يعملون في صمت مطبق في أعماق البحار
تعرف على قصص غواصي أرامكو الملهمة وحياتهم العملية المثيرة

نسلط في هذه المقالة الضوء على غواصي أرامكو لإبراز ما يتمتعون به من خبرات في المحافظة على سير الأعمال البحرية العائدة للشركة بسلاسة ومرونة.
- يلعب غواصو أرامكو دورًا مهمًا في صيانة الأصول البحرية العائدة للشركة.
- يقوم هؤلاء الغواصون بعمليات الصيانة والإصلاح، التي تشمل فحص 650 كيلومترًا من خطوط الأنابيب البحرية و72 منصة بحرية سنويًا.
- يحتاج الغواصون إلى تدريب مكثف، وإلى الحصول على شهادات دولية، مما يؤهلهم للتعامل مع التحديات الفريدة التي يمكن أن يواجهونها تحت الماء، بما في ذلك انعدام الرؤية والتيارات البحرية القوية.
عندما يفكر معظم الناس في أعمال النفط والغاز، فإن أول ما يطرأ على أذهانهم هو أجهزة الحفر الشاهقة وخطوط الأنابيب الطويلة وغرف التحكم عالية التقنية، غير أن الكثير من الأحداث الحقيقية تحدث في مكان لا يذهب إليه سوى القليلون: تحت الماء.
ففي هذه البيئة البحرية الصعبة تعمل فرق الغوص المتخصصة التابعة لأرامكو، في ظروف تتطلب مستويات عالية من المهارة والدقة. وخدمات الغوص ليست مهمة للأعمال البحرية للشركة فحسب، بل للشركة بأكملها، فغواصو أرامكو هم أعينها وآذانها وأيديها، تحت سطح البحر، حيث يُرسلون للقيام بأعمال تفصيلية من فحص خطوط الأنابيب البحرية إلى صيانة الأصول البحرية، بما فيها خطوط الأنابيب والمنصات والسفن والصنادل.
وعلى عكس الغواصين الذين يعملون في الأنشطة الترفيهية والذين يستمتعون بهذه الرياضة من أجل الجمال والهدوء، فإن الغواصين التجاريين (وهم النوع الوحيد من الغواصين الذين توظفهم أرامكو) موجودون هنا للعمل. وسنلتقي في هذا المقال بأربعة من غواصي أرامكو، كل منهم يملك خبرة في مجال مختلف، من الغوص الهوائي في المياه الضحلة إلى الغوص التشبعي في أعماق البحار، وسيطلعوننا على الطبيعة الحقيقية لعملهم، والتحديات التي يواجهونها، والتدريب الذي يحافظ على سلامتهم، والقصص التي تبقى عالقة في أذهانهم لفترة طويلة بعد الصعود إلى سطح الماء.

أيمن بوحليقة، غواص هوائي لأعمال الفحص والتفتيش
يفخر أيمن بوحليقة بكونه أول غواص تجاري سعودي في أرامكو. ومع أنه وُلد في مدينة الهفوف الصغيرة في المنطقة الشرقية من المملكة، فقد كانت نشأته في مدينة الخبر الساحلية حيث فُتن بالمياه منذ صغره وأخذ يحلم باستكشاف العالم تحت سطح البحر يومًا ما.
وعندما أخبر بوحليقة عائلته برغبته في ممارسة الغوص كمهنة، شعروا بالقلق إزاء التحديات والمخاطر المرتبطة بهذه المهنة، ولكنه كان عازمًا على ذلك، وواصل مساعيه للانخراط في مهنة الغوص التجاري لتحقيق حلم طفولته. وبعد إكمال تدريباته والحصول على شهاداته، التحق بوحليقة بالعمل في أرامكو في عام 2001 كغواص بناء، وتطور دوره على مر السنين ليصبح أخصائي تفتيش تحت سطح البحر.
ويقول بوحليقة إن الغوص عملية تستمر على مدار 24 ساعة من خلال نوبات عمل دورية لا تتوقف أبدًا.
ويشرح بوحليقة كيف أن عمله اليومي كغواص تفتيش تحت سطح البحر هو بمثابة تفاعل دقيق بين التقنية والطبيعة، فكل عملية غوص تبدأ بإحاطة قبل الغوص يقدمها رئيس الوحدة وتتضمن خطة الغوص وبروتوكولات السلامة ومهام اليوم. ثم يرتدي الغواصون بدلات الغوص، ويضعون خوذة الغوص التي تزن نحو 15 كيلوغرامًا، ويغوصون لبدء عملية التفتيش، التي عادةً ما تكون على أعماق معتدلة تتراوح بين 10 و50 مترًا. ولا توفر خوذة الغوص الحماية فحسب، بل إنها مزودة بكاميرا ونظام اتصال ثنائي الاتجاه، كما أنها متصلة أيضًا بما يُطلق عليه "حبل سُرِّي"، وهو خرطوم غوص أصفر سميك يشبه الحبل ويُطلق عليه هذا الاسم لأنه، على غرار الحبل السُرِّي في رحم الأم، يوفر كل ما يحتاجه الغواص: الهواء، والاتصال، وحبل الإنقاذ الذي يوصله إلى السطح. وفيما يتنقل الغواص بين خطوط الأنابيب والمنصات، يراقب رئيس الوحدة عن كثب جميع العمليات من فوق سطح الماء، ويتواصل مباشرة عبر الراديو.

خوذة الغوص متصلة بـما يُعرف بالوصلات السُرِّية.
وتشمل مهام عمل بوحليقة في أي يوم من الأيام فحص منصة بحرية، أو تمهيد الطريق لصندل حفر، أو إصلاح خط أنابيب تحت الماء، وهذا يعني استخدام معدات ثقيلة مثل المطارق الهوائية، والمثاقب، ومشاعل اللحام والقَطْع، ومجموعة كبيرة من المعدات الأخرى، كل ذلك تحت الماء.
وعندما يصل غواص التفتيش إلى العمق الذي سيعمل فيه، يتعرض جسمه لقدر معين من الضغط. وكلما زاد العمق الذي يغوص إليه، زاد الضغط الذي يشعر به، وعندما يبدأ في الصعود إلى السطح، يجب عليه إجراء "توقفات إزالة الضغط" أثناء الصعود، وإلا فقد يصاب بمرض تخفيف الضغط (decompression sicknes)، المعروف باسم "داء الغواصين"، والذي قد يسبب آلام المفاصل، والدوار، وصعوبة التنفس، أو حتى إصابات خطيرة.
ويقول بوحليقة إن كل عملية غوص هي مخاطرة محسوبة، ولهذا السبب يستخدم غواصو الشركة جداول تخفيف الضغط الخاصة بالبحرية الأمريكية، وهي جداول موحدة متاحة مجانًا للاستخدام من قبل عامة الناس وتستخدمها الشركة لتحديد المدة التي يمكن للغواص البقاء فيها على عمق معين إلى جانب فترات تخفيف الضغط المناسبة لهذه المدة.
ويضيف بوحليقة أن هذه الوظيفة ليست تقنية فحسب، بل نفسية أيضًا، ويشرح ذلك بقوله: "هذا لأنك لا تثق أبدًا في البحر"، ويسترجع ذكريات غطساته الليلية الأولى عندما كان وجوده وحيدًا في البحر المظلم تمامًا في ظل انعدام الرؤية يمثل اختبارًا لعزيمته وتصميمه.
وبالإضافة إلى التحديات التقنية، يسلط بوحليقة الضوء أيضًا على دور العنصر البشري في عمليات الغوص، فالعمل في البحار يعني قضاء فترات طويلة بعيدًا عن العائلة، بحيث ينتاب القلق أحباءك وهم يترقبون عودتك سالمًا، وهذا ما يجعل بوحليقة يقول إن "كل يوم يمثل تحديًا لنا ولعائلاتنا".
"أنا لست مجرد غواص، أنا جزء من فريق يعمل على ضمان التشغيل الآمن والمسؤول للبنية التحتية التي تملكها الشركة في مجال الطاقة."
أيمن بوحليقة، غواص هوائي لأعمال الفحص والتفتيش

كريغ تشيشولم، رئيس وحدة غوص جوي
تكاد عينا كريغ تشيشولم تتوهجان حماسًا عندما يتحدث عن الغوص.
وتشيشولم، وهو رئيس وحدة غوص في أرامكو، يعرف جيدًا ما يحدث تحت الأمواج بفضل خبرته التي تمتد لستة وثلاثين عامًا في مجال الغوص.
ويقول وعلى وجهه ابتسامة العارف: "الأنشطة البحرية التي تراها على سطح البحر ليست سوى غيض من فيض، أما تحت السطح، فتوجد شبكة معقدة من الأنابيب والمنشآت التي تحافظ على تدفق النفط. وبعض خطوط الأنابيب هذه موجودة منذ عقود، ونحن نجري عمليات تفتيش وصيانة وإصلاح منتظمة لها في إطار جهودنا لدعم والمحافظة على سلامة وموثوقية خطوط الأنابيب العائدة للشركة".
ويضيف تشيشولم أن الغواصين هم وحدهم القادرون على القيام بهذه المهمة، وأن فريق الغوص ينظم كل عام حملة استباقية لفحص 650 كيلومترًا من خطوط الأنابيب البحرية بالإضافة إلى 72 منصة بحرية، بهدف المساعدة في ضمان استمرارية تشغيل أصول الشركة بصورة آمنة وموثوقة.
ويضيف تشيشولم إنه فيما تواصل أرامكو تطوير أعمالها البحرية، يعمل غواصو الشركة بجد لدعم تركيب البنية التحتية الجديدة بصورة آمنة، إلى جانب عملهم المهم في صيانة الأصول الحالية.
ويوضح ذلك بقوله: "نحن لا نقوم فقط بإصلاح خطوط الأنابيب، بل نلعب دورًا في دعم التشغيل الآمن والمسؤول للمرافق البحرية، بدءًا من التركيب وحتى الصيانة والإصلاح".

ويدعم الغواصون أعمال الإنشاء البحرية من خلال المساعدة في تركيب وصيانة أنظمة الإنتاج البحرية مثل خطوط الأنابيب، والوصلات المحتوية على الكابلات الكهربائية وكابلات الألياف البصرية وخراطيم التغذية بالسوائل الهيدروليكية وسوائل الحقن، أو ما يُعرف بالوصلات السُرِّية (umbilicals)، والهياكل العائمة، والمنصات البحرية، كما يساعدون في ضبط محاذاة وتراصف خطوط الأنابيب تحت الماء، وهي عملية مهمة، لأنه ما لم تكن خطوط الأنابيب متصلة بهياكل تحت الماء، فإن النفط والغاز لا يتدفقان عبرها بأمان.
ويشير تشيشولم إلى أن هذه الوظيفة تتطلب خبرة استثنائية، ولهذا السبب، يحتاج الغواصون إلى الخضوع لتدريب متخصص والحصول على شهادات من هيئات دولية مثل الرابطة الدولية لمقاولي الأعمال البحرية. ويضيف أن التدريب المستمر في مجالات السلامة والطب والتقنية هو اشتراط إلزامي للمحافظة على الكفاءة، مشيرًا إلى أن السلامة تأتي في المقام الأول لغواصي أرامكو، الذين يتعين عليهم مواجهة تحديات مثل مخاطر مرض تخفيف الضغط (decompression)، والتيارات القوية، وظروف انعدام الرؤية.
وينوه عما ينطوي عليه ذلك من مخاطر قائلًا: "خطوة واحدة خاطئة يمكن أن تكون لها نتائج كارثية، ولهذا السبب فإننا نراقب باستمرار العمق وسرعة التيار وحالة كل غواص".
وتضمنت واحدة من أكثر تجارب الغوص التي لا تُنسى بالنسبة لتشيشولم مشروعًا نُفِّذ في ظروف انعدمت فيها الرؤية تمامًا، حيث يقول ضاحكًا وهو يسترجع ذكرياته: "لقد تدربنا على العمل معصوبي الأعين على متن السفينة لمدة أسبوعين قبل الغوص، حتى أنني طلبت من الفريق أن يتدربوا على حلق ذقونهم في الظلام، واعتقد الجميع أنني مجنون، إلى أن أكملنا المهمة على أكمل وجه".
"الأنشطة البحرية التي تراها على سطح البحر ليست سوى غيض من فيض، أما تحت السطح، فتوجد شبكة معقدة من الأنابيب والمنشآت التي تحافظ على تدفق النفط. وبعض خطوط الأنابيب هذه موجودة منذ عقود، ونحن نجري عمليات تفتيش وصيانة وإصلاح منتظمة لها في إطار جهودنا لدعم والمحافظة على سلامة وموثوقية خطوط الأنابيب العائدة للشركة".
كريغ تشيشولم، رئيس وحدة غوص جوي

مالكولم كوبين، الغواص التشبعي
يعمل مالكولم كوبين، بصفته غواصًا متخصصًا في الغوص التشبعي، في بيئات شديدة القسوة تحت الماء. والغوص التشبعي هو شكل معقد من أشكال الغوص، حيث يعيش الغواصون في غرف مضغوطة تحت الماء لمدة تصل إلى 28 يومًا، ويعملون في أعماق كبيرة تحت الماء، عادةً ما تزيد عن 50 مترًا تحت مستوى سطح البحر.
ويملك كوبين خبرة تمتد على مدى 28 عامًا في مجال الغوص، منها 11 عامًا من العمل لدى أرامكو، وهو ما يعني أن أعماق المياه قد أصبحت بمثابة بيته الثاني.
ويوضح أن الغوص التشبعي عادة ما ينطوي على إجراءات معقدة: وهي العيش في غرف مضغوطة تحت الماء، ورفع الضغط في هذه الغرف إلى مستوى الضغط عند العمق الذي سيتم العمل فيه، ثم العمل مما يُعرف بكبسولة الغوص (diving bell)، وهي غرفة متخصصة تستخدم لنقل الغواصين من وإلى مواقع العمل تحت الماء. ويمكنك أن تفكر في الغوص التشبعي على أنه مهمة فضائية تحت الماء، حيث تخضع كل حركة لحساب دقيق، ويمكن لكل قطعة من المعدات أن تكون هي الفرق بين النجاح والكارثة. وعادةً ما يعمل ثلاثة غواصين تشبعيين بالتناوب، ويقومون بمهام معقدة مثل إصلاح خطوط الأنابيب، وفحص الهياكل، وصيانة المنصات البحرية. وأشار كوبين إلى أن الأعماق التي يعمل غواصو أرامكو فيها في المنطقة الشرقية من المملكة تتراوح عادة بين 30 و 65 مترًا، وأن الغواصين يتناوبون بحيث يقوم أحدهم بدور الغواص المنقذ أو الغواص الاحتياطي فيما يعمل الآخران على قاع البحر.
ويضيف أن هذه الوظيفة تتطلب قدرًا كبيرًا من القوة والمرونة النفسية، حيث يجب على الغواصين التعامل مع المساحات المعيشية الضيقة والمعدات المعقدة وسيناريوهات الطوارئ المحتملة.

يؤدي غطّاسو التشبّع مهامهم تحت الماء من داخل “كبسولة الغوص”، وهي حجرة مضغوطة تتيح لهم العمل في أعماق كبيرة.
وفي هذا الصدد، يقول كوبين: "يجب أن تكون لديك العقلية الصحيحة عند ممارسة الغوص التشبعي، بحيث أنه إذا وقع أي خطأ، يجب أن تظل هادئًا، ولا يمكنك ببساطة التخلي عن الأشياء الثقيلة والعودة إلى السطح مثل غواص السكوبا".
ويوضح كوبين أن التحديات فريدة وصعبة، مضيفًا أن فقدان الاتصال بكبسولة الغوص، أو تشابك خرطوم خرطوم الغوص أو ما يُعرف بالخرطوم السُرِّي، أمران يمكن أن يشكلا خطرًا على الحياة. ويقول: "ملاذك الوحيد الآمن هو كبسولة الغوص، ولا يوجد مكان آخر يمكنك الذهاب إليه إذا حدث خطأ ما". ويمثل البرد كذلك تحديًا مستمرًا، ويعتمد الغواصون على بدلات مائية ساخنة يتم تزويدها بالماء الساخن عبر خرطوم الإمداد، وفي حال تعطل هذا النظام، فإن التغير في درجة الحرارة يكون مفاجئًا وخطيرًا.
ويوضح كوبين كيف أحدثت التقنية الحديثة تحولاً في هذه المهنة، ويقول إن الغواصين يتمتعون الآن بقدرات اتصال لم تكن لتخطر على بال أحد قبل عقود، مما يسمح لهم بالتواصل مع عائلاتهم أثناء المهام الطويلة تحت الماء. ويرى كوبين في عالم ما تحت الماء لوحة فنية تجمع بين الاستكشاف العلمي والأعجوبة الهندسية، ويطرح أفكاره في هذا الصدد قائلًا: "إن ذلك مثل العمل في بيئة صامتة وغريبة، أنا أحب الماء، وهناك شيء مهدئ للغاية في بيئة العمل هذه، بما تتسم به من هدوء وما تتيحه من تركيز، وسط الحياة البحرية التي تحيط بك".
"ملاذك الوحيد الآمن هو كبسولة الغوص، ولا يوجد مكان آخر يمكنك الذهاب إليه إذا حدث خطأ ما".
مالكولم كوبين، الغواص التشبعي

سلطان الأحمدي، غواص هوائي في مجال الإنشاءات البحرية
بدأ شغف سلطان الأحمدي بالمحيط أثناء دراسته للعلوم البحرية في جامعة الملك عبد العزيز، ومنذ ذلك الحين تطور الشغف إلى مهنة. والأحمدي غواص سعودي يتمتع بخبرة تزيد عن 23 عامًا في مجال الغوص التجاري، منها 10 أعوام في أرامكو، ويشغل أحد أكثر المناصب صعوبة وأهمية في الأعمال البحرية.
ويشرح الأحمدي ذلك بقوله: "عندما تكون تحت الماء، فليس هناك مجال للخطأ، وعليك أن تعمل وفق خطة أساس وخطتين احتياطيتين على الأقل، لأن الوقت والرؤية ومحدودان، والضغط -المادي والنفسي- هائل."
ويعكس تركيز الأحمدي على التخطيط للطوارئ طبيعة الغوص الاحترافي وما تنطوي عليه من مخاطر كبيرة، وما تتطلبه من تركيز وسرعة في اتخاذ القرارات.
ويحمل الأحمدي عديدًا من شهادات الغوص التجاري المعتمدة من قبل الرابطة الدولية للمقاولين البحريين، بما في ذلك شهادة في التفتيش من فرنسا، وشهادة فني طبي في مجال الغوص من جنوب أفريقيا، وشهادة مشرف غوص متدرب من سنغافورة. ومما يفخر به الأحمدي طوال مسيرته المهنية إسهامه في حملات كبرى للفحص والتفتيش، ومن أبرز الأحداث التي لا ينساها ما حدث خلال عملية تفتيش روتينية في عام 2013، عندما اكتشف فريقه صمامًا تحت الماء يحتاج إلى صيانة، وتصرف على الفور لمعالجة المشكلة، ليساعد هذا التدخل في منع حدوث اضطراب محتمل في الأعمال البحرية. وقد أبدت الشركة وبصورة رسمية تقديرها لهذه الجهود، وكذلك لإسهامه في حملات الفحص والتفتيش في ينبع وتقييمات خطوط الأنابيب في جميع أنحاء المملكة.
والأحمدي، بالإضافة إلى خبرته الميدانية، مشغل حاصل على التدريب على تشغيل روبوت فحص ومراقبة المياه الضحلة (SWIM-R)، وهو جهاز بتقنية متقدمة طورته أرامكو لمساعدة الغواصين في إجراء عمليات الفحص البصري وتنظيف البيئة البحرية وأخذ قياسات الجهد الكهربائي في المياه الضحلة. ويمكن للغواصين تشغيل هذا الجهاز عن بعد من على متن سفينة الغوص.

في كل عام، يقوم الغطّاسون بتفقد مئات الكيلومترات من خطوط الأنابيب الواقعة في قاع البحر.
وربما تكون إحدى أهم إسهامات الأحمدي في مجال الغوص هي تقديم الإرشاد والتوجيه للجيل القادم من الغواصين السعوديين، وفي هذا الصدد، يقول الأحمدي: "أنا فخور بدعم الغواصين الجدد عند دخولهم هذا المجال. فبلوغ مرتبة الغواص المحترف ليس أمرًا يحدث بين عشية وضحاها، بل يتطلب سنوات من التدريب الجاد والحصول على الشهادات والتعلم المستمر".
والبحر بالنسبة إلى الأحمدي مكان عمل وشغف يستمر مدى الحياة، ومسيرته المهنية، من طالب إلى غواص معتمد ثم فني ثم مرشد وموجه، تسلط الضوء على الالتزام واسع النطاق لأرامكو بتطوير الكفاءات المحلية في المجالات التخصصية.
"عندما تكون تحت الماء، فليس هناك مجال للخطأ، وعليك أن تعمل وفق خطة أساس وخطتين احتياطيتين على الأقل، لأن الوقت والرؤية ومحدودان، والضغط -المادي والنفسي- هائل."
سلطان الأحمدي، غواص هوائي في مجال الإنشاءات البحرية
نُشر هذا المقال لأغراض المعلومات العامة، ولا ينبغي للقراء ومستخدمي الموقع الاستناد على أي معلومات واردة في هذا المقال إلا على مسؤوليتهم الخاصة. علاوة على ذلك، لا تقدم أرامكو أي تعهدات أو ضمانات من أي نوع، صريحة أو ضمنية، حول اكتمال هذه المعلومات أو دقتها أو موثوقيتها أو ملاءمتها لأي غرض، كما تخلي أرامكو السعودية مسؤوليتها من أي التزام بتصحيح أو تحديث أو مراجعة أي بيانات أو آراء صريحة أو ضمنية في هذا المقال.