
المشاريع العملاقة
الشيبة
نحن مستكشفون في الصميم، ونبحث دائمًا عن آفاق جديدة. وفي أرامكو، يمكن أن يكون الأفق الجديد هو استكشاف منطقة جغرافية جديدة أو ابتكار تقنية جديدة أو الدخول في شراكة جديدة أو توفير فرص جديدة لأعمال الشركة، والأساس الذي تقوم عليه كل هذه الجهود هو التنقيب عن البترول.
بيئة بالغة القسوة
عندما يتعلق الأمر بجيولوجيا البترول، فالمملكة العربية السعودية موطن لبعض من أفضل الطبقات الأرضية في العالم. وتوجد معظم هذه الطبقات الأرضية في أماكن نائية ووعرة. إلا أن ذلك لم يثن عزم الشركة عن المضي قدمًا في مواجهة التحديات والاستثمار في مشاريع تسهم في الوفاء بالطلب العالمي على الطاقة.
وقد حاول جيولوجيو الشركة في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين حل اللغز الآتي: ما هو الحجم الكامل للتكوينات البترولية الجوفية في المملكة؟ وغاص مستكشفو الشركة الأوائل في بعض من أشد البيئات قسوة وإقفارًا في العالم بحثًا عن إجابة لهذا السؤال. وفي عام 1948، اكتشفوا حقل الغوار، أكبر حقل للنفط الخام في العالم، على أطراف الربع الخالي. ولكن ماذا عن الثروات الأخرى القابعة في قلب الربع الخالي والتي لم يتم اكتشافها بعد؟
وانطلقت الشركة في رحلة استكشافية داخل منطقة يتعذر الوصول إليها وذات تضاريس وعرة بحثًا عن النفط.
العثور على الكنز الخفي
في عام 1968، ووسط صحراء الربع الخالي وعلى بُعد يقارب أكثر من 500 ميل من مقر الشركة في الظهران، تمخضت أعمال البحث عن اكتشاف حقل نفطي شاسع تحيط به كثبان من الرمال ذات اللونين الأحمر والذهبي يبلغ ارتفاعها 1000 قدم (333م) وتعصف بها رياح تصل سرعتها إلى 80 كلم/ساعة في الساعة (50 ميل)، حيث تصل درجات الحرارة في فصل الصيف إلى 122 درجة فهرنهايت (50 درجة مئوية). إلا أن التضاريس والمناخ والتعقيدات اللوجستية كانت تقف عائقًا أمام أعمال التطوير، ما أدى إلى بقاء هذا الحقل على حالته ثلاثين عامًا أخرى.

أعمال هندسية معقدة في ظروف قاسية
في الوقت الذي بدأت فيه الشركة مرحلة توسع كبرى في تسعينيات القرن العشرين، أكسبنا التقدم في مجال التكنولوجيا، وفي قدراتنا الهندسية، الثقة والقدرة على تنفيذ مشاريع أكثر صعوبة. كان الوقت قد حان لأن يعود اهتمام الشركة بحقل النفط الضخم القابع في أعماق الربع الخالي.
من حلم إلى حقيقة
أدركت الشركة أنها بحاجة إلى أفكار مبتكرة للتغلب على التحديات الهندسية الكبيرة. وبفضل الله ثم هذا النهج، إلى جانب التقدم الذي أحرزته الشركة في الحفر الأفقي والتصوير الزلزالي ثلاثي الأبعاد وأحدث التقنيات الأخرى، أصبح الطريق ممهدًا أمام الشركة لتنفيذ مشروع الشيبة.
وبعد إعداد الأفكار والاستراتيجيات والتصاميم الخاصة بالمشروع، بدأت أعمال الإنشاء في عام 1995، حيث تضمنت نقل نحو 13 مليون متر مكعب من الرمال وشق طريق عبر الصحراء بطول 386 كلم، وإنشاء مطار ذو طاقة تشغيلية كاملة وخط أنابيب بطول 645 كلم يمتد إلى مرافق المعالجة في الشمال، كما تم حفر 145 بئرًا وإنشاء ثلاثة معامل لفصل الغاز عن الزيت. وأخيرًا، تم إنشاء مرافق مساندة وسكنية شاملة للموظفين حتى يتمكنوا من الإقامة لأسابيع في واحد من أبعد الأماكن على وجه الأرض.

الشيبة: حقائق مهمة
مليون برميل
من النفط يُنتج في اليوم الواحد.
13 مليون
متر مكعب من الرمال تم نقله.
145
بئر تم حفره.
386 كيلومتر
طول الطريق الذي تم شقه عبر الصحراء.
50 مليون
ساعة عمل في الإنشاء.
645 كلم
هو طول خط الأنابيب الذي تم مده.
الحياة تعود إلى الشيبة
بحلول عام 1998، وبالمثابرة والالتزام والإصرار تمكنت الشركة من التغلب على عقبات هائلة وإنجاز المشروع بأكمله قبل الموعد المحدد بعام كامل. وقد استغرق 50 مليون ساعة عمل.
ويتذكر فريق عمل مشروع الشيبة الحماس الشديد الذي كان يغمرهم وهم ينتظرون وصول أولى قطرات النفط إلى المرفق، وإذا بتلك القطرات تتحول إلى نصف مليون برميل من النفط في اليوم الواحد.
وعلى الرغم من نجاح المشروع، أدركت الشركة أن هناك إمكانات أكبر لحقل الشيبة تفوق ما تم استغلاله. ولذا، فقد شرعت في تنفيذ مشروعين جديدين، وهما: مشروع توسعة حقل النفط، ومشروع استخلاص سوائل الغاز الطبيعي.

مشروع توسعة حقل النفط
أدى تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع توسعة حقل النفط إلى زيادة الإنتاج إلى 750 ألف برميل في اليوم الواحد من النفط الخام العربي الخفيف عالي القيمة بحلول عام 2009. لكن طموحات الشركة كانت أكبر من ذلك بكثير؛ وفي عام 2016، عززت الشركة إنتاجها بـ 250 ألف برميل إضافية، لترفع بذلك الطاقة الإنتاجية الإجمالية لحقل الشيبة إلى مليون برميل في اليوم الواحد، أي ما يعادل ضعف الطاقة الإنتاجية الأولية.
مشروع استخلاص سوائل الغاز الطبيعي
أضافت الشركة معملًا لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي بطاقة إنتاجية 2.4 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم الواحد لتوفير كميات كبيرة من الإيثان لما له من أهمية أساسية للتطوير الصناعي، وغيره من سوائل الغاز الطبيعي. كما أجرت الشركة تحسينات كبرى لزيادة طاقة توليد الكهرباء من التوليد المشترك إلى أكثر من الغيغاواط الواحد.
وبالنظر إلى الدور الذي كان مقررًا لحقل الشيبة أن يؤديه في تلبية الطلب المتزايد على اللقيم، فقد دشن هذا المشروع عصرًا جديدًا لقطاع الكيميائيات في المملكة.


إعادة الحياة الفطرية إلى الربع الخالي
تعد محمية الحياة الفطرية في الشيبة المقامة على مساحة تبلغ 637 كيلومترًا مربعًا بالقرب من مرافقنا العملاقة في المنطقة خيرُ شاهدٍ على التزامنا برعاية بيئتنا حيثما كانت أعمالنا.
تزويد العالم بالطاقة
يمثل مشروع الشيبة الحائز على جوائز قدرة الشركة على التخطيط والوفاء بالطلب العالمي على الطاقة، والقيام بذلك بما يتواءم مع البيئة الطبيعية.
وعلى نفس القدر من الأهمية بالنسبة للشركة، فقد فاز مشروع الشيبة بجائزة مجلس التعاون الخليجي للتميز البيئي في عام 2011 لاستخدامه تقنية التخفيف من حرق الغاز في الشعلات، وإعادة تدوير مياه الصرف الصحي، واستخلاص الانبعاثات وحماية الحياة البرية. ونظرًا لأن المنطقة المحيطة بالحقل يوجد بها الكثير من الغزلان الرملية وأيضًا المها العربي، فقد اتخذت الشركة تدابيرًا استثنائية لضمان الحفاظ على بيئتها الطبيعية.
وأخيرًا، فمشروع الشيبة دليل على أنه لا يوجد مستحيل أمام البراعة والهمة والتفاني.

إنتاج النفط
دشنت الشركة باكورة إنتاجها من النفط الخام بكميات تجارية في عام 1938، محققة لنفسها مذ ذاك الوقت سمعة لا نظير لها من حيث الموثوقية في توريد النفط الخام إلى أسواق الطاقة في شتى بقاع العالم. واليوم، لا يزال هذا المصدر الجوهري للطاقة يشكل عصب الأعمال الأساسية التي تنفذها الشركة