إدارة أنظمة الطاقة المتجدّدة تستضيف طلابًا من مدارس المنطقة الشرقية
الغامدي يتفاعل مع أداء الطلاب الذين يحاولون تجميع نموذج توربين يعمل بالرياح.
لم يصبح التوجّه إلى الطاقة المتجدّدة مسألة بيئية فقط، بل حاجة واستثمار حقيقي سيعود على المملكة بالخير، ويوفّر عشرات الآلاف من فرص العمل في التخصّصات والمهن كافة. ومن هذا المنطلق، نظّمت إدارة أنظمة الطاقة المتجددة في أرامكو السعودية يوم الخميس 2 جمادى الآخرة 1440هـ (7 فبراير 2019م) لقاءً توعويًا لطلاب مدارس المنطقة الشرقية دعت إليه خمس مدارس مختلفة للتعريف بالطاقة المتجددة، بهدف إلهام الطلاب ممّن لديهم الرغبة في هذا المجال. وقد بلغ عدد الطلاب في هذا اللقاء أكثر من 100 طالب.
وقد اشتمل البرنامج على عدة عروض تقديمية، للتعريف بالطاقة المتجددة، ومصادرها، وكيفية الاستفادة منها، بالإضافة إلى نشاطين تفاعليين، قام الطلاب فيهما بتركيب وتشغيل توربين يعمل بالرياح، والمشاركة في ورشة عمل قاموا فيها بطرح آرائهم حول تطبيقات مصادر الطاقة المتجددة في العالم. كما قام الطلاب بجولة في معرض الطاقة في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، تعرفوا خلال زيارتهم على تاريخ وتفاصيل صناعة الطاقة في المملكة.
أرامكو السعودية رائدة في الطاقة المتجدّدة
وفي كلمته، رحب نائب الرئيس لأنظمة الطاقة، الأستاذ عبدالكريم الغامدي، بالطلاب الذين وصفهم بصنّاع المستقبل، مؤكدًا أن برنامج الطاقة المتجدّدة هو الأول من نوعه كجزء من إسهامات أرامكو السعودية لخدمة المجتمع.
وقد تحدّث الغامدي عن أهمية الطاقة المتجدّدة وكيف أصبحت حديث العالم في كل منصات الإعلام المختلفة، وأن المملكة أعدّت الخطط لزيادة حجم الاستثمار في برامج الطاقة المتجددة، بعد أن كانت قليلة جدًّا في الماضي، إذ تسعى لجعلها أهم ركائز الطاقة. ويتوقّع أن تُنتج المملكة في عام 2023م من الطاقة المتجددة ما يقرب من 23 جيجا واط، وأن يصل عام 2030م إلى ما يقرب من 60 جيجا واط، الذي يُعدّ جزءًا كبيرًا من استثمارات المملكة في الطاقة. كما تُخطّط المملكة أن تستثمر في تصنيع الألواح الشمسية والتوربينات الهوائية، كما أن هناك خططًا قيد الدراسة لإنتاج الطاقة (الجيوحرارية) من أعماق الأرض.
كما أشار الى توجهات شركة أرامكو السعودية نحو خلق المبادرات التي من شأنها تفعيل الرؤية والتعجيل في تحقيق مبادرات التحول الاستراتيجي في المملكة. كما أكد على المزايا التنافسية لتطبيق مصادر الطاقة المتجددة كجزء متكامل من أعمالنا، مما سيخلق قيمة للمملكة والشركة. وقد ركز الغامدي على دور أرامكو السعودية في استغلال الطاقة المتجددة في التطبيقات الداخلية لأعمال أرامكو السعودية بهدف تنويع مصادر الطاقة والإسهام في حماية البيئة، ومن ذلك بناء مشاريع الطاقة الشمسية في كل من معهد الملك عبدالله للدراسات البترولية وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ومحطة التوزيع في تبوك، إضافة إلى تطبيقات الطاقة الشمسية في المباني المكتبية وحقول الإنتاج النفطية والغازية وخطوط الأنابيب ومرافق الاتصالات، وكشف الغامدي أن أرامكو السعودية قد وضعت خطة استراتيجية تفصيلية لأكثر من 50 من المشاريع والفرص المجدية لاستغلال الطاقة النظيفة في تطبيقات أعمال الشركة وهي قيد التنفيذ بحسب الأولوية.
تهدف هذه الجهود لتعزيز موثوقية ورفع كفاءة الشبكة الكهربائية التي تمد مرافق الشركة بالطاقة. ولما تمثله هذه المرافق من أهمية قصوى للمملكة فإن استثمار أرامكو السعودية في مجال الطاقة المتجددة ينعكس على الاقتصاد الوطني بشكل مباشر ومؤثر.
وأشار الغامدي إلى أن أرامكو السعودية تُعدّ من أول المستثمرين في التوربين الهوائي في محافظة طريف ينتج ما يقرب من 2 غيغا واط تُغذي 2000 منزل بالطاقة. وختم الغامدي كلمته مخاطبًا الطلاب: «أنتم الطاقة المتجدّدة الحقيقية التي تُجسّد رؤية المملكة، والآن لدينا ثلاثة مصادر طاقة مستدامة: الشمس، والرياح، وأنتم».
المستقبل واعد باتجاهين
وفي لقاء مع مدير إدارة أنظمة الطاقة المتجدّدة، الأستاذ محمد الحربي، الذي وصف أنه لقاء «المستقبل الواعد»، قال: «مستقبل واعد ومشرق ينتظر مملكتنا، فقد أبهرتني أسئلة الطلاب عن الطاقة المتجدّدة وأصبحت أكثر يقينًا. إن مثل هؤلاء الشباب سيكون لهم شأن في استثمارات الطاقة المتجدّدة، ولذلك فالمستقبل واعد في اتجاهين: الاستثمار بالطاقة المتجدّدة، وهؤلاء الفتية الموهوبون».
وأكّد الحربي على أن المملكة قد حباها الله بموارد غير نفطية في مجال الطاقة المتجددة على مدار العام في الشمس والرياح، وقد بدأت المملكة فعليًا بالاستثمار بالطاقة الشمسية في سكاكا، ومشروع دومة الجندل لطاقة الرياح. وأضاف قائلًا: «أنشأت أرامكو السعودية أول توربين للرياح في طريف، بالإضافة لأكبر مشروعات الطاقة الشمسية على مظلات المواقف بحجم 10 ميجاواط».
هذا وقد أكد رئيس قسم هندسة المشاريع في إدارة أنظمة الطاقة المتجددة، وليد القحطاني، أن هذا البرنامج مستمر لاستقطاب مدارس أخرى من مدن المملكة المختلفة. وذلك للحرص على توعية الطلاب بالتعريف بالطاقة المتجددة حيث أن البرنامج حظي على ردود فعل إيجابية.