع متوسط العمر المتوقَّع عند الولادة، نتيجة عوامل عديدة، من أهمها الرعاية الصحية القائمة على العلم الحديث.


ملف المطر

أعدّ الكاتب أحمد بزّون بمشاركة فريق القافلة هذا الملف بوصفه نافذةً نتطلع عبرها إلى المطر، ونستدل على أسراره، ونستجلي أثره في الشعر والأدب والسينما والفن التشكيلي والمعتقدات الشعبية واللغة، ونبحث عن سر رائحته عندما يكون بكرًا، ونتتبع هطوله أمام أعيننا وفي صدورنا، والكثير غير ذلك من ابتكار المظلة، إلى جدوى الاستمطار، وفق ما تتسع له صفحات الملف الست عشرة.