
المشاريع العملاقة
مشروع صدارة
مشروع صدارة ليس مجرد مشروع جديد يُضاف إلى قائمة مشاريع أرامكو، بل إنه يمثل الركيزة الأساس لإستراتيجية الشركة في مجال التكرير والمعالجة والتسويق الرامية لجعلها شركة طاقة وكيميائيات متكاملة تتمتع بمكانة رائدة على مستوى العالم، وتُعزز باستمرار من القيمة التي تحققها من الموارد الهيدروكربونية للمملكة العربية السعودية.
شراكة قوية
أفضل الشراكات على مستوى العالم هي تلك التي تُبنى على رؤية مشتركة لأطرافها حيث يُضيف كل منهم إلى مواطن قوة الآخر لأجل تحقيق شيء استثنائي يُمثل نقلة نوعية. وهذا ما تحقق حينما أسست أرامكو شراكة قوية مع شركة داو كيميكال.
اختارت الشركة بناء هذه الشراكة مع داو نظرًا لكفاءتها الفنية في إنتاج كميات هائلة من المواد الكيميائية المُتخصصة. وبفضل هذه الموثوقية وخبرة أرامكو في مجال التكرير وقدرتها على إنتاج كميات كبيرة من مواد اللقيم المتنوعة والاستفادة منها، خلُص الطرفان إلى إمكانية تأسيس هذه الشراكة بوصفه خيارًا جذابًا للغاية. وتتمتع الشركتان بمكانة رائدة كل في مجال أعمالها، وجمعت بينهما القيم والرؤية المشتركة، وكانت شركة صدارة للكيميائيات ثمرة هذا التعاون.

تحقيق الصدارة على الساحة العالمية
لم يكن اختيار اسم الشركة محض صدفة، ولكنه جاء ليحمل مغزًى قويًا؛ فقد اختير هذا الاسم ليعكس سعي أرامكو الدؤوب نحو تحقيق الريادة التقدمية والأداء الفائق والالتزام القوي للتحول إلى شركة رائدة عالميًا في إنتاج البتروكيميائيات. وبفضل موقع صدارة وحجم إنتاجها وهيكل عملها وفئة منتجاتها، فإنها تتمتع بفرص قوية للغاية تؤهلها لتُصبح الشركة الأولى من نوعها في المنطقة وفي هذا القطاع. وستضطلع صدارة أيضًا بدور يرمي إلى تحقيق مزيد من التكامل بين أعمال التنقيب والإنتاج وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق في أرامكو، وسُتساعدها في زيادة مجموعة منتجاتها زيادةً كبيرةً، واقتحام قطاع الكيميائيات المُتخصصة بقوة من خلال تقديم عروض جذابة للعملاء.
وقد بدأت أرامكو في عام 2007 صياغة الخطط مع داو كيميكال لإنشاء هذا المجمع الجديد للمواد الكيميائية على مستوى عالمي.
سجل عالمي
ساعدت قدرة أرامكو المُثبتة على التخطيط لمشاريع هندسية كبيرة وإنجازها في تعزيز نمو الشركة لتُصبح قوة رائدة وغير مسبوقة في قطاع التنقيب والإنتاج على مستوى العالم. وسخرت الشركة المهارات والقدرات الفائقة التي تمتلكها لإنشاء مشروع صدارة؛ أكبر مجمع متكامل في العالم للمواد الكيميائية يُبنى على مرحلة واحدة، والذي تأسس من خلال استثمار أجنبي مباشر هو الأضخم في قطاع صناعة البتروكيميائيات في المملكة العربية السعودية.
وانطلقت في عام 2011 الأعمال الإنشائية لمشروع صدارة الضخم بتكلفة بلغت 20 بليون دولار. وأقيم المشروع في مدينة الجبيل الصناعية الثانية على الساحل الشرقي للمملكة، لما تمثله من موقع إستراتيجي يتيح سهولة الوصول إلى أسواق المواد الكيميائية المتنامية في المنطقة وفي آسيا.
وشملت خطط المشروع إقامة 26 معملًا متكاملًا للتصنيع على مستوى عالمي يمكنها إنتاج أكثر من ثلاثة ملايين طن سنويًا من اللدائن عالية الأداء والكيميائيات عالية القيمة. ومن بين هذه المعامل، ثمة 14 معملا لإنتاج مواد كيميائية مُتخصصة لم تُنتج من قبل في المملكة.
حقائق حول إنشاء مشروع صدارة
مليون قدم مكعبة
بلغ مقدار الخرسانة المُستخدمة في المشروع مليون قدم مكعبة (أي ما يكفي لبناء جسر الملك فهد الذي يربط المملكة العربية السعودية بمملكة البحرين ثلاث مرات).
160 ألف طن
استخدم في إنشاءه أكثر من 160 ألف طن من الفولاذ (أي ما يكفي لبناء جسر قولدن قيت في سان فرانسيسكو مرتين).
2500 كيلومتر
بلغ طول شبكة الأنابيب في مشروع صدارة 2500 كيلومتر (أي ما يعادل المسافة بين الجبيل وجدة مرتين).
ستة كيلومترات مربعة
أقيم مجمع صدارة على أرض تبلغ مساحتها ستة كيلومترات مربعة.
إطلاق العنان لقيمة جديدة
تهدف أرامكو إلى إيجاد قيمة إضافية من كل مكوِّن من مكونات المواد الهيدروكربونية التي تُنتجها، وذلك من خلال أعمال التكرير والمواد الكيميائية.
ومن هذا المنطلق، تسعى الشركة لإيجاد مصادر جديدة لتحقيق القيمة لها، وتحقيق قيمة ذات استمرارية لشركائها، وتوفير منتجات استثنائية لعملائها داخل المملكة وفي باقي دول العالم.
التسلسل الزمني لمشروع صدارة

دخلت أرامكو في محادثات مع داو كيميكال لإنشاء مشروع مشترك للكيميائيات بمستوى عالمي.
إنجاز رائد
في عام 2016، شهد مشروع صدارة تطورًا كبيرًا كان بمثابة علامة فارقة من خلال بناء وحدة التكسير البخاري مختلطة اللقيم، ليكون بذلك أول مرفق للمواد الكيميائية في دول مجلس التعاون الخليجي لتكسير مادة النفتا. وستُساعد هذه الوحدة، التي تعمل على تكسير النفتا والإيثان إلى جزيئات جديدة من بينها الإيثلين والبروبيلين، في إنتاج مجموعة متنوعة من اللدائن والمنتجات الكيميائية التي تُلبي المعايير الصارمة لقطاعات مثل التعبئة والتغليف المتطور، والإنشاءات، والإلكترونيات، والأثاث، وكذلك صناعة السيارات.
ويُنتج مشروع صدارة مادة تولوين دي أيزوسيانات، ليكون كذلك الأول في هذا المجال في منطقة الخليج العربي. وتُستخدم هذه المادة في إنتاج رغوات بولي يوريثين المرنة التي تدخل في صناعة الأثاث والمراتب وتبطين الوسائد ومقاعد السيارات. كما تُستخدم في العديد من الصناعات، مثل مواد الطلاء والمواد اللاصقة وموانع التسرب والرغوات المُتخصصة وغيرها من المنتجات.
تأثير مضاعف
"تتضح القيمة الكاملة لمشروع صدارة من خلال الاستفادة من نتائجه الاقتصادية اللاحقة على التجمعات الصناعية ومناطق الصناعات وتطوير شركات أبحاث وشركات هندسية وخدمات قائمة على المعرفة لمساندة هذه التجمعات والمناطق الصناعية.
رغم وصول عدد العاملين حاليًا في صدارة إلى آلاف الموظفين، إلا أن الشركة تهدف أيضًا لتوفير فرصًا اقتصادية لشركات التصنيع والخدمات، وهو ما يخلق بدوره مزيدًا من الوظائف في منطقة الجبيل.
وثمة شراكة قوية أخرى بين شركة صدارة والهيئة الملكية للجبيل وينبع، ساعدت بدورها أرامكو السعودية على بناء مجمع بلاس كيم للصناعات الكيميائية والتحويلية، وهو أحد المشاريع الرئيسة لتحقيق القيمة الكاملة لمجمع صدارة.
ويقع مجمع بلاس كيم، الذي يمتد على مساحة تصل إلى 12 كيلومترًا مربعًا، في مدينة الجبيل الصناعية الثانية بالقرب من مجمع التصنيع الجديد التابع لصدارة. ويُخصص هذا المجمع بشكل حصري للصناعات الكيميائية والتحويلية، وسيستفيد بشكل مباشر وغير مباشر من منتجات صدارة، ومن المواد الخام التي يوفرها موردون آخرون.
ومن خلال إتاحة الفرصة لتيسير الحصول على مجموعة واسعة ومميزة من المنتجات الكيميائية والبنى الأساسية الصناعية والتنظيمية القوية لمشروع صدارة، فيمكن لمجمع بلاس كيم أن يساعد المستثمرين في تحويل اللقيم إلى منتجات نهائية عالية القيمة.
تُجسد شركة صدارة للكيميائيات نموذجًا حيًّا لما يمكن تحقيقه من إنجازات حين يتعاون شريكان لإيجاد وسيلة ترمي إلى تحقيق المزيد من القيمة لعملائهما وشركائهما وشركاتهما. ويُشكل مشروع صدارة كذلك نموذجًا ملموسًا لقوة الرؤية والتعاون المشترك.

الكيميائيات
تقع جهود إيجاد قيمة أكبر للموارد الهيدروكربونية التي تملكها الشركة في صميم إستراتيجيتها في قطاع الكيميائيات؛ فمنذ بدء العمل في هذا القطاع في عام 1998، كانت الشركة ترنو إلى تحقيق أفضل قيمة ممكنة من كل مكوِّن من مكونات المواد الهيدروكربونية، ونجحت في إيجاد مجموعة متنوعة من مصادر الأرباح غير النفطية.