المشاريع العملاقة
واسط
وتستطيع الشركة من خلال تسخير قوة الغاز الطبيعي توفير النفط الخام لاستخدامات ذات قيمة أعلى وإنماء قطاع المواد الكيميائية وزيادة معدلات استخدام هذا المصدر الأنظف للوقود في مزيج الطاقة في المملكة.
معمل بمواصفات استثنائية
معمل الغاز في واسط هي واحد من أكبر معامل الغاز التي بنتها أرامكو السعودية، وبدأ المعمل إنتاجه في أكتوبر عام 2015، وكان المعمل مصممًا لمعالجة الغاز غير المصاحب فقط، ثم وصل إلى طاقة التشغيل الكاملة في عام 2016.
وتمثل إضافة معمل واسط إلى مجموعة أعمال أرامكو السعودية زيادة كبيرة في قدرتها لمعالجة الغاز. وفي واقع الأمر، يتميز هذا المعمل بضخامة حجمه، وقد ساهم في زيادة قدرة معالجة الغاز في المملكة بواقع 20%. ويعكس هذا المشروع التزام الشركة بزيادة إمدادات الغاز الطبيعي الأنظف والحد من الانبعاثات ودعم الصناعات الجديدة وتوفير كميات أكبر من النفط الخام لأعمال التكرير والتصدير المضيفة للقيمة.
رؤية الشركة للتنمية
يركز جزء كبير من منظومة أعمال الشركة على النفط الخام واستخداماته العديدة. لكن الغاز الطبيعي أصبح مهمًا بصورة متزايدة لتوليد الطاقة الكهربائية وتشجيع التنمية الصناعية في المملكة. وقد ساعد معمل واسط الشركة على اتخاذ خطوة مهمة للأمام في تعزيز قدرتها على تطوير وتوفير منتج تحتاجه السوق المحلية بشدة.
وأصبح برنامج واسط مصدر إلهام لمجموعة واسعة من الحلول المبتكرة. وسعيًا من الشركة لتسريع دورة تطوير المشروع، فقد حققت الشركة أقصى استفادة من مركز الحلول التابع لها من خلال الاستعانة بخبراء في تخصصات متعددة لتطوير إستراتيجيات فريدة للمشروع. وأدى هذا النموذج المتكامل إلى تسهيل إجراءات العمل وتطوير التقنيات، في حين منحت إجراءات التقييم المستمر مديري المشاريع في الشركة صورة أكثر وضوحًا وساهمت في توفير الوقت والتكاليف. ومن بين النتائج الأخرى المحققة كان استخدام طريقة "الثقب الكبير" في إنجاز الآبار، وهي الآبار عالية القدرة الإنتاجية والقادرة على إنتاج الغاز بمعدلات عالية جدًا. ويسهم هذا الأسلوب في ترشيد تكلفة الإنتاج بدرجة كبيرة وتحقيق درجة أعلى من المرونة لتلبية الطلب.
موقع إستراتيجي
اختارت الشركة موقعًا بالقرب من مدينة الجبيل ليكون من السهل الاستفادة من البنية التحتية القائمة والوصول إلى مشاريع أخرى ذات صلة مثل معمل الغاز في الفاضلي ومشروع السكك الحديدية الذي يربط بين شركة معادن ورأس الخير.
ومن ثم، تمكن فريق مشروع واسط من ضبط التكاليف ورفع مستويات الكفاءة. فعلى سبيل المثال، أصبحت المنافع الأساسية، كالكهرباء والمياه، متوفرة بالفعل في الجبيل ومنطقة الخرسانية القريبة. وبات من الممكن أيضًا تمديد طرق للوصول إلى الموقع بسهولة من طريق الظهران-الخفجي السريع.
وفي الوقت الحالي، يأتي معظم الغاز غير المصاحب من حقول بحرية، كالحصباة والعربية، ولذا كان إنشاء المعمل بالقرب من الساحل يمثل أولوية كذلك.
"لقد بدأنا هذا المشروع من الصفر. وكانت المنطقة بالكامل عبارة عن صحراء جرداء، لكننا استطعنا تحويلها إلى مواقع عمل حيوية."
فهد الراشد، المسؤول عن إنجاز الأعمال الميكانيكية للمشروع.
شبكة الغاز الرئيسة
مشروع واسط هو جزء من شبكة الغاز الرئيسة، وهي شبكة بنية تحتية تمتد في عموم المملكة لتجميع الغاز ومعالجته وتوزيعه. ويُقل الغاز الذي ينتجه معمل واسط عبر شبكة الغاز الرئيسة لإيصاله إلى عملاء أرامكو السعودية في مواقع مختلفة في جميع أنحاء المملكة.
جدير بالذكر أن أرامكو السعودية شرعت في بناء شبكة الغاز الرئيسة في السبعينيات من القرن الماضي لاستخلاص الغاز واستخدامه كمصدر جديد للطاقة من أجل تشغيل القطاع الصناعي سريع النمو، وفي الوقت نفسه تمهيد الطريق لتوسيع نطاق قطاع التكرير والمعالجة والتسويق وتعزيز تكامله. ونظرًا لأن جميع مرافق إنتاج النفط والغاز المملوكة لأرامكو السعودية توجد داخل المملكة، فقد وفرت شبكة الغاز الرئيسة مصدرًا فريدًا للميزة التنافسية.
وتوفر الشبكة حاليًا الغاز الطبيعي لمحطات الطاقة الكهربية والتحلية، بالإضافة إلى استخدامه كلقيم لقطاع المواد الكيميائية في المملكة.
خطط التوسع
يشهد الطلب على الغاز الطبيعي زيادة مطردة، مدفوعًا في الأساس بالمرافق والقطاع الصناعي. ولتلبية هذا الطلب المتزايد، أعدت أرامكو السعودية خطة من مرحلتين لتوسعة شبكة الغاز الرئيسة. وقد ساهمت المرحلة الأولى، التي أنجزت في عام 2017، في زيادة الطاقة الاستيعابية للشبكة إلى 9.6 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم. ومن المقرر أن تؤدي المرحلة الثانية إلى زيادة هذه السعة إلى 12.5 مليون قدم مكعبة قياسية في اليوم في عام 2019. ويأتي هذا في إطار التزام الشركة بتلبية الاحتياجات المتغيرة لعملائها بطريقة أكثر كفاءة.
سعينا لتحقيق كفاءة استهلاك الطاقة
يجسد تصميم معمل واسط خطة الشركة الرامية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في توليد الكهرباء. فمن خلال تحويل الفاقد الحراري إلى بخار يمكن لمعمل واسط توليد طاقة كهربائية كافية لتلبية احتياجات المعمل وفي الوقت نفسه تصدير كميات من الطاقة الكهربائية لاستخدامها في معامل أخرى عائدة للشركة.
وتستطيع الشركة من خلال هذه العملية، المعروفة باسم الإنتاج المشترك، إنتاج الكهرباء كمنتج ثانوي لأعمالها، علمًا بأن الإنتاج المزدوج يتطلب كميات أقل من الوقود لإنتاج الطاقة، الأمر الذي يمكن الشركة من الحد من الانبعاثات.
كفاءة استهلاك الطاقة
تدرك أرامكو السعودية أن جودة الحياة التي ستنعم بها الأجيال القادمة تعتمد على مستوى جودة إدارتنا لاستهلاك الطاقة في الوقت الحالي. لذلك تعمل الشركة على تبني تقنيات وممارسات كفاءة استهلاك الطاقة وتنفيذها على مستوى الشركة.
قوة العنصر البشري
تقف قوة العنصر البشري وراء أهمية الإنتاج المزدوج، فقد شارك أكثر من 400 موظف في تصميم وإنشاء معمل الغاز في واسط ومرافق الإنتاج المزدوج التابعة له، وكثير منهم كانوا خريجين جدد من برنامج التدرج في أرامكو السعودية. وقد تحمل هذا الفريق الشاب مسؤولية كبيرة، إذ أنه كان من الضروري إنتاج الطاقة والبخار من معمل الإنتاج المزدوج لدعم أنشطة التشغيل التجريبي لمعمل واسط.
وتهدف الشركة إلى توفير أكبر قدر ممكن من السلع والخدمات من شركات محلية لمشاريع الإنشاء التي تنفذها، وجرى بالفعل شراء وتصنيع نحو 40% من المواد المستخدمة في مشروع واسط من السوق المحلية، وهو ما يعزز من تنويع اقتصاد المملكة وخلق فرص عمل للمواطنين السعوديين في معامل التصنيع.
دفعة للتقدم
سيسهم مشروع واسط ومعه معملا الغاز في الفاضلي ومدين في إيجاد الفرص لمجموعة متنوعة من الصناعات السعودية، مثل الحديد والصلب والألومنيوم والبتروكيميائيات وتحلية المياه وإنتاج الكهرباء. وسيسهم كذلك في تمكين الصناعات المضيفة للقيمة في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق من إنتاج مضادات التجمد والمذيبات وأنواع الوقود وغيرها من المواد المتقدمة.
وستمكن هذه المشاريع مجتمعة الشركة من الوفاء بالتزامها بتشجيع التقدم والرخاء بطريقة آمنة ومستدامة.